حوارات
"إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (الشورى 42).
يُسيء المرء الى الآخرين الأبرياء عندما يُقْدِمُ باختياره على التعدّي عليهم، بقوله أو فعله، وعندما ينتهك كراماتهم، أو عندما يتعمّد إلحاق الضّرر بهم مع كون الضّحايا لا يستحقّون المعاملة السيّئة.
وقال أجدادنا العرب: "إِذا أَسَأْت فَثِقْ بِسوء الْجَزَاء"، وهو مثل يكشف عن حتمية سوء جزاء المسيء، ولو بعد حين، وحتى لو لم يجازه الناس، جازته الحياة بما يستحقّ.
ومن بعض أنواع الإساءات التي حتماً ستنتهي بسوء الجزاء، نذكر ما يلي:
-إيذاء الجار: يؤذي الجار جاره بإساءة مجاورته، فإمّا أنه يتعمّد الإساءة إليه، أو يتجسّس عليه، أو يؤذيه بالقول أو الفعل، أو يضيّق عليه، أو يكثر من اغتيابه عند الجيران، أو يتعمّد تشويه سمعته، أو يفتري عليه في القول أو الفعل.
ولا أسوأ من الجار المُؤذي لجاره بسبب أنه ينتهك حرمة الجار، ومن يسيء لجاره، سيتسلّط عليه بالضّرورة من هو أسوأ منه.
-ظلم من لا ملاذ له إلّا الله: من يتعمّد ظلم من لا ملجأ له إلّا الله عزّ شأنه، سيسلِّط الله عليه من هو أظلم منه، فلا يترك ربّ العزّة عباده الأبرياء فتنة للظالمين، والله عزّ وجلّ أعلم.
-الإساءة لمن أحسن: يسيء البعض لمن أحسن إليهم، وتدور الأيّام، فيثأر المنطق الأخلاقيّ الكوني ممن أنكر جمائل الآخرين، وتعمّد الإساءة إليهم، بسبب أنه خرم مبادئ المروءة والوفاء.
-كفران النِّعَمْ: يكفر المرء بالنعمة عندما يسيء استعمالها، وعندما تجعله يتكبّر على من هو محروم منها، ويسيء كافر النعمة الى الناس الآخرين بسبب أنه ينشر سلوكيات التكبّر على الحقّ، والطغيان في النِّعمة في المجتمع.
-الغدر والخيانة والخداع: من يَغْدِر سيُغدر به، ومن يخن يختان نفسه، ومن يخدع سيُخدع، ومن مأمنه يؤتى الغادر والخائن والخادع.
- القتل العمد: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء 93)، وبشِّر القاتل بقتله ولو بعد حين!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق