بدء تنفيذ اتفاق غزة بنقل الأسرى الأميركيين... وبلينكن عرض خطة ما بعد الحرب وتعهد منع عودة الحركة
غزة، الدوحة، واشنطن، عواصم - وكالات: أفادت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" السعوديتين ليل أمس، ببدء نقل الأسرى حاملي الجنسية الأميركية في غزة إلى أماكن آمنة، تمهيدا للتوصل إلى صفقة تبادل مع إسرائيل في غزة، وقالت المصادر إن حركة "حماس" بدأت تقسيم الأسرى لمجموعات تمهيدا لتنفيذ الاتفاق، مضيفة أن "حماس" طلبت ضمانات دولية وأميركية لإلزام إسرائيل ببنود الاتفاق، مشيرة إلى بدء التنسيق مع الوسطاء والصليب الأحمر بشأن تسلم الأسرى.
بالتزامن، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "حماس" فهمت أخيرا ضرورة إنجاز صفقة التبادل"، وقال إن "اتفاق غزة سيضمن إعادة الأسرى، وخفض المعاناة الإنسانية"، مضيفا "نريد خلق مسار لدولة فلسطينية تعيش إلى جنب إسرائيل"، مشددا على رفض النزوح القسري لسكان غزة، وحض بلينكن الفلسطينيين على تشكيل إدارة مؤقتة لقطاع غزة، ودعا السلطة الفلسطينية للمشاركة في إدارة غزة، قائلا "سنمنع حماس من العودة للحكم في غزة".
ومع الوصول إلى مستوى إيجابي ومتقدم في المفاوضات حول التفاصيل الأخيرة لاتفاق غزة، حسب الخارجية القطرية، عرض بلينكن أمس، خطة لإعادة بناء وتنظيم غزة بعد الحرب بين إسرائيل و"حماس"، عرض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، خطة اليوم التالي للحرب في غزة، ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن ثلاثة مسؤولين أميركيين قولهم إن بلينكن عرض في خطاب بمركز أبحاث المجلس الأطلسي خطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تشمل اقتراحاً لنظام حكم بديل لحركة "حماس" في قطاع غزة يشهد انخراط السلطة الفلسطينية ودول عربية.
وتستند خطة بلينكن إلى إنشاء آلية حكم تشمل مشاركة المجتمع الدولي ودول عربية يمكنها أن ترسل قوات إلى غزة أيضاً لتحقيق الاستقرار الأمني، وتقديم المساعدات الإنسانية، كما أكد بلينكن في خطابه أيضاً المبادئ التي وضعها في طوكيو بوقت مبكر من الحرب، والتي ترفض أي احتلال إسرائيلي دائم لقطاع غزة، أو تقليص أراضيها، أو النقل القسري للفلسطينيين من غزة.
وقبل ذلك، أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن اتفاق غزة قد يكتمل بحلول نهاية الأسبوع، كما قال الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على وشك أن يصبح واقعا، مضيفا في خطاب له أن الوسطاء يعملون على عجل للتوصل للصفقة وإطلاق سراح الرهائن، وشهدت الدوحة جلسات بحضور مبعوثي ترامب وبايدن ورئيسي "الموساد" و"الشاباك" لاستكمال بقية تفاصيل الاتفاق ومن أجل وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، بحضور ستيف ويتكوف مبعوث ترامب، بالإضافة إلى بريت ماكغورك مبعوث بايدن، وسط توقعات مصادر بأن الإعلان قد يكون ليل امس، كاشفة أن إسرائيل سلّمت قائمة الأسرى الفلسطينيين التي تنوي الإفراج عنهم ولا تضمّ مروان البرغوثي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهون يجري مشاورات أمنية تتعلق بالصفقة، وطلب من أعضاء حكومته الاستعداد لاستيعاب الأسرى الذين سيتم إطلاقهم من غزة، وقال مسؤول إسرائيلي إن الاتفاق قد يبرم خلال أيام، فيما قال مسؤول فلسطيني إن المعلومات الواردة من الدوحة "واعدة للغاية"، وأنه يتم حاليا تضييق الفجوات بين الطرفين.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري وصول الاتفاق بين "حماس" و"إسرائيل" إلى المراحل النهائية، قائلا في مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة، إن المحادثات الجارية مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة، معربا عن أمله في الحصول على أخبار جيدة وأن يتم خفض نقاط الاختلاف
النقاط الرئيسية في مسودة اتفاق هدنة غزة
في المرحلة الأولى، سيُطلق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى، وتستمر المرحلة الأولى 60 يوماً، وإذا سارت على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
مقابل الأسرى الإسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن نحو ألف أسير ومعتقل فلسطيني بما يشمل من يقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة لإدانتهم بإسقاط قتلى في هجمات، ولن يتم إطلاق سراح مقاتلي "حماس" الذين شاركوا في هجوم "طوفان الأقصى".
انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل مع بقائها قرب الحدود لتأمين المدن والبلدات الإسرائيلية الواقعة هناك، وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) جنوب قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من الاتفاق.
السماح لسكان شمال غزة "غير المسلحين" بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك، كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم في وسط غزة، ويبدأ تشغيل معبر رفح بين مصر وغزة تدريجياً والسماح بخروج الحالات المرضية والإنسانية من القطاع لتلقي العلاج.
زيادة كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث حذرت هيئات دولية منها الأمم المتحدة من أن السكان يواجهون أزمة إنسانية خانقة، وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع لكن هناك خلافات على الكمية المسموح بدخولها وتلك التي تصل إلى المحتاجين، مع تزايد عمليات النهب من جانب عصابات.
بن غفير يهدد بالاستقالة ونتنياهو يحاول إقناع سموتريتش
غزة، عواصم - وكالات: هدد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بالاستقالة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا وافق على الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه حالياً في قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، وحض بن غفير الذي لن يؤدي رحيله إلى سقوط حكومة نتنياهو، وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش على الانضمام إليه في محاولة أخيرة لمنع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه استسلام خطير لحركة "حماس"، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو اجتمع مع سموتريتش لإقناعه بصفقة غزة.
وقال بن غفير على منصة "إكس" إن "الخطوة فرصتنا الوحيدة لوقف تنفيذ الاتفاق والحيلولة دون استسلام إسرائيل لحماس بعد نحو عام على حرب دامية سقط فيها نحو 400 جندي من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وللتأكد من أن موتهم لم يذهب سدى"، بينما أبدى سموتريتش اعتراضه على الاتفاق دون التلويح بالانسحاب من الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو، وأعاد بن غفير التأكيد على تعليقات سموتريتش بأن إسرائيل يتعين عليها مواصلة حملتها العسكرية في قطاع غزة حتى استسلام "حماس"، ومن المتوقع أن يدعم أغلبية الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار المقسم إلى مراحل والذي يهدف إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، كما أظهرت استطلاعات متعاقبة دعماً واسعاً للاتفاق.
0 تعليق