ذكرى وفاة الشيخ محمد عرفة.. علمٌ ودعوةٌ ساطعَتْ في سماء الأزهر

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مثل هذا اليوم التاسع من يناير عام 1973م، الموافق الخامس من ذي الحجة سنة 1392هـ، توفي الشيخ العلامة محمد أحمد عرفة، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف والمفكرين في مجال الشريعة واللغة العربية.

 يُعدُّ الشيخ محمد عرفة من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة كبيرة في مسيرة العلم والتعليم في مصر، خاصة في مجالات الفقه والنحو والفلسفة.

نشأته وتعليمه

وُلِدَ الشيخ محمد أحمد عرفة في عام 1309هـ، الموافق 1891م، ولا تُوجد معلومات دقيقة حول مكان ولادته في المصادر المتاحة. بدأ مسيرته التعليمية بحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمعهد دُسوق الديني الأزهري في عام 1904م، وأكمل دراسته الثانوية في معهد الإسكندرية الديني. بعد ذلك، انتقل إلى قسم الشريعة في الأزهر الشريف، حيث حصل على شهادة العالمية في عام 1921م.

مسيرته الأكاديمية

بدأ الشيخ محمد عرفة عمله التدريسي في معهد الإسكندرية الديني، ثم انتقل إلى جامعة الأزهر بعد تأسيسها في عام 1930م، حيث عمل كمدرس بكلية الشريعة الإسلامية. وفي عام 1933م، تولى منصب وكيل الكلية. بعدها، انتقل إلى قسم الفلسفة بكلية اللغة العربية، ليجمع بين تخصصه في علوم الشريعة وعلوم اللغة العربية. استمر في هذا المجال لمدة ثلاثة عشر عامًا.

كتاباته وإسهاماته العلمية

في عام 1941م، نشر الشيخ محمد عرفة كتابه "النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة"، الذي كان ردًا على كتاب "إحياء النحو" للأستاذ إبراهيم مصطفى.

 وقد لاقى الكتاب إعجابًا من هيئة كبار العلماء، حيث أُثني عليه من قبل الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر في ذلك الوقت. واعتبر الكتاب مرجعًا مهمًا في مسألة النحو والنحاة.

بفضل هذه الإسهامات العلمية المتميزة، تم تعيين الشيخ محمد عرفة عضوًا في هيئة كبار العلماء بموجب أمر ملكي صدر في 24 من رجب 1360هـ، الموافق 18 من أغسطس 1941م، من الملك فاروق الأول.

مناصبه العلمية

على مدار مسيرته، تولى الشيخ محمد عرفة العديد من المناصب العلمية الهامة. في عام 1946م، حصل على كسوة التشريف العلمي من الدرجة الأولى، كما تم تعيينه مديرًا للوعظ ومديرًا لمجلة الأزهر في عام 1952م.

صفاته الشخصية

كان الشيخ محمد عرفة شخصًا ذو هيبة علمية وروحية، محبوبًا ومُقدرًا من قِبَل طلابه وزملائه في الأزهر. كان يمتاز بشجاعة الرأي، وصلابة الموقف في الحق، وكان لا يخشى قول كلمة الحق مهما كانت الظروف.

 وقد أشار تلميذه الشيخ محمد الغزالي إلى تأثيره الكبير عليه، قائلاً: "كان الشيخ محمد عرفة شخصية عظيمة، وكان دائمًا يُحفزني على التفكر في بيئات العلم والدعم التي تُسهم في ظهور العلماء."

تلاميذه وتأثيره

من بين تلاميذ الشيخ محمد عرفة كان الشيخ محمد الغزالي، الذي أصبح من أبرز الدعاة في العالم الإسلامي. 

كما تعلم على يديه العديد من العلماء الذين ساهموا في نقل العلم الشرعي والفكري. إضافة إلى ذلك، كان الشيخ محمد عرفة له العديد من المقالات العلمية والكتب القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية، مثل "رسالة الأزهر في القرن العشرين"، "نقض مطاعن في القرآن الكريم"، و"السِّر في انتشار الإسلام"، بالإضافة إلى مؤلفاته حول اللغة العربية وتعليمها.

وفاته وإرثه

ظل الشيخ محمد عرفة طوال حياته مخلصًا للعلم، مدافعًا عن الشريعة الإسلامية واللغة العربية. 

توفي في الخامس من ذي الحجة 1392هـ، الموافق التاسع من يناير 1973م، بعد أن ترك إرثًا علميًا وروحيًا عظيمًا في مجال التعليم والدعوة.

رحمه الله رحمة واسعة، وأَجزل له الثواب، وأسكنه فسيح جناته، فقد كان من العلماء الأبرار الذين قدموا للأمة الإسلامية الكثير من العلم والخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق