الذهب يرتفع 26% خلال 2024... فهل يواصل الصعود في العام الجديد؟

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في اليوم الأخير من تداول السلع لعام 2024، أنهى المعدن الأصفر جلسة التداول بتحقيق مكاسب استثنائية، فمع إغلاق التداولات في آسيا يوم 31 ديسمبر، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تزيد على 26 في المئة خلال العام لتصل إلى 2626.80 دولارًا للأونصة، مسجلة أحد أعلى معدلات الارتفاع السنوية لهذا القرن وأكبر مكسب منذ عام 2010.

وشهد العام سلسلة من الارتفاعات القياسية التي دفعت الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790 دولارا للأونصة في 31 أكتوبر، قبل أن يهدأ السوق قليلاً، بحسب ما نقلته مجلة «Forbes» واطلعت عليه «العربية Business».

وجاءت هذه المكاسب الكبيرة بفضل تخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها الاحتياطي الفدرالي الأميركي في النصف الثاني من 2024.

علاوة على ذلك، بحث المستثمرون عن ملاذ آمن في ظل عالم مليء بالتقلبات، مما دفعهم لزيادة استثماراتهم في سبائك الذهب رغم أنها أصل غير مُدِر للعائدات، مما أثار موجة من الطلب الكثيف.

كما كان للبنوك المركزية دور في هذا الطلب المتزايد، ما يعيد إلى الأذهان تحركاتها خلال الأزمة المالية العالمية 2008-2009 وفي فترة الانتقال إلى مناخ منخفض الفائدة.

لماذا قد يستمر ارتفاع الذهب في 2025؟

ستكون التوقعات بشأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة المحرك الرئيسي لاتجاه أسعار الذهب.

الجدير بالذكر أن الفدرالي الأميركي قام بتخفيض الفائدة بوتيرة متسارعة في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر، لكنه أشار إلى أن وتيرة التخفيضات قد تتباطأ في 2025.

ومع ذلك، قد لا يعني ذلك نهاية ارتفاع الذهب. فقد تكون سياسات الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، التجارية عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاه التضخم، مما سيؤثر على أسعار الفائدة وبالتالي على أسعار الذهب.

قد تحد أسعار الفائدة المرتفعة من جاذبية الذهب للمستثمرين، ولكنه يعتبر أيضًا وسيلة للتحوط ضد التضخم المرتفع. وقد تستمر البنوك المركزية في دعم الطلب على الذهب، رغم تباطؤ وتيرة الشراء في الربع الثالث من 2024.

ومن المتوقع أن تظل البنوك المركزية «عطشى للسبائك» في 2025، مع تصدر بنك الاحتياطي الهندي والبنك الوطني البولندي المشهد، وفقًا لخبراء الاقتصاد في بنك « ING».

هل يمكن أن يصل الذهب إلى 3000 دولار في 2025؟

ستدعم العديد من المخاطر الجيوسياسية، من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين، أسعار الذهب. وبالتالي، قد لا يعني الدولار الأقوى أو تخفيضات الفائدة البطيئة نهاية صعود المعدن الأصفر.

أصبحت الديناميكيات المتغيرة السبب وراء جعل الذهب إحدى أكبر مفاجآت سوق السلع في 2024. إذ سجل ارتفاعات مستمرة نحو نهاية العام، في حين عانت المعادن الأخرى، سواء النفيسة أو الصناعية، من الركود نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.

يتساءل السوق الآن عما إذا كان الذهب سيتمكن من تجاوز حاجز 3000 دولار للأونصة. يظل المعدن الأصفر قريبًا من هذا المستوى النفسي، وارتفاعه مدعوم برغبة المستثمرين القوية.

يعتقد الكثيرون، بمن فيهم «غولدمان ساكس»، و«بنك أوف أميركا»، وصول الذهب لهذا المستوى، لاسيما في النصف الثاني من 2025.

لكن في النهاية، سيحدد المناخ الاقتصادي والجيوسياسي في النصف الأول من العام الاتجاه المستقبلي للذهب، مع رهانات حذرة على مسار صعودي للمعدن النفيس الذي يعتبر بالفعل مكلفًا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق