الخبير البيئي جابر الكبيسي لـ العرب: حجم «الفقع» حالياً صغير.. والأفضل جمعه أواخر يناير

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 الفقع يتواجد في مختلف المناطق.. ويكثُر في الشمال
 الابتعاد عن البحث بالمركبات والترجل أكثر حفاظاً على البيئة
«الزبيدي» و«الخلاصي» من أشهر أنواع الفقع في قطر
البحث راجلاً يعطي متعة أكثر ويعيدنا إلى حياة أجدادنا
كثيرون يخلطون ما بين الفقع والفطر.. والأخير لا يمكن أن يعلو إلى منزلة الفقع

 

مع بداية موسم الكمأة «الفقع» في دولة قطر تنشط الرحلات البرية لدى المواطنين في جميع المناطق التي يتواجد بها الفقع خصوصا المناطق الشمالية حيث يكثر انتشاره هناك، ويلاقي موسم الفقع اهتماماً كبيراً من قبل المواطنين والجهات الرسمية مثل وزارة التجارة والصناعة التي نظمت النسخة الثانية من معرض ومزاد الفقع في سوق واقف، ويستمر المزاد حتى نهاية الموسم، ويستقبل زواره من الساعة الثامنة صباحاً وحتى نفاد الكميات وشهدت النسخة الثانية من المزاد إقبالا كبيراً من قبل الزوار المهتمين بالفقع.
وعلى الصعيد المجتمعي تنطلق العائلات في عطلة نهاية الأسبوع في رحلات إلى المناطق التي يتواجد بها الفقع، في رحلة بحث قد تستغرق النهار بأكمله. ويشهد موسم الفقع ارتفاعاً في أسعاره، حيث يكثر الباعة الجوالون الذين يبيعونه داخل الأحياء السكنية وعلى الطرق الواصلة بين منطقة وأخرى مثل السيلية والريان وغيرها.
وقال السيد جابر محمد الكبيسي الخبير البيئي والمهتم في موسم الفقع وجمعه، إن موسم الفقع قد بدأ فعلياً، ووجه نصائح للجمهور بتأخير رحلات جمع الفقع من المناطق البرية إلى 20 أو 25 الشهر الجاري، وذلك لتركه يكبر قليلاً، حيث إن أحجامه صغيرة في الوقت الحالي، والأفضل تركه يكبر قليلاً لكي يستفيد منه من يجده لحجمه وزيادة جودته بتركه ينمو للحجم المناسب.

20250108_1736366539-453.jpg?1736366540
الحفاظ على البيئة
وأضاف الكبيسي في تصريحات لـ «العرب»: على محبي رحلات جمع الفقع مراعاة العديد من الأمور خلال الرحلات، أولها عدم استخدام المركبة للبحث عنه، ويجب ترك المركبة على الإسفلت والترجل إلى داخل المنطقة التي يريد البحث بها، وذلك حفاظاً على النباتات وكذلك على الفقع من الدهس بالمركبة، وكذلك لإجراءات السلامة لا سيما وأن البحث بالمركبة يحتاج إلى الإطلالة من النوافذ لتفحص الأرض، وعادة ما يكون هناك أطفال بالمركبة، لذا من الضروري تجنب البحث بالمركبة، لا سيما وأن البحث راجلاً يعطي متعة أكثر ويجعل المرء يعود إلى الماضي حيث كان أجدادنا يبحثون عن الفقع بهذه الطريقة.
ودعا إلى ضرورة المحافظة على استدامته من خلال عدم التأثير سلباً على البيئة التي يتواجد فيها فهو ثروة طبيعية وطنية قطرية، لذا من الواجب المساهمة في الحفاظ على بيئته ومكوناتها الفطرية خاصة التربة والنباتات التي ينمو وينبت معها وإلى جانبها الفقع.
وأشار إلى أن الفقع ينمو في جميع المناطق البرية القطرية في موسمه وبعد هطول الأمطار، ويكثر في المناطق الشمالية، وهناك أنواع عديدة من الفقع التي تنمو في برية دولة قطر، ويستطيع المرء تمييزها من لونها، حيث يتميز فقع الزبيدي بلونه الأبيض ورائحته وطراوته، وهناك أيضا نوع الفقع الخلاصي ذي اللون البني الداكن ويتميز بسماكة قشرته التي تفوق قشرة فقع الزبيدي، موضحاً أن هذين النوعين من أجود أنواع الفقع في البلاد والأكثر شهرة تقريباً.
بيئة مناسبة لتكاثر الفقع
 في سياق متصل قال الكبيسي إن البيئة القطرية مناسبة جداً لتكاثر الفقع الذي يرتبط نموه بموسم الأمطار الذي يسمى بالوسمي، والذي يبدأ في أكتوبر وينتهي أواخر شهر ديسمبر من كل عام، ومن ثم يترك فترة حتى يبدأ الموسم لينتشر الناس في المناطق البرية لجمعه والتمتع بمذاقه الرائع.
 وأضاف: يتوفر الفقع في مختلف المناطق البرية، وعاود نصيحته لتأخير جمع الفقع حتى أواخر الشهر الجاري، حيث يكون الفقع في أحسن وأجود وأكبر أحجامه وحالاته.. لذا أدعو الجميع إلى الحرص على نيل الفوائد الجمة التي يتمتع بها هذا المنتج والمتمثلة بالعناصر الغذائية الهامة للصحة والنشاط والنمو، لاحتوائه على كمية كبيرة من البروتينات والعناصر الغذائية عالية القيمة بألا يجمعوه وهو صغير غير ناضج لأن ذلك يتسبب في الإضرار بالأرض الأم وبالإنسان لأن الفقع لن يكون جاهزاً للأكل بعد إلا إذا صلع وخرج خروجاً كاملاً من أرضه.
وأكد الكبيسي على أن الكثير من الناس يخلطون ما بين الفقع والفطر والصحيح أن الفقع لا يمكن أن ينزل إلى منزلة الفطر.. وأن الفطر لا يمكن أن يعلو إلى منزلة الفقع.. فالفقع من المن وهو أعلى درجة وقيمة غذائية من الفطر.
الاستدلال عليه
وعن كيفية الاستدلال على مكان الفقع قال الكبيسي: يُستدل على أماكن تواجده في البر بوجود شجرة «الأرجة» أو «الرقروق» والتي يعني وجودها وجود الفقع خلال المواسم الجيدة، ويمكن تعقب أماكن تواجده بالعين المجردة خاصة أنه إذا اكتمل نمو حبة الفقع تقوم بشق الأرض والبروز إلى السطح، كما ينمو بعمق يصل من 5 إلى 15 سنتيمتراً تحت الأرض. وتابع: تحتوي الكمأة على كمية كبيرة من البروتينات والعناصر الغذائية وتتميز برائحتها الزكية عند طهيها وطعمها اللذيذ، ولها من الفوائد الطبية الكثير ففي مائها علاج لجلاء البصر ووقاية من الأثمد والرمد.
ونوه بأن الفقع يعتبر سيد المائدة الشتوية في الخليج؛ لكونه يُستخدم في صنع الحساء وإعداد الأطباق وتزيينها فضلاً عن فوائده الصحية واستخداماتها المتعددة؛ في حين شغف آخرون بمغامرة البحث والتنقيب عنه في البر.

جواهر تحت الرمال القطرية
 الفقع أو الكمأ هو نبات فطري بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمترا تحت الأرض ويستخدم كطعام، عادة ما يتراوح وزن الكمأة بين 30 و300 غرام. وتنمو الكمأة على شكل درنة البطاطا في الصحاري، وينمو بالقرب من النباتات الصحراوية قريبا من جذور الأشجار الضخمة كشجر البلوط على سبيل المثال.
وهناك عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي وهو في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ويتميز بأن لونه يميل إلى الأسود المحمر، وحجمه يصل إلى حجم حبة البندق، بالإضافة إلى الهوبر ويكون لونه أسود، لكن داخله يكون باللون الأبيض، ويعد أسوأ أنواع الفقع.
فوائده
وتشير تقارير إلى أن «الفقع» يحتوي على عناصر معدنية هامة للصحة والنشاط والحيوية والنمو، كالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك والنحاس. كما يحتوي على «السيانوكوبالامين ب 12» و»الثيامين ب» و»الريبوفلافنين ب 2» و»البيرودكسين ب 6» والفوسفور والكالسيوم؛ وجميعها ضرورية لعمل الجهاز العصبي بكفاءة. كما يحتوي الكمأ على الألياف النباتية التي تساعد على تخفيض نسبة الكوليسترول المرتفع في الدم. ويحمي من الإصابة بتصلب الشرايين الذي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الشريان التاجي، مثل الذبحة الصدرية والأزمات القلبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق