الإسراء والمعراج.. من قابل الرسول في السموات السبع

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رحلة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات في حياة النبي محمد ﷺ، وجعلها الله لتثبيت قلب النبي الكريم في مواجهة المحن والشدائد، وقد حملت هذه الرحلة لقاءات عظيمة بين النبي ﷺ والأنبياء السابقين، وتجلى فيها فضل الله ورحمته بالنبي وأمته.

ما هي رحلة الإسراء والمعراج؟

  • الإسراء: الرحلة الأرضية التي أسري فيها بالنبي محمد ﷺ ليلًا من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس.
  • المعراج: الرحلة السماوية التي عرج فيها النبي ﷺ من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى وصولًا إلى سدرة المنتهى.

وقد وردت تفاصيل هذه الرحلة في القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى في سورة الإسراء:
"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى ٱلَّذِي بَٰرَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ" [الإسراء: 1].

لقاءات النبي ﷺ في السماوات السبع

في المعراج، صعد النبي ﷺ بصحبة جبريل عليه السلام، والتقى بعدد من الأنبياء في كل سماء. وفيما يلي أبرز ما حدث في كل سماء:

1. السماء الأولى: آدم عليه السلام

  • استُقبل النبي ﷺ ورحّب به آدم عليه السلام، حيث كان أبو البشر يسكن في السماء الأولى.
  • قال له آدم: "مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح".
  • رأى النبي أرواح الناس على جانبي آدم؛ عن يمينه أرواح أهل الجنة، وعن يساره أرواح أهل النار.

2. السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام

  • التقى النبي ﷺ بابنَي الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا.
  • رحبا بالنبي وقالا له: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".

3. السماء الثالثة: يوسف عليه السلام

  • استقبله يوسف عليه السلام بجماله الذي أعطاه الله نصفه.
  • قال لرسول الله: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".

4. السماء الرابعة: إدريس عليه السلام

  • التقى النبي بإدريس عليه السلام، وورد ذكر إدريس في القرآن الكريم:
    "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" [مريم: 57].
  • رحب إدريس بالنبي وأثنى عليه.

5. السماء الخامسة: هارون عليه السلام

  • التقى النبي بهارون، أخي موسى عليهما السلام، الذي كان محبوبًا من قومه.
  • قال له هارون: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".

6. السماء السادسة: موسى عليه السلام

  • كان اللقاء مع موسى عليه السلام مليئًا بالعظمة، حيث بكى موسى عندما رأى النبي ﷺ.
  • قيل له: لماذا تبكي؟ فقال: "لأن أمة محمد سيدخلون الجنة أكثر من أمتي".

7. السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام

  • التقى النبي بإبراهيم عليه السلام وهو متكئ على البيت المعمور، وهو مكان في السماء السابعة يطوف به 70 ألف ملك يوميًا ولا يعودون.
  • قال إبراهيم للنبي: "مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح".
  • أوصاه: "أبلغ أمتك السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".

الوصول إلى سدرة المنتهى

  • وصل النبي ﷺ إلى سدرة المنتهى، وهو مكان لا يمكن تجاوزه. وصفه النبي بأنه شجرة عظيمة أوراقها كآذان الفيلة، وثمرها كالقلال.
  • رأى النبي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وسمع كلام الله مباشرة.

فرض الصلاة

  • في هذه الرحلة، فُرضت الصلاة على المسلمين، حيث كانت خمسين صلاة في اليوم، ثم خُففت إلى خمس صلوات بأجر خمسين، بعد مشورة النبي موسى عليه السلام للنبي ﷺ.

الدروس المستفادة من الرحلة

  1. تعظيم مكانة النبي ﷺ: دليل على مكانة النبي الرفيعة عند الله.
  2. أهمية الصلاة: فرض الصلاة في السماء يدل على مكانتها العظيمة.
  3. صلة المسلمين بالأنبياء السابقين: اللقاءات تظهر وحدة الرسالات السماوية.
  4. الصبر في الدعوة: تثبيت قلب النبي في مواجهة المحن.

 

رحلة الإسراء والمعراج تحمل في طياتها معاني عظيمة وأحداثًا مليئة بالدروس الإيمانية، فهى ليست مجرد حدث تاريخي، بل معجزة تدعونا للتأمل في قدرة الله وتقدير مكانة النبي ﷺ كخاتم الأنبياء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق