العلاقات الكويتية - الهندية... تاريخ له حاضر ومستقبل

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتمتع الكويت والهند بعلاقات تاريخية متينة تمتد لقرون عدة، فقد كانت الهند وجهة رئيسية للتجارة والتعليم للعائلات الكويتية، والنخب التجارية، منذ بدايات القرن العشرين، وشملت العلاقات التجارية بين البلدين التوابل والخيول، واللؤلؤ والخشب، إذ كان بين البلدين تكامل اقتصادي واجتماعي.

أما من حيث العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وجمهورية الهند فتأسست في عام 1962، حين فتحت الهند سفارتها في الكويت في العام نفسه، كما فُتحت السفارة الكويتية في الهند عام 1964. منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات الكويتية – الهندية ازدهاراً متزايداً، حيث أصبحت مدينة مومباي مركزاً يتوافد إليه رجال الأعمال الكويتيون خلال الخمسينيات والستينيات.

على الصعيد الاقتصادي، بلغ إجمالي التجارة بين الكويت والهند 10.479 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024، وبلغت الصادرات الهندية إلى الكويت 2.1 مليار دولار، ما يُظهر نمواً بنسبة 34.78 في المئة سنويًا.

في حين بلغ إجمالي صادرات الكويت إلى الهند، وبخاصة النفط الخام والغاز والبتروكيماويات، 15 مليار دولار في عام 2022.

تُعد الهند من أكبر الشركاء التجاريين للكويت، اذ تستورد الكويت مجموعة متنوعة من المنتجات الهندية، بما في ذلك المواد الغذائية والملابس والآلات. في المقابل، تُعد الكويت مصدراً رئيسياً للنفط والغاز بالنسبة للهند.

تُعتبر الجالية الهندية في الكويت الأكبر بين المغتربين غير العرب، حيث يبلغ عددها أكثر من مليون شخص. ويساهم الهنود بشكل كبير في سوق العمل الكويتي، خصوصا في مجالات التمويل والهندسة والطب.

يوجد في الكويت نحو ألفي طبيب هندي، ونحو خمسة وعشرين ألف ممرض هندي، ما يعكس الثقة الكبيرة في تلك الكفاءات. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تعزيزاً مستمراً، توجت برفع مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى "شراكة ستراتيجية".

وكانت زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الكويت (ديسمبر 2024) حيث استقبله حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، وسمو الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح، ولي العهد.وجرى خلال اللقاءات تبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، والتأكيد على تعزيز التعاون في مختلف المجالات. وبما أن هذه اللقاءات والاتفاقيات خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الستراتيجية بين الكويت والهند، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعود بالفائدة على الشعبين الصديقين فقد كان لسمو الأمير، وقيادات الدولة نظرة مستقبلية للتعاون الوثيق بين الكويت والاقتصاد الهندي القوي، وجرى توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي، أبرزها:

مذكرة تفاهم في مجال الدفاع تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التدريبات العسكرية المشتركة، الدفاع البحري، السلامة البحرية، والتطوير والإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية، كذلك برنامج التبادل الثقافي بهدف تعزيز التبادلات الثقافية في مجالات الفنون، الموسيقى، ومهرجانات الأدب، وتقوية الروابط بين الشعبين.

كذلك انضمام دولة الكويت إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسي الذي يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة بين البلدين.

أيضاً اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات عدة، منها الاستثمار والفرص المختلفة في الهند، وأعرب الجانب الكويتي عن اهتمامه بالاستثمار في قطاعات التكنولوجيا، السياحة، الرعاية الصحية، الأمن الغذائي، والخدمات اللوجستية.

كما أكد الجانبان أهمية الروابط الشعبية والتاريخية بين البلدين، وأعربت القيادة الكويتية عن تقديرها لمساهمة الجالية الهندية في تعزيز جهود التنمية في الكويت، خصوصا أن العلاقات الكويتية- الهندية تُعد نموذجاً للتعاون المثمر والتفاهم المتبادل، حيث تمتد جذورها إلى قرون مضت، وتستمر في التطور والتعزيز بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

كاتب مصري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق