على هامش زيارة الدولة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة الصديقة، أطلقت دولة قطر والمملكة المتحدة مشروع أبحاث مشتركة للذكاء الاصطناعي سعيا لوضع خريطة طريق للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يعود بالنفع على البلدين.
ويتولى إجراء الأبحاث المشتركة جامعة حمد بن خليفة، بالشراكة مع جامعة كوين ماري في لندن، حيث يقود الدراسة البروفيسور ديفيد ليسلي أستاذ برنامج الأخلاقيات والتكنولوجيا والمجتمع في معهد أبحاث البيئة الرقمية التابع لجامعة كوين ماري مدير أبحاث الأخلاقيات والابتكار المسؤول في معهد آلان تورنغ.
ويستند المشروع إلى أسس التقدم المثير الذي أحرزه كلا البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويحدد ويبحث طرقا عملية وطموحة للبلدين لتعزيز تعاونهما في هذا المجال، بما يتماشى مع الاستراتيجيات المتبعة في البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
ويبحث المشروع مجموعة من المجالات عبر نطاق تطوير نظام الذكاء الاصطناعي، والسياسة المتعلقة به وتنظيمه وأمنه والتواصل الدولي بشأنه.
وجرى تصميم هذا المشروع وتطويره بالتعاون بين وزارة الخارجية ولجنة الذكاء الاصطناعي التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وسفارة المملكة المتحدة لدى الدولة.
ويمول المشروع صندوق استراتيجية الخليج التابع للحكومة البريطانية، وهو جزء من البرنامج الدولي التابع لوزارة الخارجية والتنمية البريطانية.
وقال سعادة السيد نيراف باتل سفير المملكة المتحدة لدى الدولة: إن المملكة المتحدة وقطر أثبتتا أنهما مبتكرتان في تطبيق السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الحاجة إلى بناء منظومة قوية من الأخلاقيات والحوكمة.
ونوه بمشاركة عدد من المؤسسات البريطانية والقطرية المرموقة في هذه المبادرة المهمة، ما يعكس رغبة البلدين في العمل معا لمعالجة التحديات المشتركة التي سيجلبها القرن الحادي والعشرون.
من جانبها، قالت سعادة الدكتورة مريم خالد الحمر الوزير المفوض بوزارة الخارجية: إن هذه المبادرة تمثل فرصة رئيسية للنهوض بالابتكار من خلال التعاون، مضيفة أنه باعتبار قطر رائدة عالميا في مجال الحوار والوساطة، فهي تدرك الأهمية الحيوية للتعاون في تشجيع الدبلوماسية وتسوية النزاعات.
وأضافت: «من خلال الاستفادة من الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، تتاح لنا الفرصة لإحراز تقدم ذي مغزى في بناء السلام، وتحسين عمليات صنع القرار، ومعالجة القضايا العالمية المعقدة بدقة أكبر، وعلاوة على ذلك، فإن تبني فكرة «الذكاء الاصطناعي للجميع» يضمن وصول فوائد هذه التكنولوجيا إلى كل دولة، وتمكينها من المشاركة بنشاط في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تعكس هذه الرؤية التزامنا الراسخ بالابتكار والشمولية، وضمان أن تكون التكنولوجيا أداة للعدالة والتقدم للجميع».
بدورها، أكدت السيدة إيمان الكواري، مدير إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هذا التعاون يمثل خطوة في التزام قطر بتطوير الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية من أجل الخير، مضيفة: «من خلال الشراكة مع المملكة المتحدة والاستفادة من خبرات مؤسسات ذات شهرة عالمية، نهدف إلى فتح فرص جديدة للابتكار وبلورة الأطر الأخلاقية، والمساهمة في التقدم العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.. هذه المبادرة تعكس الرؤية المشتركة لتسخير قوة التكنولوجيا لصالح مجتمعاتنا واقتصاداتنا».
أما البروفيسور ديفيد ليسلي فقال إنه في ظل المنعطف المحوري في تاريخ الذكاء الاصطناعي، فإن هذا أفضل وقت لتتشارك المملكة المتحدة وقطر في استكشاف سبل التعاون لتسخير الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي لتحقيق المنفعة العامة، وفي الوقت نفسه لمعالجة المخاطر والأضرار الناشئة بكل جهد.
وأضاف أنه من خلال الاستفادة من أنظمة البحث والابتكار الديناميكية في مجال الذكاء الاصطناعي في كلا البلدين، من المنتظر أن تكون هذه المبادرة حافزا للإبداع وبوابة للفرص التجارية، ترعى حقبة جديدة من التعاون التكنولوجي بين بلدين رائدين عالميا في هذا المجال.
من جهته، قال المهندس عمر الأنصاري الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار: إن هذه المبادرة تشكل فرصة رئيسية للنهوض بالابتكار من خلال التعاون الاستراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أنه من خلال الاستفادة من الاستثمارات الكبيرة لدولة قطر والمملكة المتحدة في مجال البحث والتطوير والابتكار في الذكاء الاصطناعي، فإننا نمهد الطريق لتمويل المشاريع التحويلية، حيث ستعزز الشراكة الروابط بين أنظمة الابتكار في كل من قطر والمملكة المتحدة، وترعى تبادل الخبرات وتحقيق نتائج مؤثرة لكلا البلدين.
ونوه البروفيسور كولين بيلي، رئيس ومدير جامعة كوين ماري في لندن، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة ستتيح لكلتا الجامعتين الجمع بين معرفتهما وقوتهما الجماعية لضمان استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأفضل الطرق الممكنة، ولفت إلى أن جامعة كوين ماري تتمتع بتاريخ طويل في بناء علاقات تعاون دولية قوية وناجحة، فضلا عن كونها رائدة في مجال الأبحاث والتكنولوجيا الناشئة.
0 تعليق