سوق المباركية... نجم كأس الخليج والمستفيد الأكبر من «خليجي 26»

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة البيوت الاستثمارية القابضة المشغّلة لسوق المباركية عبر شركة تابعة للمجموعة عبدالرحمن محمد الخنة، إن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26»، التي تمت إقامتها على مدار أسبوعين بين 21 ديسمبر الماضي و4 يناير الجاري، كان لها الأثر الكبير على الاقتصاد، والعديد من القطاعات العاملة في السوق المحلي، لاسيما الفنادق والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية ومحال بيع التجزئة والنقل والمطاعم، وغيرها الكثير. وأضاف الخنة في لقاء مع «الجريدة»، أن سوق المباركية، الذي تديره إحدى الشركات التابعة للمجموعة، أخذ الزخم والاستفادة الكبرى من تلك الفعالية، وكان نجم البطولة بلا منازع، وفيما يلي نص اللقاء:

ما رأيك بالانفتاح التي شهدته الدولة خلال بطولة كأس الخليج وما تأثيره على الاقتصاد؟

- لا شك في أن لبطولة كأس الخليج التي تمت إقامتها على مدار أسبوعين بين 21 ديسمبر الماضي حتى 4 الجاري الأثر الكبير على الاقتصاد وعلى العديد من القطاعات العاملة في السوق المحلي، لاسيما الفنادق والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية ومحال بيع التجزئة والنقل والمطاعم، وغيرها الكثير.

وعند مقارنة وضع القطاعات الاقتصادية قبل استضافة البطولة وأثناء إقامتها، نرى أن الوضع مختلف تماماً، إذ شهد قطاع الفنادق على سبيل المثال إشغالات عالية وصل بعضها الى 100 بالمئة، وأيضاً شاهدنا إقبال الزوار على محالّ بيع التجزئة وعلى المطاعم التي كانت مزدحمة طوال الفترة.

ووفقاً للأرقام المذكورة، فقد زار الكويت خلال تلك الفترة نحو 70 ألف زائر، ومن الطبيعي أن يكون لهذا العدد معدلات صرف واستهلاك بين سكن وتنقّل ومطاعم ومشتريات وغيرها، وهذا له أثر اقتصادي كبير على الدولة والقطاع الخاص.

وكان للانفتاح أيضاً تأثيرات على فئات المجتمع المختلفة، فالعديد منهم فضّل البقاء في الدولة وعدم السفر الى الخارج، بالرغم من وجود عطلة رسمية، هي رأس السنة، وهذا أيضا كان له الأثر على الاقتصاد.

ما تأثير البطولة على سوق المباركية تحديداً؟

- سوق المباركية، الذي تديره إحدى الشركات التابعة للمجموعة، أخذ الزخم والاستفادة الكبرى من تلك الفعالية، وكان نجم البطولة بلا منازع، لأسباب عديدة، منها أنه سوق تاريخي ويحمل طابعاً شعبياً، وهذا يوازي البطولة الخليجية التي تحمل هي الأخرى الطابع ذاته.

وجاء توجّه الجماهير والزوار للأسواق التاريخية والشعبية متوارثاً من كأس العالم في نسخته الأخيرة، التي تمّت إقامتها في قطر، إذ شهد سوق «واقف» التراثي وجوداً جماهيرياً كبيراً خلال تلك الفترة، وأصبح هناك انطباع لدى الجماهير الخليجية بأن التواجد والاحتفالات تتم في الأسواق الشعبية أكثر من غيرها بالأسواق الأخرى والمجمعات.

ويعتبر سوق المباركية أفضل الأسواق الشعبية الموجودة في منطقة الخليج العربي، إذ يحمل طابعاً تاريخياً أصيلاً، وهو من تراث الدولة، وتعود تسميته إلى حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح.

الأثر على سوق المباركية كان كبيراً جداً، انعكس إيجاباً على معدل المبيعات للمحال المستأجرة في السوق التي شهدت انتعاشاً واضحاً، وهناك محال، خصوصاً المطاعم التي عملت على مدار الساعة.

وعلى الرغم من بساطة السوق، فإنه قادر على استيعاب كل فئات المجتمع والزوار من الخارج، وتلبية احتياجاتهم من ترفيه وتبضّع وغيرها العديد، ولذا نأمل أن تكون هناك فعاليات بصورة مستمرة.

هلّا حدثتنا عن دور «ريل استيت هاوس»، الشركة التابعة للمجموعة، المشغّلة لسوق المباركية؟

- كان لشركة «ريل استيت هاوس» التي تدير السوق دور كبير في نجاح الفعالية، بالتعاون مع الجهات الحكومية، إذ عملت على تنظيم الساحات أمام الزوار وتوفير الشاشات، لمشاهدة المباريات، وعملت في وقت سابق، ومنذ أن رست عليها مزايدة تشغيل السوق، على تطوير السوق وصيانته بصورة مستمرة.

كما وضعت الشركة، منذ توليها مهام إدارة السوق، العديد من الخطط لإدارته وتشغيله على أعلى كفاءة، وقامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات لتسويق وترويج الفعاليات مع جهات مختلفة.

هل تؤيد استنساخ «فكرة المباركية» في مناطق أخرى؟

- أنا مع دخول الأسواق التراثية في برامج تطوير المناطق الجديدة، لما لها من قبول لدى الجميع، وتعكس التراث الكويتي الأصيل، إضافة الى أنه سيكون هناك تنوّع في المشاريع وخيارات أمام المستهلكين والمستثمرين.

