خبراء فلسطينيون لـ"الدستور": الاحتلال يماطل في صفقة غزة.. والاتفاق بات شبه جاهز

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد خبراء فلسطينيون أن إعلان صفقة التهدئة في غزة يواجه مماطلة وتأجيل من الاحتلال الإسرائيلي في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الذي يصر على البقاء في القطاع.

أيمن الرقب: تهديدات ترامب تدفع نحو إتمام صفقة غزة

وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن المفاوضات المتعلقة بصفقة التهدئة في غزة تواجه مماطلة وتأجيلًا متكررًا رغم نضوجها بشكل كبير في ديسمبر الماضي، حيث كان من المتوقع الإعلان عنها قبل بداية العام الجاري أو خلال عيد الحانوكة الإسرائيلي.

وأشار الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن انسحاب الوفد من الدوحة يعكس تنسيقًا محتملًا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بهدف تحقيق إنجاز سياسي يُنسب إليه، وليس للرئيس الحالي جو بايدن. 

ولفت الرقب إلى أن تهديدات ترامب المستمرة ساهمت في خلق حالة من الضغط والرعب في المنطقة، مما سهل دفع الصفقة قُدمًا.

يتوقع الرقب أن يتم الإعلان عن الصفقة بين 19 و21 من الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن الإعلان قد يتم عبر ترامب شخصيًا أو من خلال أحد أفراد فريقه. 

وأوضح الرقب أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ينشط حاليًا بين تل أبيب والدوحة لإتمام التفاصيل الأخيرة، مؤكدًا أن الاتفاق بات شبه جاهز، ولا يتبقى سوى لمسات أخيرة لإتمام المشهد.
وأضاف الرقب أن التهدئة ستكون بداية لجهود أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب على غزة وفق رؤية سياسية جديدة تشمل نزع سلاح القطاع وترتيبات أمنية أخرى بمشاركة دول عربية وغربية. 

وأضاف أن هذه التحركات قد تأتي في إطار تعزيز دور ترامب وإضعاف موقف بايدن في المنطقة. وتبقى الأنظار موجهة إلى موعد الإعلان المرتقب وسط تكهنات حول الأهداف السياسية وراء هذا التأجيل المتكرر.

تمارا حداد: تباطؤ نتنياهو أفشل هدنة غزة

من جانبها، قالت الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والمحللة السياسية الفلسطينية، إن عشرة أيام تفصلنا لنهاية رئاسة الولايات المتحدة بايدن حيث كان من المتوقع أن يتم إنجاز الصفقة خلال فترة وجوده على سدة الحكم الابيض ولكن تباطؤ نتنياهو وافشاله محاولات الصفقات أدى إلى إفشال اي وصول لترسيخ الهدنة خلال فترة وجود بايدن.

وتابعت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور": بالتالي انعكس وجود الكثير من التحديات والقضايا اهمها عدم تقديم ضمانات وتطمينات وجدول زمني من اسرائيل لانسحابها ووقف الاطلاق بشكل نهائي وبالتالي هذا الأمر يجعل حماس تشكك في نجاح الصفقة لعدم وجود ضمانات.

وأوضحت حداد أن النقطة الثانية وهي تقديم قائمة كاملة بأسماء الرهائن الأحياء من قيادات حركة حماس وهذا صعب لاستمرار الحرب بشكل مستمر إضافة إلى أن الرهائن ليس جميعهم مع حماس جزء منهم مع الجهاد الإسلامي وبقية الفصائل في غزة.

وأشارت حداد إلى أنه إضافة إلى نقطة اليوم التالي من سيدير قطاع غزة بعد إنهاء الحرب تحديدا هناك توصيات من قبل مؤتمر هرتسل الأمني الذي يقيمه مركز الأمن القومي الإسرائيلي لتحديد توصيات والعمل بها واحدى التوصيات وهي ايجاد بديل لحماس يشبه السلطة الفلسطينية أو قريب لها أو تتواصل معها.

وأكدت حداد أن النقطة الأهم وهي أن إسرائيل تريد أخذ كيلو من شرق غزة حتى الجنوب كمنطقة آمنة عازلة لإسرائيل وبالتالي أمور عديدة بحاجة لحلول والنقطة الأخرى قيادات حماس في داخل قطاع غزة هل سيبقوا في القطاع ام سيتم إخراجهم ما زال فجوات بحاجة لحل وبالتالي تبقى غزة الحلقة التي بقيت فيها حرب مستدامة أرهقت المدنيين الفلسطينيين عام ونصف تحولت غزة لكارثة إنسانية بامتياز ومنطقة منكوبة بكل المعايير بهدف اسرائيل توسعي وليس فقط هدفها اخراج الرهائن وانما إعادة احتلال غزة من جديد وعدم ترك الأرض وتوسعة اسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية.

 

ثائر أبو عطيوي: المفاوضات الجارية بشأن غزة ستكون الجولة الأخيرة

من جانبه، قال ثائر أبو عطيوي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: اليوم نحن أمام الجولة التفاوضية الحالية والمستمرة لإبرام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، لإنجاز وقف الحرب على غزة من أجل تحقيق هدنة إنسانية، وهي المفاوضات التي انطلقت قواعدها من القاهرة وانتقلت لتكمل مشوار جولات التفاوض في الدوحة، هل ستكون بمثابة المفاوضات التي سيتم بها انجاز صفقة التبادل؟.

وأشار إلى أن هذا يرجع لأسباب عديدة، من أهمها أنها تختلف في طروحاتها ومواقفها ورؤيتها عن الجولات التفاوضية السابقة رغم أهميتها، والتي اسست قواعد البناء للمفاوضات الحالية على أن تكون مفاوضات تمتاز بطابع الأهمية والجدية من كافة الأطراف المعنية ومن الوسطاء ومن العديد من الدول التي دخلت على خط المفاوضات من اجل تحقيق هذه المرة شيئا واقعيا ملموسًا ينهي شبح الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع ولو بشكل مؤقت ضمن التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة قريبة وعاجلة، تكون بوابة العبور النهائية للخلاص من الحرب بلا رجعة.

وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المفاوضات الجارية مفاوضات الجولة الأخيرة، وهذا بعيدا نوعا ما عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد ومازال يهدد أنه في حال عدم التوصل لصفقة تبادل قبل توليه منصب الرئاسة الفعلي في 20 يناير الجاري، بأنه سيحول الشرق الأوسط والمنطقة بأكملها إلى جحيم، الأمر الذي يجب أن يأخذ على محمل الجد والاهمية أيضا، والذي يعني في باطنه استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة بلا هوادة، وفتح جبهات حرب أخرى إسرائيلية.

وتابع: “من الممكن أن يكون لضفتنا الغربية النصيب الأكبر من تلك التهديدات، وهذا يأتي ضمن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بأن الضفة الغربية سيكون مصيرها مثل مصير غزة، وهذا ما نتخوف منه، ومن جهة أخرى من التهديدات المبطنة للرئيس الأمريكي ترامب، أنه من الممكن وفي حال عدم الوصول لصفقة تبادل قبل توليه منصب الرئاسة أن يقوم بفتح  جبهة حرب إقليمية مع دول وجماعات معينة، وهذا من أجل تهيئة الأجواء كافة لتحقيق الإنجازات الذي يريد تحقيقها في الشرق الأوسط، والتي باتت معلومة للجميع، من أهمها الانفتاح الإسرائيليي على الدول العربية، الذي تأخر كثيرا حسب وجهة نظر ترامب”. 

وأضاف: "اليوم وفي ظل الأحداث الجارية والمتلاحقة وتصاعدها يجب علينا كفلسطينيين التفكير بعمق أكبر ومنفتح على كافة الاتجاهات، والذي عنوانه أننا جميعا في والضفة والقدس، وخصوصًا في قطاع غزة بحاجة ماسة وملحة للغاية للتمسك في أي بصيص أمل من أجل وقف الحرب المسعورة التي لا تحتكم للعقل، بل تحتكم إلى الامعان أكثر وأكثر في تدمير قطاع غزة إنسانيا وعمرانيا وعلى كافة الصعد والمستويات، لكي تصبح غزة عبارة عن كومة حطام ودمار ورماد غير  قابلة للحياة، والحديث عنها كأطلال الذكريات".

وشدد على ضرورة  إنجاز صفقة التبادل ودعم جهود الوسطاء في مصر والدوحة حتى لا تكون مفاوضات (الفرصة الأخيرة ) التي فشلت، وتحتاج إلى إعادة مسيرتها التفاوضية بعد ذلك إلى شهور عديدة.
وأكد أبو عطيوي أن غزة اليوم تحتاج لخبر يبشرها بأن هناك مازال الأمل ممكنا في إنجاز صفقة تبادل تقود لهدنة مؤقتة على طريق إنهاء الحرب بشكل دائم ونهائي، حتى تتطلع غزة إلى مستقبل وطن ضمن سياسة ورؤية جديدة منفتحة على الواقع الإقليمي والعالمي وتسير ضمن رؤية تحقق السلام الشامل والعادل لشعب يعشق الحرية والسلام ويتطلع لهما على الدوام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق