سلطت صحيفة الجارديان الضوء على المخاوف التي تتملك مئات الآلاف من سكان غزة واستعدادهم للعودة إلى ما تبقى من ديارهم عشية بدء دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها مساء السبت، إن "مئات الآلاف من النازحين في جميع أنحاء القطاع يستعدون الآن للعودة إلى ما تبقى من منازلهم أو المطالبة بجثث من تحت الأنقاض وسط مخاوف وارتباك من مشاهد الفوضى".
وأشارت الجارديان، إلى أنه قبل وقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن يبدأ في الساعة 8.30 صباح غدًا الأحد بالتوقيت المحلي، واصلت دولة الاحتلال تنفيذ الهجمات داخل غزة، مستشهدة بإعلان وزارة الصحة المحلية اليوم بأن 23 فلسطينيًا استشهدوا في الساعات الأربع والعشرين السابقة، بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ ضربات على 50 "هدفًا إرهابيًا" يوم الجمعة.
وذكرت الجارديان أن السكان الفلسطينيين، الذين نزح معظمهم بعد 15 شهرا من الحرب، سيُسمح لهم بموجب الاتفاق بالعودة إلى شمال غزة. وسيبحث الكثيرون عن "أقارب مفقودين، أو يسعون لاستعادة رفات أفراد الأسرة الذين دُفنوا تحت الأنقاض - في بعض الأحيان لعدة أشهر".
سأقبل الأرض
ونقلت الجارديان مشاعر بعض النازحين تحديدًا من شمال غزة في هذه اللحظة، وهى مشاعر ممزوجة بالخوف والفرحة والحزن وكثير من ألم فقد الأحباء.
قال محمد عليان، 57 عاما، الذي أجبر على ترك منزله في بيت لاهيا، شمال غزة في وقت مبكر من الصراع والتوج. وانتهت محاولة سابقة للعودة إلى منزله عندما قُتل العديد من أفراد عائلته وهو الآن يعيش في دير البلح بوسط القطاع: "سمعنا نبأ وقف إطلاق النار بفرح ممزوج بالحزن على القتلى والجرحى".
وأضاف: أنا أنتظر اللحظة التي نتمكن فيها من العودة إلى شمال غزة حتى أتمكن من إخراج ابنتي وزوجتي من تحت أنقاض منزلنا ودفنهم بكرامة. لقد مرت أربعون يومًا منذ استهدافهم، وهذا شعور صعب للغاية ولا يطاق".
وقال محمد الهبيل، 37 عاما: "إنه يأمل في العودة إلى بيت لاهيا من المخيم الذي كان بمثابة منزل مؤقت غير مريح لعائلته في مدينة غزة". وقال: "عندما يبدأ وقف إطلاق النار، سأكون أول من ينطلق إلى بيت لاهيا. سأقبل أرض مدينتي الحبيبة وما تبقى من منازلنا، وسأتفقد منازلنا وممتلكاتنا. ربما أجد شيئا يذكرني بحياتنا السابقة".
ويأمل آخرون في لم شملهم بأقارب لم يروهم منذ أشهر. قالت إيمان، 19 عاما، وهي طالبة طب في السنة الأولى من جباليا، وهي حي شمالي كان مسرحا لحصار إسرائيلي ومعارك عنيفة: "أول شيء سأفعله بعد بدء وقف إطلاق النار هو العودة لرؤية ما حدث لكل مكان عرفته وأحببته. أريد أن أرى أصدقائي لأول مرة منذ 15 شهرا".
وأرادت فلة المصري، 33 عامًا، رؤية عائلة زوجها الذي استشهد في نوفمبر 2023. كما استشهد عشرون من أقاربها وأصدقائها، ودُمر منزلها في وقت لاحق من الحرب. قالت المصري: "ما يهمني أكثر الآن هو معرفة أن أقاربي آمنون... نحن حريصون جدًا على العودة إلى الشمال والالتقاء بهم". وأضافت: "إن شاء الله تعود الأيام الجميلة ويعوضنا الله عما فقدناه".
واستشهد أكثر من 46700 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 15 شهرًا، وفقًا لوزارة الصحة المحلية.
وقالت السلطات الصحية المحلية إن حوالي 12000 شخص قد يظلون غير مدفونين تحت الأنقاض التي خلفتها القصف والاشتباكات.
0 تعليق