أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان،صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المسيحيين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان.
واستهلَّ تعليمه الأسبوعي قائلًا:" في التعليم الماضي تحدّثنا عن الأطفال، واليوم أيضًا سنتحدث عن الأطفال، في الأسبوع الماضي ركزنا على أن يسوع تحدث مرارًا في عمله عن أهمية حماية الصغار وقبولهم ومحبتهم. ومع ذلك، لا يزال هناك اليوم في العالم، مئات الملايين من القاصرين الذين، على الرغم من عدم بلوغهم الحد الأدنى لسن الرشد، يجبرون على العمل ويتعرض العديد منهم لأعمال خطيرة بشكل خاص، بالإضافة للأطفال الذين هم عبيد للإتجار والزواج القسري.
وتابع بابا الفاتيكان:" في مجتمعاتنا، للأسف، هناك العديد من الطرق التي يتعرض فيها الأطفال للإساءة وسوء المعاملة، فالإساءة للقاصرين، أيًا كانت طبيعتها، هي عمل دنيء وشنيع."
وأشار إلى أنها ليست مجرد آفة على المجتمع وجريمة؛ بل انتهاك جسيم لوصايا الله، لا ينبغي على أي طفل أن يتعرّض للإساءة، حتى حالة واحدة تُعدّ أكثر من اللازم، لذلك من الضروري إيقاظ الضمائر، وممارسة القرب والتضامن الملموس مع الأطفال والشباب الذين يتعرضون للإساءة، وفي الوقت عينه بناء الثقة والتآزر بين الأشخاص الذين يلتزمون لكي يوفّروا فرصًا وأماكن آمنة لهم لكي ينموا فيها بسلام. أعرف بلدًا في أمريكا اللاتينية تنمو فيه ثمرة مميّزة جدًا، تُسمّى "أراندانو" [وهو نوع من التوت الأزرق]. ولجمع الأراندانو، يتطلّب الأمر أيادي رقيقة، ولذلك يجعلون الأطفال يقومون بعملية الحصاد، وبالتالي هم يستعبدونهم منذ الطفولة من أجل جمعه.
وقال بابا الفاتيكان إن أشكال الفقر المنتشرة ونقص الأدوات الاجتماعية لدعم العائلات، والتهميش الذي ازداد خلال السنوات الأخيرة إلى جانب البطالة وانعدام الأمن الوظيفي، هي عوامل تجعل الأطفال يدفعون الثمن الأكبر. في المدن الكبرى، حيث يشتد التفاوت الاجتماعي والانحطاط الأخلاقي، هناك أطفال يُستغلّون في ترويج المخدرات وفي مختلف النشاطات غير المشروعة. كم من هؤلاء الأطفال رأيناهم يصبحون ضحايا تتمُّ التضحية بهم! وفي بعض الأحيان، وبشكل مأساوي، يُدفعون لكي يصبحوا "جلادين" لأقرانهم، بالإضافة إلى أنهم يؤذون أنفسهم، وكرامتهم وإنسانيتهم. ومع ذلك، عندما نصادف هذه الأرواح التائهة في الشارع أو في حيّ الرعيّة، غالبًا ما نحيد نظرنا إلى الجهة الأخرى. بأسره.
0 تعليق