في تطور جديد ضمن النزاع المستمر في السودان، أعلنت مصادر إعلامية سودانية استعادة الجيش السوداني السيطرة على محلية أم القرى بولاية الجزيرة، وسط البلاد، بعد مواجهات مكثفة مع مليشيا الدعم السريع.
ويأتي هذا التقدم بعد سلسلة من الاشتباكات التي شهدتها المنطقة مؤخراً في إطار الصراع الدائر بين الطرفين، حسبما أفادت وسائل إعلام سودانية.
أهمية موقع أم القرى
تقع محلية أم القرى في ولاية الجزيرة، التي تعد من المناطق الحيوية والاستراتيجية بسبب قربها من العاصمة الخرطوم وموقعها الزراعي المهم. وتتميز المنطقة بكونها حلقة وصل بين عدة ولايات، ما يجعل السيطرة عليها ذات أبعاد عسكرية ولوجستية هامة.
ووفقاً لتقارير إعلامية محلية، نفذ الجيش السوداني عملية عسكرية واسعة استهدفت مواقع مليشيا الدعم السريع في محلية أم القرى، مما أدى إلى انسحاب الأخيرة من المنطقة. وأفادت المصادر بأن العملية تضمنت استخدام معدات عسكرية ثقيلة وطائرات استطلاع لتحديد مواقع المليشيا وتعزيز القوات على الأرض.
وأكد شهود عيان أن الاشتباكات استمرت لساعات قبل أن تنجح القوات المسلحة في تأمين المنطقة ورفع العلم السوداني على المنشآت الحكومية الرئيسية.
ورغم أهمية التقدم العسكري، إلا أن المواجهات خلفت أثراً واضحاً على سكان المنطقة. وأشار سكان محليون إلى نزوح العديد من الأسر بحثاً عن الأمان بسبب القصف والاشتباكات العنيفة التي شهدتها أم القرى خلال الأيام الماضية.
وتحدث بعض الأهالي عن الحاجة الملحة لتوفير ممرات آمنة للمدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الخدمات الأساسية في المنطقة.
كما تواصل مليشيا الدعم السريع، التي تشكلت كقوة شبه عسكرية في السودان، تنفيذ عملياتها في عدة مناطق استراتيجية ضمن النزاع القائم، وتتهم تقارير محلية ودولية المليشيا بمحاولة توسيع سيطرتها على مناطق جديدة، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
ورغم انسحابها من أم القرى، فإن المليشيا لا تزال تمتلك وجوداً في مناطق قريبة، مما يجعل التوترات مستمرة، ويزيد من احتمالية اندلاع مواجهات أخرى في المستقبل القريب.
ويشكل هذا الصراع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع جزءاً من أزمة أوسع نطاقاً تعصف بالبلاد منذ أشهر. ويتنافس الطرفان على السيطرة في ظل غياب توافق سياسي يضع حداً للأزمة. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المواجهات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في السودان.
لم يصدر حتى الآن بيان رسمي من مليشيا الدعم السريع حول التطورات الأخيرة في أم القرى، بينما اكتفى الجيش السوداني بالإعلان عن نجاح عملياته دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول خسائر الطرفين.
مع استعادة أم القرى، يبدو أن الجيش السوداني يواصل التركيز على تأمين المناطق الحيوية في وسط البلاد. ومع ذلك، يظل النزاع مفتوحاً على كافة الاحتمالات، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية في مناطق أخرى. ويرى محللون أن الحل السياسي يظل الخيار الأمثل لتجنب المزيد من الخسائر وضمان استقرار البلاد.
0 تعليق