يواصل المؤتمر الإقليمي /الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية/، الذي تنظمه دار الوثائق القطرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، فعالياته لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة جمع من الخبراء الدوليين والإقليميين وصناع القرار وممثلي المكتبات الوطنية والمتاحف والأرشيفات من مختلف الدول العربية.
وأكد مشاركون في المؤتمر، الذي ستختتم فعالياته في وقت لاحق من اليوم، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/ على هامش الحدث، أهمية المؤتمر في حماية التراث الوثائقي بالدول العربية، وتعزيز التعاون المشترك في مجال تسجيله عالميا، من خلال المناقشات، وتبادل الآراء، واستعراض التجارب، عبر جلسات المؤتمر المختلفة، وصولا إلى آليات لصون هذا التراث.
ومن جانبه، حدد الدكتور خالد راشد البلوشي خبير ثقافي أول في اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، لـ/ قنا/ أهمية المؤتمر في كونه يأتي بالتزامن مع الفكرة المطروحة لإنشاء لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية، بغرض توحيد وتكثيف الجهود العربية، للحفاظ على التراث الوثائقي ضد كل ما يواجهه من تحديات، تأتي في مقدمتها التغيرات المناخية، علاوة على النزاعات والكوارث الطبيعية، وحالات الطوارئ الأخرى.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور شريف كامل شاهين رئيس اللجنة الوطنية المصرية لذاكرة العالم، لـ/ قنا/ أن تدشين لجنة إقليمية عربية لذاكرة العالم، والتي يناقشها المشاركون في المؤتمر خلال جلساته اليوم، ستضفي مظلة أوسع لتدريب مؤسسات ذاكرة العالم في الدول العربية، من مكتبات وأرشيفات ومتاحف، بشأن التسجيل الدولي للمواد التراثية العربية، بما يسهم في زيادة عددها عالميا.
وشدد على ضرورة التعاون بين الأرشيفات والمكتبات والمتاحف في العالم العربي، وتدريب القائمين عليها، والاهتمام بمواردها المالية والبشرية، بما يساهم في تعزيز المشاركات الدولية، مؤكدا أن المؤتمر فرصة طال انتظارها، من أجل تعاون عربي مشترك على مستوى ذاكرة العالم، خاصة وأن المتتبع لهذه الذاكرة منذ عام 1992، يجد المساهمات العربية تجاهها ضئيلة للغاية، ولا تتعدى نسبتها 3 بالمئة من المجموع الكلي للمواد التراثية الوثائقية المسجلة على مستوى العالم.
وبدوره، شدد الدكتور فؤاد مهداوي رئيس اللجنة الوطنية لذاكرة العالم في المملكة المغربية، لـ/ قنا/ على أهمية وجود ملفات عربية مشتركة للتعريف بالتراث الوثائقي للعالم العربي، وما يزخر به من ثقافة وتراث، ما يضفي على المؤتمر أهمية كبيرة في تعزيز النقاش حول هذا الهدف، كأحد أهداف المؤتمر، من خلال مناقشات المهتمين والمختصين في مجال الذاكرة بالوطن العربي.
وقال إن هذا الهدف وغيره يجعل المؤتمر من الأهمية بمكان، خاصة وأنه يأتي بمبادرة من دار الوثائق القطرية، وبالتعاون مع منظمة/اليونسكو/ بغرض حماية التراث الوثائقي، وتأهيل القائمين عليه، وتعزيز القدرات العربية في هذا المجال، علاوة على تنمية الوعي به في ظل عدد من تحديات، أبرزها تفاوت الوعي بمدى أهمية التراث الوثائقي، مما يجعل المؤتمر ضرورة للحفاظ على التراث الوثائقي في العالم العربي.
وفي هذا الإطار، شددت السيدة شيخة الخرسان مسؤول قسم الترميم والحفظ في مركز البحوث والدراسات الكويتية، لـ/قنا/ على ضرورة تكامل الجهود العربية من أجل صون هذا التراث، من كل ما يهدده، سواء فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، أو الكوارث الطبيعية، مع وضع خطط عاجلة لمجابهة الطوارئ، التي يمكن أن تهدد هذا التراث.
وأكدت أن المؤتمر استطاع أن يجمع المختصين في مجالات الحفاظ على التراث الوثائقي، سواء كان ماديا أو غير مادي، للنقاش حول العديد من القضايا المتعلقة بحماية هذا التراث، ومنها تحويله إلى مواد رقمية، لحفظه وحمايته من الاندثار والضياع، بما يضمن بالتالي صونه، لما يضمه من كنوز ونفائس، منوهة إلى أن مناقشات المشاركين تشكل فرصة كبيرة لتشجيع جامعي المقتنيات والمواد التراثية الخاصة لتسجيلها بالجهات الرسمية المعنية للحفاظ على هذه الكنوز بما يوفر لها طرق الحماية المناسبة لها، سواء من خلال عمليات الرقمنة أو الطرق الأخرى للحماية.
0 تعليق