مختصر مفيد
عندما نمر بالقرب من مستشفى قديم أو مدرسة، أو قرب جمعية الصحافيين الكويتية في الشويخ، نرى أشجار صفصاف ما تزال خضراء يانعة.
مررت بثانوية كيفان، فوجدت شجرة صفصاف (أو أكثر) فروعها خضراء، أستطيع رؤيتها وأنا عن بعد، لم يسقِها أحد بين وقت وآخر، بل تـُركت للزمن، وللمطر عند حلول الشتاء.
هذه الشجرة جميلة ولاتكبر، وخضراء، ولا تحتاج الى الماء، ويستظل المرء بظلها، أي أنها موجودة منذ خمسين عاما كما هي، فلماذا اختارت الحكومة زرع أشجار النخيل في شوارع البلاد، التي لا يُستظل تحتها، وتموت من العطش، إن لم تُسقَ الماء، أو تنكسر بشكل لايسر الناظر؟
نعلم ان الحكومة قبل خمسين عاما قررت قطع أشجار الصفصاف بعدما وجه الناس لها تهمة أنها تسبب لهم حساسية، ثم تبين ان هذه الشجرة الجميلة لم تكن هي السبب.
لذلك نرجو من الحكومة تجميل شوارعنا بهذه الشجرة، يكفي أنها لا تحتاج للماء، ولا تتكلف سيارات البلدية بالماء والوقود، ولا تكلف أجور العمالة، كما أنها تضفي جمالا على شوارع الكويت.
الأمر الثاني، كنت مع ابنتي الصغيرة نزور صديقتها في ضاحية جابرالأحمد، (قطعة 7)، وبعد انتهاء الزيارة، قدت السيارة وأنا أبحث عن لوحة إرشادية داخل المنطقة تقودني أو تقول:"الى الدائري الخامس"، أو "السادس"، أو الى مدينة الكويت، فلم أجد ما يقودني، فشعرت بحنق شديد، فماذا حدث؟
خرجنا من تلك المنطقة ليلا، أبحث يمينا وشمالا عن "لافــتة إرشادية" تقودني وتقول بهذا الاتجاه مدينة الكويت، فلم أجد، بل هناك لوحات ارشادية تقول: "الى الجهراء، الى أمغره، أإِلى هذا الحد لا يملك مهندسو الأشغال فكرا متطورا أو أبجديات إنشاء الطرق؟
بعد هذا الطريق بدقائق وجدت نفسي على أبواب مدينة الجهراء، فانعطفت بالسيارة ورأيت لوحة "الى السالمية"، يا فرحتاه... يا فرحتاه، الحمدلله كثيرا، لقد جاءنا الفرج، أخيرا عرفنا الطريق!
وعلى نحو مماثل كنت قد اضطررت ليلاً الخروج من منطقة القرين، وأردت العودة الى مدينة الكويت فلم أرَ لوحة إرشادية من "داخل المنطقة" تشير الى الخروج منها باتجاه البلد، فأخذت أقود سيارتي، وأنا أظن أني على صواب، فتفاجأت أني في طريقي الى الحدود السعودية !
لا تقل لي استخدم جهاز الملاحة الأرضية من الهاتف، فهذا شيء جديد، والعبرة بكيفية الإنشاءات أولاً وأخيراً، وحتى هذا الجهاز يُخطئ ويضطرب، وهذا ما حدث معنا.
الأمثلة كثيرة لجعل الكويت في صورة بهية، ليت "الأشغال" تكسو المصدات الإسمنتية بقطع معدنية لتعكس أنوار السيارات ليلا، فتلمع حتى يتنبه السائق كي يُبطِئ في سرعته، فلا تتضرر السيارة أو يقع حادث، ولقد كتبنا عن المطر الاصطناعي فهو ينفع البلد، وتستخدمه الامارات والسعودية، فهطل المطر فيهما، وربما نتحدث عن أمورأخرى مستقبلا.
0 تعليق