كان الفوز الذي حقّقه باريس سان جرمان الفرنسي في معقل ليفربول الإنكليزي 1-0 ثم بركلات الترجيح 4-1 في إياب ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بمثابة إعلان نيّة قوّي جداً للمشروع الجديد لنادي العاصمة الفرنسية في حقبة ما بعد كيليان مبابي.
وكان «سان جرمان» في الفترة السابقة مدعاة للسخرية أوروبياً بسبب تلعثمه في الأدوار الإقصائية، حتى بعد تقدمه بنتيجة كبيرة، على غرار ما حصل ضد برشلونة الإسباني عام 2017 حين فاز برباعية نظيفة في ذهاب ثُمن النهائي، قبل الخسارة الدراماتيكية إياباً على أرض النادي الكاتالوني 1-6.
وقدّم فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي أداءً رائعاً في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي، ومع ذلك خرج منها خاسراً 0-1، مما تركه أمام مهمّة شاقة قبل الإياب في «أنفيلد»، حيث لم يُهزم ليفربول إلّا مرّة واحدة هذا الموسم.
لكن الفريق الباريسي تقدّم في وقت مبكر من المباراة عن طريق عثمان ديمبيلي، الذي رفع رصيده إلى 29 هدفاً هذا الموسم في المسابقات كافة، مُعادلا بذلك النتيجة الإجمالية لهذه المواجهة ضد المصري محمد صلاح ورفاقه في «الحمر».
واعتبر هدف ديمبيلي الفاصل الوحيد بين الفريقين في الدقائق الـ90 بعدما صمد «سان جرمان» أمام الضغط بفضل جهود حارسه الإيطالي جانلويجي دوناروما، مهدّداً بدوره مضيفه بفضل تحركات الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا والبديل ديزيريه دويه.
وعلى مدار العقد الماضي، دأب النادي الباريسي على ضمّ مهاجمين من الطراز الرفيع، لكنه عانى من هشاشة دفاعية جعلته عرضة للانهيار في المباريات الأوروبية الكبرى.
وما حصل ضد النادي الكاتالوني دفع الإدارة إلى التعاقد مع مبابي والبرازيلي نيمار في أكبر صفقتي انتقال في تاريخ كرة القدم، وأسفر ذلك عن الوصول إلى نهائي المسابقة بنسختها المُختزلة عام 2020 في فترة تفشّي جائحة «كورونا»، ونصف نهائي عام 2021.
ثم وصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن بدا أن «سان جرمان» يبتعد أكثر فأكثر عن حلم الفوز باللقب حتى وصول إنريكي في 2023.
وأوصل مدرب برشلونة وإسبانيا سابقاً الفريق الباريسي إلى نصف النهائي الموسم الماضي بقيادة مبابي، لكن الخسارة أمام بوروسيا دورتموند الألماني تركت شعوراً كبيراً بالحسرة والتساؤل حول ما كان سيحصل لو تخطّى الفريق هذه العقبة.
في هذه الأثناء، أصرّ إنريكي على أن «سان جرمان» سيصبح أفضل بعد رحيل مبابي، وتبين أنه كان محقاً.
وقال لقناة «كانال بلس»: «أظهرنا أننا فريق حقيقي».
وأصبح ديمبيلي أحد أخطر المهاجمين في العالم، مسجّلاً 24 هدفاً في 19 مباراة منذ منتصف ديسمبر. وقدّم كفاراتسخيليا، الجناح القادم من نابولي الإيطالي في يناير، أداءً مميزاً ضد ليفربول لدرجة أن جماهير «أنفيلد» صفقت له عند استبداله في الوقت الإضافي.
كما قدّم إنريكي إلى الساحة دويه الموهبة الرائعة، بينما يجمع لاعباً الوسط البرتغاليان فيتينيا وجواو نيفيش بين البراعة والحيوية التي لا تنضب.
بإضافة الدولي الإكوادوري ويليان باتشو، يكتمل خط دفاع قوّي إلى جانب البرازيلي ماركينيوس والظهيرين المغربي أشرف حكيمي والبرتغالي نونو مينديش.
0 تعليق