استهلالة لتقليب صفحة من روزنامة احتفائية برجل هو لذة الحياة بروحه المليئة بالنور.. استهلالة لكي أكتب اليوم على علم من بلادي يغرف من كنز فكره وعمله ومسؤوليته وتفانيه خدمة للوطن.. بركان متحرك في عمله وتخصصه.. شلال يحرك الموج الداخلي في دواخل من حوله.. شديد التواضع وكأنه نجمة متربعة على لسان قمر.
ما الذي فعله المحتفى به الذي له من اسمه نصيب؛ الفرح والسعادة والطمأنينة (هاني بن سعد بن دعجم) لينال كل ذلك التقدير والحب من كل زملائه؟ إنها الدماثة، الابتسامة، الخيرية.. رجل لم يتعامل مع زملائه ومرؤوسيه في ربع قرن من الزمان بفوقية أو إجحاف أو قسوة، ليقينه أن الكرسي كما كان مع غيره من قبل سيتحول لغيره من بعد.
محامد أخذها من والده اللواء سعد بن سعيد بن دعجم (مدير شرطة منطقة مكة المكرمة سابقاً)، فهذا الشبل (الهاني) من ذاك الأسد (السعد)، ومن شابه أبَاهُ فما ظلم.. ذلك الأب العسكري اللامع الحنون؛ رأيت عينيه في تلك الاحتفائية تلمعان بريقاً فرحة بأبنائه الثلاثة: المهندس هاني، النقيب الدكتور أسامة، وبدر، وكأنه يحصد ثمار ما زرعه من قيم وخُلُق ودين وولاء لوطن العطاء.
أزعم أنه لم يتبقَّ أحد من زملائه وأحباء المهندس هاني بن دعجم في «هيئة المساحة الجيولوجية السعودية» (SGS)؛ مسؤولين، مستشارين، أكاديميين، باحثين، ومهندسين، إلا وشهد تلك الاحتفائية، إن لم يكن حضورياً فعبر البث المباشر.. احتفائية خلاَّبة كان وراءها المهندس مروان محمد الصيخان، المسؤول غير المتعالي بمنصبه، هذا الإنسان بإنسانيته وتحركاته أخرج حفلاً بأبهى صورة.. وقف بجانبه زملاء بمجهودات سامقة نورانية زرعت العشب الأخضر في أرواحنا: المهندس رامي عدنان يماني، والمستشار صالح أحمد السفري، إضافة إلى كبير الهيدروجيولوجين الدكتور أحمد سالم باصمد.
أخيراً:
سطور دونتها كتبت ثمار عُمر بأعواد الفل والياسمين.. سطور كتبت حياة برائحة عطور مقطرة جمعت من أوراق الورد.. سطور كتبت رحلة نجم صحراوي لا يعرفه إلا البدو الرُحل.. فمن منا ترك أثراً طيباً في نفوس الآخرين مثل هاني؟
0 تعليق