إن تجاهل الاهتمام بصحة الفم والأسنان، بل وتجاوز الفحوصات الدورية في عيادات الأسنان يؤدي للإصابة بأمراض اللثة المزمنة وتسوس الأسنان، مما يؤدي في النهاية لفقدانها. هناك من الناس من يُدرك اليوم مدى الارتباط بين عدم النظافة وعدم العناية بالفم والأسنان وبين أمراض أجهزة الجسم المختلفة، مثل مرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية بإدارة الصحة الوقائية والتعزيزية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إنَّ الأبحاث الحديثة أظهرت أن تدني مستوى تنظيف الأسنان والعناية باللثة قد يزيد من خطر الإصابة بالدوار (الدوخة)، أي الإحساس العام بعدم التوازن خاصة، فقد قامت دراسة طويلة الأمد في كوريا بفحص الترابط بين إهمال نظافة الفم ومرض منيير (وهو المرض الذي إذا أُصيب به الفرد أحدث اضطرابًا في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى اضطراب في أجهزة التوازن، فيسبب الدوار الشديد (الدوخة)، وطنيناً في الأذن، وفقداناً في السمع، وإحساساً بالاحتقان)؛ لذلك توصلوا إلى أن بعض المواد التي ينتجها الجسم ردًا على الالتهابات الفموية كالسيتوكينات المضادة للالتهابات قد تلعب دوراً في الدوار (الدوخة).
كما أشارت الدكتورة اليافعي إلى وجود ترابط سببي لبكتيريا تسمى كامبيلوباكتر ريكتوس وهي المسببة لأمراض اللثة، فهي أيضاً السبب في التهاب الأذن الذي يؤدي للدوار (الدوخة). وأضافت بأن دراستهم قد خلصت إلى أن نظافة الفم المستمرة والصحيحة من خلال زيادة عدد مرات التفريش باليوم مع متابعة الفحص والتنظيف في عيادة الأسنان سوف يقلل من خطر الإصابة بمرض منيير. كما نُشرت تقارير أُخرى لحالتين من المرضى حول التهابات عظام الفكين نشأت من الأسنان وأدت إلى مرض منيير (الدوار)، وقد اختفى المرض من الحالتين بعد علاج الأسنان. كما أشارت بعض الدراسات إلى وجود صلة بين تسوس الأسنان في الأسنان العلوية، وتورُّم الجذر، والدوخة كعامل تفاقم لالتهاب الجيوب الأنفية المرتبطة بمشاكل الأسنان.
وحذَّرت من أنَّ الصحة الفموية السيئة يمكن أن تشكل خطراً على صحة العامة، ونصحت الجميع بالاهتمام والعناية بصحة الفم والأسنان، مع ضرورة تواجد جهود تعاونية بين مجالات طب الأسنان والأطباء لتعزيز تشخيص وإدارة الدوخة، ولا ينبغي أثناء الفحص إغفال أن اللثة والأسنان قد تكونان سبباً في الدوار. ومثل هذه الأبحاث هي مواضيع جديدة ومثيرة وتحتاج لمتابعة الجديد منها مستقبلاً في نفس المجال.
0 تعليق