د. وضحة الباكر لـ «وقاية»: برنامج صحي وقائي شامل لمنع وتقليل عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض المزمنة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن مراكز المعافاة بقسم الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعتبر خدمات وقائية متقدمة تتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية وخطة المؤسسة الاستراتيجية الثالثة (2024-2030)، ومن النماذج التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة والفريدة عالميا في سبعة من مراكز المعافاة الصحية (مركز أم صلال الصحي، مركز لعبيب الصحي، مركز الوجبة الصحي، مركز معيذر الصحي، مركز روضة الخيل الصحي، مركز الرويس الصحي ومركز الخور الصحي).

20250107_1736275839-898.jpg?1736275840

وأكدت الدكتورة وضحة احمد الباكر مدير إدارة برامج المعافاة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لـ «وقاية»، ان الخدمة تهدف إلى ترسيخ العادات الصحية السليمة والتي تنعكس على الحالة الجسدية والنفسية عند الأفراد المشاركين والتي تسهم في الحفاظ على صحتهم وبالتالي المجتمع بأكمله وتسهم بديمومة صحته ومعافاته، كما أنها تسهم في حماية الأفراد من الأمراض المزمنة وكذلك التخفيف من شدة تأثير ومخاطر هذه الأمراض عليه في حال الإصابة، إضافة إلى الكشف المبكر عن بعض السلوكيات غير الصحية والخطيرة التي قد تؤدي إلى أمراض مزمنة، وهذه الخدمات مجتمعة يقدمها فريق متكامل من مختلف الاختصاصات الطبية والرياضية من الطبيب والمدرب الصحي والمدرب الرياضي، وفسيولوجي التمارين ومنقذ السباحة والمدلك الرياضي، بالإضافة لعيادات الإقلاع عن التدخين في ثلاثة عشر مركزا صحيا لمساعدة المدخنين الراغبين بترك هذه العادة الخطيرة بمختلف الوسائل السلوكية والدوائية.
وقالت د. الباكر: من المهم التمييز بين مراكز المعافاة ومراكز العلاج الطبيعي، حيث إن مراكز المعافاة هي للأشخاص المستقلين حركيا وجسديا وعقليا فلا يستفيد من البرنامج الأشخاص الذين يحتاجون مساعدة آخرين عند ممارسة التمارين أو الذين يستخدمون أجهزة حركية مساعدة مثل العكاز أو الكرسي المتحرك وكذلك للأشخاص الذين يعانون من آلام شديدة بسبب الحركة أو غير المستقلين حركيا والذين يمكن أن يتم علاجهم في مراكز العلاج الطبيعي.
وأضافت: هذه البرامج ليست مجرد مبادرات صحية، بل هي جزء من رؤية شاملة تهدف إلى إحداث تحول جذري في نمط حياة الأفراد والمجتمع بأكمله من خلال التركيز على الوقاية والتوعية، ونأمل خفض معدلات الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.

«تصميم برامج خاصة»
وتابعت: ان خدمات وبرامج المعافاة تُقدَّم بواسطة كوادر طبية مؤهلة تُقدم الرعاية في عيادات متخصصة مثل عيادة نمط الحياة الصحية، حيث يتم إجراء تقييمات طبية مفصلة وجمع معلومات حول التاريخ الصحي والمرضي للفرد، كما يُمكن إحالة الأفراد ذوي الخطورة العالية والأمراض المزمنة إلى عيادة علم وظائف الأعضاء لإجراء اختبارات الإجهاد القلبي الرئوي أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وهي عيادة حيوية لتحديد وتصميم برنامج تمريني يتناسب مع القدرات الصحية والجسمانية لذوي الخطورة والأمراض المزمنة.

«نمط حياة صحي»
وحول عيادة المدرب الصحي، قالت ان الإحالة تجرى من قِبل طبيب عيادة نمط الحياة الصحية، وتلعب دورًا محوريًا في توجيه الأفراد نحو تبني نمط حياة صحي ومتوازن بحيث يشمل ذلك ربط معلومات العمر وحالة الفرد الصحية والجهد البدني الذي يتطلبه مع قياسات جسمانية دقيقة وتقييم للنظام الغذائي وكميته ونوعه. ويشمل كذلك النشاط البدني، والعناية بالنوم، والتقليل من مستويات الضغط النفسي، والإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى الالتزام بالتمارين الرياضية وذلك لضمان تحقيق النتائج المرجوة من البرنامج.

«احتياجات مختلفة للأفراد»
وأشارت إلى أن الطبيب في عيادة نمط الحياة الصحية يقوم بالتأكيد على برنامج التمرين الرياضي الملائم لكل فرد قبل إحالته إلى الصالة الرياضية لممارسة مجموعة متنوعة من التمارين الرياضية بما في ذلك تمارين الاحماء والتمارين الهوائية والعضلية وتمارين الاسترخاء وتعمل هذه التمارين بما في ذلك السباحة على تعزيز مرونة العضلات وتساعد على حرق السعرات الحرارية والدهون.

«شروط الانضمام للبرنامج»
وأردفت مديرة إدارة برامج المعافاة بالرعاية الصحية الأولية: سياسة الانضمام لبرامج المعافاة تتطلب أن يكون الفرد يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً فأكثر ويعاني من عوامل خطورة مثل زيادة الوزن أو السمنة وعدم مزاولة الرياضة، وقد يحتاج بعض مرضى الأمراض المزمنة إلى تقارير طبية من العيادات التخصصية الأخرى قبل الانضمام لبرامج المعافاة لضمان سلامتهم ولمعرفة قوة وشدة التمارين ونوعها، وفي بعض الأحيان قد يتأخر قبولهم حتى تستقر حالتهم الصحية.
وأوضحت أن مدة برنامج المعافاة هي 12 أسبوعًا وقابلة للتجديد ويعتمد ذلك على حالة المريض ومدى التزامه بالبرنامج، حيث يُطلب من الأفراد الالتزام بمواعيد متابعة دقيقة لضمان الاستفادة القصوى من البرنامج. يتم إجراء تقييمات في الأسبوع الأول، والسادس، والثاني عشر لقياس التقدم والاستفادة من البرنامج العلاجي، و بعد انتهاء مدة الاشتراك، يتم تشجيع الأفراد على اعتماد نمط حياة صحي كجزء من الروتين اليومي دون الاعتماد على مراكز المعافاة.
وتضيف الدكتورة وضحة بأن برامج المعافاة أثبتت أنها ليست فقط وسيلة لتحسين الحالة الصحية للأفراد، بل هي أيضًا عامل مهم في تعزيز الوعي الصحي ضمن المجتمع. تظهر البيانات أن المشاركين في هذه البرامج قد شهدوا تحسينات ملحوظة في مستويات اللياقة البدنية والصحة العامة، مما يقلل من أخطار الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق