شهدت مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، اليوم، مسيرة احتفالية ضخمة بمناسبة مولد الشيخ عمران، أحد رموز التصوف في الصعيد وتحديدا بقنا منذ سنوات، وسط أجواء روحانية مميزة وحضور حاشد من الأهالي والزوار.

بدأت الاحتفالات مع ساعات الصباح، حيث تجمّعت المسيرة التي ضمت الهودج المزركش بألوان زاهية، والجمال التي تزينت خصيصًا لهذا الحدث، والخيول العربية الأصيلة التي أضفت طابعًا احتفاليًا خاصًا على الموكب. طافت المسيرة شوارع المدينة الرئيسية وسط الهتافات والابتهالات التي حملت طابعًا صوفيًا يعكس حب الأهالي للشيخ عمران وتقديرهم لإرثه الديني والاجتماعي.

وشاركت النساء بشكل لافت في الاحتفال، حيث اصطففن على جانبي الطرق حاملات الزهور ومردّدات الأناشيد الدينية، كما حرصت العديد منهن على الانضمام إلى المسيرة برفقة أطفالهن، ما أعطى الحدث طابعًا عائليًا وشعبيًا مميزًا.

جابت المسيرة جميع أنحاء مدينة نجع حمادي، وتجمّع الموكب في النهاية عند ضريح الشيخ عمران، حيث أُقيمت حلقات الذكر والابتهالات الدينية التي شارك فيها كبار المنشدين وأتباع الطرق الصوفية.

من هو الشيخ عمران؟

الشيخ عمران هو أحد أعلام التصوف في صعيد مصر، وواحد من الشخصيات الدينية التي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس أهالي نجع حمادي. عُرف بتقواه وزهده وسعيه الدائم لنشر قيم التسامح والمحبة بين الناس، مما جعله يحظى بمكانة كبيرة في قلوب أهل الصعيد على مر الأجيال.

ولد الشيخ عمران في إحدى قرى نجع حمادي، ونشأ في بيئة صوفية تمجد العلم والتقوى. منذ صغره، أظهر تفوقًا في العلوم الدينية وحفظ القرآن الكريم، مما أهله لأن يصبح أحد مشايخ الطرق الصوفية البارزين في المنطقة.

كرّس حياته لخدمة الناس، فكان بيته مفتوحًا للمحتاجين، وكان يشتهر بحل النزاعات بين العائلات بنجع حمادي وما حولها. تميز أسلوبه بالدعوة إلى السلام والوفاق، وكان دائم الحث على العطاء والتكافل الاجتماعي.

وعلى الرغم من مرور عقود على وفاته، إلا أن إرثه الديني والاجتماعي ما زال حاضرًا بقوة في نجع حمادي.

ويُعد مولده السنوي مناسبة للاحتفاء بسيرته الطيبة، حيث يجتمع المئات من أتباع الطرق الصوفية ومحبيه لإحياء ذكرى رجلٍ عاش حياته في سبيل خدمة الناس ونشر قيم المحبة والتسامح.

يظل الشيخ عمران رمزًا دينيًا واجتماعيًا عظيمًا لأهالي نجع حمادي، وتستمر ذكراه في كل زاوية من المدينة عبر الاحتفالات التي توحد الجميع في أجواء من الإيمان والبهجة.