هل يولد اليوم رئيس للجمهورية في لبنان... بعد إخفاق 11مرة؟

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

البرلمان يعقد جلسة الحسم وسط مشاورات مكثّفة وترقّب عربي ودولي... وأمل في العبور بالبلاد إلى ضفة الأمان

بيروت، عواصم - وكالات: تنعقد اليوم جلسة جديدة في البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، بعد أكثر من عام على انعقاد الجلسة الأخيرة، وبعد أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي في البلاد. وفي الوقت الذي لا تزال الصورة ضبابية جداً بشأن مصير الجلسة ونتيجتها، فإن اتصالات ومحادثات تتكثف في محاولة للتوصل لاتفاقات بين الكتل على مرشح أو آخر.

وتحمل جلسة اليوم رقم 13 في مسلسل الدعوات إلى انتخاب رئيس جديد للبنان، منذ مغادرة الرئيس السابق ميشال عون منصبه بعد انتهاء ولايته في نهاية شهر أكتوبر 2022، وهو الذي شهد لبنان خلال عهده أزمة اقتصادية ومالية وصفها البنك الدولي بأنها إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

ورغم عدم وجود ضمانات تؤكد حتمية انتخاب رئيس جديد للبنان خلال جلسة اليوم، فإن البلاد باتت تعيش وسط حالة من الترقّب وحبس الأنفاس، على وقع قرع طبول المعركة الرئاسية التي يسطع فيها اسما مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، كأبرز المرشحين لرئاسة لبنان.

ورغم تباين التوقعات بشأن السيناريوهات التي ستسلكها جلسة الانتخابات الرئاسية، يبقى أمل اللبنانيين معلقاً على إمكانية انتخاب رئيس قادر على العبور بالبلاد إلى ضفة الأمان، بعد أكثر من 5 سنوات على معاناة لبنان من أزمة اقتصادية ومالية طاحنة أدت إلى إصابة القطاع المصرفي في البلاد بشلل شبه تام، وفقدان العملة اللبنانية لأكثر من 95 في المئة من قيمتها، لتضاف إليها الخسائر الضخمة التي تكبدها لبنان والتي فاقت 12 مليار دولار، نتيجة الحرب التي خاضتها البلاد في مواجهة إسرائيل منذ نهاية 2023 وتصاعدت وتيرتها في سبتمبر وأكتوبر 2024.

بدوره أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تفاؤله بانتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية المقررة اليوم.

ففي تغريدة على حسابه في منصة إكس، قال ميقاتي: "للمرة الأولى منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور لأنه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية".

أتى ذلك، بعيد وصول المبعوث الفرنسي جان إيف لورديان، إلى بيروت، ولقائه عددا من الشخصيات السياسية والنواب، فضلاً عن حضوره جلسة الانتخاب المقررة غدا.

كما جاء موقف ميقاتي مع وصول مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني الموفد يزيد بن فرحان إلى بيروت في زيارة هي الثانية خلال أيام.

هذا ومن المقرر أن تنعقد الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس للجمهورية، برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري. إلا أن الغموض لا يزال يلف مصيرها، رغم تأكيد أغلب النواب مشاركتهم في عملية الانتخاب.

لاسيما أن اسم قائد الجيش جوزيف عون كان تردد بقوة خلال الفترة الماضية، وهو خيار يلقى بحسب الأوساط السياسية اللبنانية قبولاً دولياً، وتأييداً من قبل العديد من النواب.

وإلى جانب عون، طرح عدد من النواب بمن فيهم التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، اسم الوزير السابق جهاد أزعور.

فيما تمسك حزب الله وأمل بمرشحهما سليمان فرنجية.

لذا لا يبدو أن أيا من الأسماء الواردة أعلاه إلى جانب أخرى مطروحة، قد تلقى أغلبية الثلثين المفروضة في الدورة الأولى أو الجلسة الأولى. إذ تنص المادة 49 من الدستور اللبناني، على ضرورة حضور وتصويت ثلثي أعضاء مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة الأولى.

أما في الجلسة الثانية، فيمكن انتخاب الرئيس بأغلبية 65 نائباً فقط.

وأعلنت كتل نيابية عدة دعمها لترشح عون، في وقت ربط فيه نواب المعارضة ترشيحه بحصوله على توافق نيابي واسع.

في غضون ذلك، نقلت مصادر مطلعة قولها إن عددا من النواب أوضحوا أن سيناريوهات الجلسة تقضي بتوزيع الأصوات بما لا يسمح بفوز أي مرشح، مما يعيد فتح المجال أمام حوار وطني دعا إليه في السابق نبيه بري.

وترجح هذه المصادر أن يتوصل الحوار إلى التوافق على جوزيف عون، بما لا يشكل انتصارا أو انكسارا لأي من القوى السياسية.

في حين، أجرى المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لقاءات مكوكية بممثلين عن مختلف الكتل النيابية في لبنان، وعلى رأسهم رئيس البرلمان نبيه بري.

وكان لودريان قد التقى بعدد من نواب المعارضة، إلى جانب نواب من كتلة "تحالف التغيير"، ونائبين عن كتلة "تجدد"، في قصر الصنوبر بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.

وتناول اللقاء ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد كتلة تحالف التغيير ترشيحها قائد الجيش، العماد جوزيف عون.

كما التقى لودريان، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" المحسوبة على حزب الله، النائب محمد رعد، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط.

وتشمل اللقاءات كذلك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لإذاعة فرنسا الدولية، عن تفاؤله بشأن جهود بلاده لضمان انتخاب رئيس جديد للبنان خلال اجتماع البرلمان.

وقال: "سيكون ذلك استمرارية، إن جاز التعبير، لما نجحنا في تحقيقه، وهو ما كان يبدو مستحيلًا، من أجل لبنان".

وتابع: "بفضل وقف إطلاق النار الذي قادته فرنسا، وهو أول انقطاع للأعمال العدائية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أثمر نتائج ملموسة، فالجنوب اللبناني، الذي كان محل نزاع وشهد أعمال عنف بين حزب الله وإسرائيل، بدأ يستقر مع نزع تدريجي لسلاح حزب الله، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية".

مع ذلك، وفي انتهاك إسرائيلي جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، استهدف قصف إسرائيلي صباح أمس منزل رئيس بلدية بنت جبيل في جنوب لبنان.

كما نفذت القوات الإسرائيلية التي لم تنسحب بعد من الجنوب اللبناني، رغم نص الاتفاق على ذلك، عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في اتجاه الأحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، كذلك حلق الطيران الإسرائيلي على علو متوسط وبشكل دائري في أجواء مدينة الهرمل، شرق البلاد.

كما أفاد مصدر بتحليق استعراضي للطائرات الحربية الإسرائيلية، في أجواء عدد من المناطق اللبنانية ورسمها أشكالا مختلفة في السماء.

وذكر المصدر أن الطيران الإسرائيلي حلق فوق عدد من المناطق من بينها العاصمة بيروت، ومدينة طرابلس بالإضافة فوق قرى الجنوب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق