ضحية بطعم لا

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تمثل اختيارات الإنسان بعدا ذاتيا يتحملها بكل تفاصيلها وتبقى قراراته صنيعته مهما كانت نتيجتها.

هناك قيم في حياتنا كمنظومة اجتماعية تمثلنا وتتمثل أحيانا في الوقفات في المواقف وضربك الصدر والوعد بالالتزام وامتداد ذلك حتى على حساب نفسه.

آلمني وقوع البعض في إيقاف الخدمات نتيجة لتهوره بهدف الفزعة أو الإحسان لقريب أو لأي سبب كان، ويكون هو في الأخير الضحية، وقد لفت انتباهي أن البعض منهم لا ناقة له فيها ولا جمل! إنما كفالة كان سببها بياض الوجه ثم تحولت إلى جفاء وانقطاع وشكاوى بين الأقارب والمعارف والأصدقاء.

إن عدم الوفاء في كل الأحوال صفة منبوذة ولا تليق ولا تقبل من به كرامة.
ورغم أنني أجزم أن هذه اختيارات وليست خيارات جاءت من أبواب الفزعة والميانة والتفريج والوقفة إلا أنها خيارات كان بالإمكان أن يتم رفضها حينما تستطيع أن تقول لا!

لا.. القوة الخفية التي نحتاج أحيانا نستخدمها كفيتامين وقوة وقدرة، حيث إن قدرتك على أن تواجه الغير هو ثقة بالنفس وقدرة في اتخاذ القرار ورغبة في أن تكون خيرا على ذلك حينما ترفض كفالته، لأن كثيرا من هذه الكفالات في احتياجات ووقفات ليست هامة بل متطلبات ربما لا تصل للاحتياج.

حدثني أحد الأصدقاء الذي يعتبر ضحية من ضحايا كهذه ومن أقارب له ضمن منظومة الفزعات حتى وقع فريسة فأصبح معلقا ما بين تضحيات أدمت قلبه وأشغلت تفكيره ونالت من وضعه الصحي والاجتماعي، وامتد هذا الأثر إلى أسرته الصغيرة التي دفعت الثمن معه فضاق فيهم الحال ونالهم ما نالهم.

لا أعلم كيف ينام هؤلاء الذين أسقطوا أصحاب سم وأبشر وتم وأصحاب المعروف الذين وقفوا معهم وكيف تكون نتيجة الوقفة ليبقى ضحية إنسان متهاون لا يعي ما يقوم به، وقد أغره الجشع والأحلام السرابية فدفع غيرهم الثمن وامتد وتمدد ذلك إلى الأسرة الصغيرة.

إن واقع البعض مؤلم ومحير حينما أسقط كل الجوانب وترك الكثير من الجفوة والمشكلات التي سببتها مثل هذه التصرفات التي تنال من الجميع.

قل: لا.
قل: لا أستطيع.
قل: أعتذر.
قل: لا يمكنني ذلك.

تعلم أن تقول: لا لكل أمر يستغلك أو ينال منك أو يجعلك في موقف ليس لك، ويجعل منك ضحية بسبب طيبة غير مقبولة ووقفة ليس لها قيمة وفزعة تنتزع منك كل ما يمكن أن تعيش براحة واستقرار.

إن استغلال العواطف وعفوية بعض البشر وانتهازية الأساليب المؤثرة جعلت البعض يبقى ضحية لأشخاص يحسنون التلاعب تجاه أشخاص بسطاء ومنحوا غيرهم الثقة.

إن إعادة التعامل وغربلة الكثير من المواقف تجعلنا حذرين من هؤلاء الذين يستأنسون باستخدام أساليب الخداع.

وحتى لا تكون ضحية اجتماعية قل لا لكل من يجعلك خارج الواقع ويجعلك فريسة سهلة بسبب ما يعيشه من خداع وهو يتحدث عن قيم هو بعيدا عنها.
لا تجعل من الشعارات الاجتماعية والأمثلة الشعبية على حد القول: إن رفعتها بالشارب وإن طمنتها باللحية!

إن العقل الذي أنعم الله به عليك لا تجعله أسيرا لمثل هؤلاء الفوضويين الذي يرمونك ويوقعون بك ليقولون لك بكل برود "ما أحد أجبرك"!

Alsuhaymi37@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق