أكد المحلل السياسي اللبناني وجدي العريضي، أن الجيش اللبناني أظهر كفاءته القتالية واللوجستية في حربه ضد الإرهاب في جرود البقاع، حيث نجح في طرد الإرهابيين، مشيرًا إلى أن الجيش قدم تضحيات كبيرة وسقط منه شهداء أثناء تأدية واجباته الوطنية، خاصة في الجنوب اللبناني.
دورات تدريبية متقدمة لعناصر الجيش اللبناني
وأضاف العريضي، خلال حديثه مع الإعلامية مارينا المصري، في برنامج «مطروح للنقاش» عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: «عندما يكون هناك اتفاق وغطاء دولي، يجب أن يكون الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن المراقبة والمواكبة، كما هو الحال الآن، الجيش اللبناني يحظى بدعم دولي وعربي كبير، بالإضافة إلى دورات تدريبية متقدمة لعناصره، مما يُعزز من جاهزيته وقدرته على مواصلة مهمته كضامن للسلم الأهلي داخليًا وعلى الحدود أيضًا».
وتابع العريضي: «هناك من يشكك في قدرة الجيش اللبناني على مواجهة إسرائيل، لكن يجب أن نتذكر أن إسرائيل اجتاحت الجنوب اللبناني ودمّرته ووصلت حتى إلى سوريا، أين كان نظام الأسد وإيران من حماية الجيش السوري حينها؟».
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل تغيرات كبيرة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الحكم، مما قد يؤثر على الأوضاع في المنطقة ويعيد تشكيل المشهد السياسي.
وأكد الدكتور أنطوان أسعد، أستاذ القانون الدولي، أهمية أن تعمل قيادة الجيش اللبناني جنبًا إلى جنب مع الرئيس جوزيف عون على وضع استراتيجية دفاعية شاملة تعتمد على القوى الأمنية والعسكرية.
وشدد في مداخلة تليفزيونية، على أن هذه الاستراتيجية يجب أن تشمل تسليم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية، لتكون هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن قرار السلاح والدفاع.
وتابع أن من يرغب في المقاومة يجب أن يكون جزءًا من الجيش اللبناني، الذي يخضع لسلطة مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية كالقائد الأعلى للقوات المسلحة، لافتًا إلى أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون حصريًا بيد الدولة، وليس بيد أي فصيل لبناني منفرد.
وأكد أن لبنان بحاجة ماسة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط في ظل التجارب السابقة التي عانى فيها من صعوبة تأليف الحكومات نتيجة اعتراض الكتل النيابية وسعيها لتوزيع المناصب الوزارية بما يخدم مصالحها.
ولفت إلى أن حكومة التكنوقراط، المدعومة من الكتل السياسية ولكن الخالية من المصالح الحزبية، هي الوحيدة القادرة على تجاوز الحسابات الضيقة والعمل لتحقيق المصلحة الوطنية الشاملة ومعالجة القضايا الكبرى.
0 تعليق