وفي مدينة مثل منطقة المطلاع على سبيل المثال التي يتوقّع أن يصل عدد سكانها عام 2030 الى 300 ألف نسمة، سيكون وجود مشروع تراثي هناك أمر في غاية الأهمية والنجاح، وسيعمل على جذب الزوار في البلدان المجاورة، وأيضا المنطقة الجنوبية من البلاد، التي تشهد هي الأخرى نمواً سكانياً.

ما المطلوب لإقامة فعاليات بشكل مستمر تجذب الزوار؟

- حدث مهم، مثل كأس الخليج الذي تم على مدار أسبوعين فقط، كان له أثر كبير على الجانب الاقتصادي للبلد، وأدخل الفرح والسرور لجميع المواطنين المقيمين، وأيضاً أدخل الرغبة والطموح في جعل الكويت دولة سياحية تستقطب السياح والزوار من الخارج.

ومن هنا يجب التفكير جدياً في وضع خطة تعمل من خلالها الدولة على استقطاب الزوار بصورة مستمرة، وجعلها وجهة سياحية، وهي تمتلك كل المقومات لتكون كذلك.

الكويت تتميز خلال فترة 5 أشهر من كل عام، (بين شهري نوفمبر ومارس) بأجواء جميلة، وتمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتكون دولة جاذبة للسياح.

الحكومة، بشهادة الجميع، نجحت نجاحاً باهراً في تنظيم بطولة كأس الخليج، وأثبتت قدرتها وكفاءتها، وجاء ذلك عن طريق تكاتف جميع جهات الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص، فالمطلوب حالياً هو الاستمرار بذات النهج الذي اتّبعته في بطولة كأس الخليج، ووضع خطة لرسم الأحداث والفعاليات بشكل مستمر، والتنسيق مع القطاع الخاص ودعم مبادراته التي من شأنها تحقيق هذا الهدف.

وأعتقد أن هناك رغبة موجودة لدى الحكومة بأن تستمر تلك الفعاليات لما شاهدته وشاهدناه من أثر إيجابي انعكس على كل القطاعات، ونأمل أن تكون من ضمن خطة عمل الحكومة.

هل ترى أن القطاع الخاص متحفظ بضخّ استثماراته في ظل حالة الانغلاق التي تعيشها البلاد؟

- لا أعتقد ذلك، فهناك العديد من المستثمرين والتجار يعملون على إقامة المشاريع وتطويرها بصورة مستمرة في البلد، ولكن بتوجّه استثماري مختلف، فإن كانت هناك خطة واضحة لإقامة فعاليات وأحداث تجذب الزوار بشكل مستمر من الطبيعي يواكبها القطاع الخاص بالمشاريع السياحية أو الترفيهية.

فعلى سبيل المثال، مستثمرو القطاع العقاري، ما الذي يجعلهم يستثمرون في القطاع الفندقي في حال عدم وجود زوار أو فعاليات لتشغيل هذا الكيان؟ فهذا القطاع بالتحديد يعتمد على الزوار القادمين من الخارج.

ووفق البيانات والأرقام الحالية، قد لا تكون مغرية بالنسبة للمستثمرين، ولكن إذا كان هناك توجه، وبدأت تظهر أرقام زوار مشجعة سوف يتغير التوجه الاستثماري، وسيتجه القطاع الخاص نحو الاستثمارات السياحية، وهو قادر ويمتلك كل المقومات والأفكار الإبداعية.

تحدثنا عن فائدة القطاع الخاص من بطولة كأس الخليج، لكن برأيك ماذا يعود على الدولة من وجود تلك الفعاليات؟

- في البداية، القطاع الخاص جزء من الكيان العام للدولة، وهو أحد أذرعها الاقتصادية، ولا يمكن فصلهما عن بعض، فالدولة مستفيدة بتأكيد بشكل مباشر وغير مباشر من انتعاش الوضع الاقتصادي.

نأخذ أمثلة على ذلك، كوننا مشغّلين لسوق المباركية الذي يعتبر أحد أملاك الدولة، ففي حال كان هناك انتعاش بمقدور الشركة مستقبلاً من الدخول في المزايدات التي يتم طرحها لتشغيل أملاك الدولة، وهذا سيرفع من قيمتها ومردودها، وبالتالي سينعكس ذلك على الميزانية العامة.

وأيضا ستختلف قدرة الشركات على توظيف العمالة الوطنية، فكلما انتعش الوضع أصبحت قدرتها أكبر، وهذا من شأنه تخفيف العبء عن الدولة، إذ إن الدولة والقطاع الخاص دائرة متصلة لا يمكن فصلهما.

في حال وجود الفعاليات والمهرجانات وزوار من الخارج، كيف تتم المحافظة على مستوى أسعار الخدمات والسلع؟

- ارتفاع أسعار السلع والخدمات له العديد من العوامل، لكن هناك عامل مهم جدا، ألا وهو المنافسة، فإذا كان المجال مفتوحا للجميع وطرح العديد من المشاريع في مختلف المناطق، ستكون هناك منافسة بين الشركات والمستثمرين، وهذا سينعكس على جودة الخدمات المقدّمة وأسعارها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق