يشتهر شهر طوبة في التقويم القبطي المصري بالبرد القارس والأمطار الغزيرة، لكنه أيضًا يحمل الخير للأرض، يبدأ في 9 يناير وينتهي في 7 فبراير، يشتق اسمه من الكلمة المصرية القديمة "طوبى"، التي تعني الغسل والتنقية.
ويعتبر خامس شهور السنة القبطية وشهرًا مميزًا في حياة المصريين منذ القدم، إذ شهدت أيامه طقوسًا وأمثالًا متوارثة تعكس شدته، مثل: "طوبة تخلي الصبية كركوبة"
وفقًا لبيان الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز المناخ الزراعي بوزارة الزراعة اليوم، تتسم بداية شهر طوبة بتقلبات جوية شديدة، من المتوقع أن تضرب أمطار غزيرة مناطق الساحل الشمالي بدءًا من ظهر الخميس 9 يناير 2025، ثم تمتد تدريجيًا لتشمل الإسكندرية، مطروح، القاهرة، ومدن القناة، وصولًا إلى وسط وجنوب سيناء.
ستترافق هذه التقلبات مع شبورة مائية كثيفة خلال ساعات الصباح الباكر، خاصة على الطرق الصحراوية والساحلية، مما يستدعي الحذر أثناء القيادة لتجنب الحوادث.
كيف يستعد المصريون لبرودة طوبة؟
مع الأجواء الباردة التي تميز هذا الشهر، يلجأ المصريون إلى وسائلهم التقليدية لمواجهة البرد. ينصح الدكتور فهيم بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، خاصة الكوفيات التي تحمي الرقبة من البرد، والإكثار من المشروبات الساخنة مثل السحلب والقرفة، كما يلعب الغذاء دورًا مهمًا في تعزيز المناعة، إذ يُوصى بتناول الفواكه الغنية بفيتامين C كالبرتقال واليوسفي، إلى جانب أطعمة الشتاء الدافئة مثل العدس والبطاطا المشوية.
طوبة.. الخير للحقول والمحاصيل
على الصعيد الزراعي، يعد طوبة شهرًا مثاليًا لنمو المحاصيل، حيث يدعم احتياجات البرودة للأشجار المتساقطة والزيتون، ويساهم أيضًا في تحسين تفريع القمح، وتزهير الفول والبسلة المبكرة، إضافة لتحجيم البطاطس الشتوية والبنجر والثوم والبصل.
ورغم هذه الفوائد، يحذر الدكتور فهيم من مخاطر انخفاض درجات الحرارة دون المعدلات الطبيعية، حيث قد يؤدي ذلك إلى تشكل الصقيع الذي يضر بمحاصيل مثل المانجو والنخيل، ويوصي المزارعين بتأجيل ري المحاصيل في مناطق الدلتا والوجه البحري حتى استقرار حالة الطقس.
إن مرّ شهر طوبة بسلام دون تأثيرات كبيرة من الصقيع، فهذا يعني اقتراب نهاية الشتاء بأمان، يظل الالتزام بالنصائح الوقائية، سواء للمواطنين أو المزارعين، أمرًا ضروريًا للاستفادة من هذا الشهر الذي يجمع بين قسوة البرودة وخير الطبيعة.
0 تعليق