مختصر مفيد
أدلى ترامب بتصريحات غريبة أو عنيفة، ففي مؤتمر صحافي عقد في السابع من يناير الجاري، واقترح استخدام القوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند، وضم كندا، وتغيير اسم "خليج المكسيك" ليصبح "خليج اميركا".
لقد كان متأثراً بفكرة قديمة مفادها ان القوى العظمى ينبغي ان تدافع عن مصالحها، الاقتصادية والأمنية، من خلال فرض إرادتها على جيرانها الأصغر حجما.
للتوضيح أكثر، وباختصار، يعتقد ترامب ان الصين امتد نفوذها فبلغ القطب الشمالي، أي أصبحت في النصف الغربي من الكرة الأرضية، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، وتهدد المصالح الأميركية، ففي جزيرة غرينلاند، الكائنة بالقطب الشمالي، معادن نادرة تحوي كميات هائلة من اليورانيوم، ومعادن أخرى، وهي ضرورية لتطوير كل شيء، من الهواتف الذكية الى الطائرات العسكرية.
للولايات المتحدة وجود عسكري في غرينلاند، كمحطة لتزويد طائراتها بالوقود، وقاعدة للجيش الاميركي، وكان الرئيس الاميركي هاري ترومان قد اقترح شراء غرينلاند في عام 1946، على أمل ان تكون الجزيرة بمثابة دفاع جغرافي ضد القاذفات السوفياتية المحتملة.
هوس ترامب بالاستحواذ على غرينلاند للحصول على المعادن النادرة، وحرمان الصين منها، ولتوسيع الوجود الاميركي لمواجهة نفوذ بكين وموسكو المتزايد في القطب الشمالي، فيما يقول الدينماركيون: "غرينلاند ليست للبيع، كانت خاضعة للدنمارك، لكنها استقلت، وأصبح لها استقلال ذاتي".
ومن تصريحات ترامب الغريبة أنه دعا كندا للانضمام الى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الحادية والخمسين، وقيل ان تهديده باستعادة قناة بنما ما هو إلا حيلة لتأمين أسعار أقل للسفن الاميركية التي تبحر عبر القناة.
وحول قناة بنما، هناك ميناء بحري تديره شركة مقرها هونغ كونغ، وهو أمر غير مقبول لدى ترامب، الذي يرى ان بلاده تنازلت عن القناة لبنما عام 1999 بموجب اتفاقية في عهد الرئيس جيمي كارتر.
وان رسوم القناة غير عادلة، وقال: "قناة بنما لبنما، ولم نعطها للصين، لقد أساؤوا استخدام هذه الهدية".
من المعروف انه قبل التواجد الاوروبي في شمال اميركا، كانت هناك أراض تتبع المكسيك، هي الأراضي التي سميت بعد ذلك: كاليفورنيا، نيفادا، أريزونا، نيومكسيكو، تكساس، ولديها خليج باسمها، أي ان المكسيك أسبق من الاوروبيين.
ترامب رئيس قوي، ودولته قوية، تصدى لتهديد رئيس كوريا الشمالية عندما كان يهدد الولايات المتحدة، فتمكن من احتواء الوضع الخطير.
وترامب نافع، إذ هدد "حماس" بضرورة الاتفاق مع اسرائيل لاطلاق سراح الرهائن قبل يوم 20 يناير الجاري، يوم إعادة تنصيبه رئيسا، وربما يفرض حلا لمشكلة الحرب الروسية - الاوكرانية، وقد يضغط على الحوثيين لوقف اطلاق الصواريخ على السفن التجارية في البحر المتوسط.
حقيقة لا أدري اذا استمر الرئيس ترامب يتشنج، ويستفز بعض الدول، وله مواقف غريبة أو مفاجئة، ويتدخل في شؤون الدول، وبعض تصرفاته أضرت بالوضع الداخلي، وسبق له ان تعرض لمحاولتي اغتيال.
0 تعليق