تشهد أسواق اللحوم بالدقهلية ارتفاعا ملحوظا، كما انعدم الإقبال على الشراء فى الآونة الأخيرة، بسبب جشع التجار والجزارين الذين لم يتفقوا على سعر محدد لأنواع اللحوم، خاصة مع غياب الدور الحكومي فى ضبط الأسعار وفشلها فى ضبط أسعار خامات الأعلاف وترك المواطنين فريسة لتجار اللحوم .
وأكد بعض العاملين بقطاع تنمية الثروة الحيوانية أن من أهم أسباب إرتفاع أسعار اللحوم، هو عدم الاهتمام الكافي بالثروة الحيوانية، والاعتماد على استيراد أكثر من 60% من احتياجات السوق، سواء من مجمدات أو لحوم حية، حيث يتم استيراد اللحوم الحية من البرازيل وإسبانيا، والمجمدة من الهند والبرازيل.
وذلك فضلا عن قلة عدد الروؤس الحيوانية وزيادة استهلاك اللحوم ووصول نسبة العجز بين الإنتاج والاستهلاك من اللحوم الحمراء إلى 40% بالإضافة إلى ارتفاع اللحوم البديلة من أسماك وطيور مع زيادة أسعار البقوليات البديل النباتي للبروتينات.
وأرجع سامح محمود طبيب بيطرى إنخفاض أعداد الثروة الحيوانية نظرا لعدم وجود مراعي طبيعية واعتماد التغذية على الأعلاف المزروعة أو المصنعة عالية التكاليف ونظرا لأننا نستورد معظم مستلزمات الأعلاف من الخارج خاصة مع تدني قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى مما أدى إلى رفع تكاليف الاستيراد بالإضافة إلى التوترات الدولية التي تزيد من تكلفة النقل .
ودعا “محمود” المسئولين إلى اتخاذ إجراءات فعالة، للسيطرة على الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم منها إيقاف عمل المجازر لمدة شهرين على الأقل للحد من زيادة وتيرة ذبح المواشي وخاصة مع اقتراب شهر رمضان والذي تزيد فيه استهلاك اللحوم، مع استيراد سلالات حيوانية حية عالية واستيراد كميات لحوم مجمدة او مبردة تسد العجز الحالي.
وطالب “عاطف السيد طبيب بيطرى” بتسهيل إجراءات استيراد المستلزمات العلفية حاليا وتشجيع المزارعين لزراعة المحاصيل العلفية مستقبلا مع زيادة دعم المستثمرين في مجال صناعة الأعلاف والعمل بجدية للاستفادة من المخلفات الزراعية في تصنيع الأعلاف، وتوفير الأدوية البيطرية والتحصينات بكميات كافية وأسعار مناسبة مع تسهيل إجراءات عمل حظائر المواشي بالإضافة إلى زيادة دعم صناغة الدواجن والمزارع السمكية والتصنيع الزراعي وكذا زراعة البقوليات كبدائل مهمه للتغلب على العجز في اللحوم الحمراء.
أما “محمد فهمى صاحب مزرعة مواشى” فيصف مشكلة إرتفاع أسعار اللحوم بأنها مزمنة ولكنها زادت فى العامين الماضيين بسبب الاستيراد وتهميش المربى المحلى ويؤكد أن المشكلة تفاقمت مع ارتفاع أسعار الأعلاف بصورة كبيرة ومستلزمات التربية الأخرى من رعاية بيطرية وأدوية فضلا عن عدم وجود تأمين فعلى على الماشية.
وأضاف “فهمى ”الأمر الذى ضاعف من حجم الخسائر بالنسبة للمربين، فنفوق رأس واحدة قد يكلف المربى تعب شهور لذا أقترح تقليل أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية الأخرى من أدوية ورعاية بيطرية أيضا ومساعدة الفلاحين على زراعة المحاصيل العلفية مثل الذرة والبرسيم الحجازى وفول الصويا لتقليل الاستيراد من الخامات العلفية وخفض أسعار العلف فى السوق، وتقنين استيراد المواشى الحية بغرض التسمين والاكتفاء فقط باستيراد المواشى لتحسين السلالات وكذلك تسهيل الإجراءات لإنشاء حظائر الحيوان .
وأوضح “محمود حامد جزار ”إن هناك إرتفاعا كبيرا فى أسعار اللحوم ، وهو ما اعتبره طبيعياً في ظل عدة عوامل، على رأسها عزوف المربين عن تربية الحيوانات حالياً، نتيجة ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج فى مصر، والمتمثلة في الأعلاف والخدمات البيطرية، مشيرًا إلى أن مصر تعاني من ندرة في الثروة الحيوانية منذ فترة طويلة.
وأشار “حامد” إلى عدم وجود بيع ولا شراء بسبب غلاء أسعار اللحوم والسوق يشهد حالة من الركود بشكل مخيف، والمواطنين فى حالة عزوف لافت للأنظار والإقبال ضعيف جدا جدا عن السنوات السابقة التى كانت تشهد رواجا كبيرا.
0 تعليق