أخطاء هاليفي الفادحة تكشف عن ضعف بنية جيش الاحتلال.. إخفاقات قيادية واستقالات متتالية عقب هجوم 7 أكتوبر

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وجد جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه في مواجهة أزمة عميقة تهدد أسسه القيادية واللوجستية.

هذه الأحداث كشفت عن ضعف واضح في الاستعدادات العسكرية، وأثارت جدلًا واسعًا حول فعالية الجيش الذي طالما اعتُبر إحدى أقوى المؤسسات العسكرية في العالم.

فشل الاستخبارات والقيادة، الاستقالات المتتالية، وانخفاض الروح المعنوية كلها عوامل عمّقت الأزمة وأثارت تساؤلات حول مستقبل الجيش الإسرائيلي.

إخفاقات استخباراتية وقرارات خاطئة
تعرضت القيادة العسكرية الإسرائيلية لانتقادات حادة بسبب الإخفاق في التنبؤ بتحركات حماس.

أخبار تهمك

دونالد ترامب يفتح النار على الديمقراطيين.. الرئيس الأمريكي يتهم بايدن بإغراق الولايات المتحدة في أزمات سياسية واقتصادية - 1 - سيناء الإخبارية

دونالد ترامب يفتح النار على الديمقراطيين.. الرئيس الأمريكي يتهم بايدن بإغراق الولايات المتحدة في أزمات سياسية واقتصادية

الرئيس السيسي يوجه عدة رسائل في الذكرى 73 لعيد الشرطة - 3 - سيناء الإخبارية

الرئيس السيسي يوجه عدة رسائل في الذكرى 73 لعيد الشرطة

أخطاء هاليفي الفادحة تكشف عن ضعف بنية جيش الاحتلال.. إخفاقات قيادية واستقالات متتالية عقب هجوم 7 أكتوبر - 5 - سيناء الإخبارية

ووفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “هاآرتس” العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي تلقى تحذيرات استخباراتية دقيقة قبل وقوع الهجوم، بما في ذلك إشارات عن استخدام مقاتلي حماس لبطاقات اتصال إسرائيلية “سيم” على الهواتف الخلوية. ومع ذلك، فشلت القيادة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الكارثة.

رئيس الأركان المستقيل، هرتسي هاليفي، كان في قلب العاصفة. ورغم خلفيته العسكرية المميزة في وحدات النخبة، مثل هيئة الأركان العامة ووحدات العمليات الخاصة، إلا أن تلك الخبرة أثرت سلبًا على قراراته، إذ فضل التحفظ الشديد في استخدام المعلومات الاستخباراتية لتجنب كشف مصادرها، وهو ما أدى إلى تأخير الرد العسكري وترك الجيش في حالة من عدم الاستعداد.

استقالات تزيد الأزمة تعقيدًا
جاءت استقالة هاليفي كخطوة اعتبرها البعض ضرورية لتحمل المسؤولية، لكنها لم تكن الوحيدة. فقد تبعتها استقالات أخرى لقيادات بارزة، من بينها قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان.

هذه الاستقالات لم تسهم فقط في تسليط الضوء على الفشل القيادي، لكنها أيضًا زادت من حالة الإحباط داخل الجيش، خصوصًا بين صفوف قوات الاحتياط.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” وصفت هذه الاستقالات بأنها جاءت متأخرة، ما أضعف الثقة في قدرة القيادة العسكرية على إدارة الأزمات. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوات كشفت عن انعدام الكفاءة في إدارة الجيش، وعمّقت أزمة الثقة بين القيادة والجنود.

أخطاء هاليفي الفادحة تكشف عن ضعف بنية جيش الاحتلال.. إخفاقات قيادية واستقالات متتالية عقب هجوم 7 أكتوبر - 7 - سيناء الإخبارية

تداعيات على الروح المعنوية وأزمة التجنيد
انهيار الروح القتالية كان إحدى أبرز تداعيات هذه الأزمة. فقد أظهرت التقارير أن الضباط في المستويات الوسطى يعانون من ضغوط كبيرة نتيجة النقص في القيادات البديلة، ما دفع العديد منهم إلى مغادرة الخدمة.

قوات الاحتياط، التي تُعتبر العمود الفقري للجيش الإسرائيلي في أوقات الطوارئ، أظهرت استياءً متزايدًا من السياسات الحكومية، خصوصًا قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.

وهذه الأزمة الأيديولوجية عمّقت الانقسامات الداخلية داخل الجيش، وزادت من التحديات التي تواجه القيادة الجديدة.

إدارة الحرب: أخطاء استراتيجية وتنسيق ضعيف
إدارة العمليات العسكرية عقب هجوم 7 أكتوبر لم تكن على المستوى المطلوب، وفقًا لتحليلات متعددة. فقد اعتمد رئيس الأركان على هيئة قيادة مصغرة، مستبعدًا شخصيات بارزة مثل نائب رئيس الأركان أمير برعام بسبب خلافات شخصية.

وهذا القرار أدى إلى توترات داخلية وأضعف التنسيق بين الوحدات الميدانية، وهو ما انعكس سلبًا على الأداء العسكري.

أخطاء هاليفي الفادحة تكشف عن ضعف بنية جيش الاحتلال.. إخفاقات قيادية واستقالات متتالية عقب هجوم 7 أكتوبر - 9 - سيناء الإخبارية

أمير برعام

صحيفة “هاآرتس” أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم كميات هائلة من الذخائر والقوات في عملياته العسكرية في غزة، لكن النتائج كانت أقل بكثير من التوقعات.

المحلل العسكري يوسي يهوشواع وصف هذه العمليات بأنها “خيبة أمل عسكرية وسياسية”، مشيرًا إلى أن الجيش فشل في تحقيق حسم عسكري رغم الموارد الضخمة التي تم استخدامها.

تحقيقات مشبوهة وثقة مهزوزة
التحقيقات التي أجرتها القيادة العسكرية لتقييم الإخفاقات واجهت انتقادات لاذعة.

فقد سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على ترقية شلومي بيندر، المسؤول عن العمليات يوم الهجوم، رغم فشله الواضح.

وأشارت إلى أن التحقيقات أُجريت من قبل صديق مقرب له، مما أثار شكوكًا حول نزاهتها وشفافيتها.

هذه التحقيقات لم تُسهم فقط في زعزعة الثقة بالمؤسسة العسكرية، لكنها أيضًا أكدت الحاجة إلى تغييرات جذرية في طريقة إدارة الجيش.

التحديات المستقبلية: إعادة البناء والإصلاح
يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة. إعادة بناء الثقة داخل الجيش ومع الجمهور تُعد أولوية قصوى، لكنها لن تتحقق دون إصلاحات جذرية تشمل تعزيز الشفافية، تحسين الكفاءة القيادية، وإعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية.

أخطاء هاليفي الفادحة تكشف عن ضعف بنية جيش الاحتلال.. إخفاقات قيادية واستقالات متتالية عقب هجوم 7 أكتوبر - 11 - سيناء الإخبارية

التحديات الأيديولوجية تمثل أيضًا عقبة كبيرة أمام القيادة الجديدة. قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، الذي أثار جدلًا واسعًا، يحتاج إلى إعادة تقييم لتحقيق التوازن داخل الجيش.

الخاتمة: جيش الاحتلال في مفترق طرق
أحداث السابع من أكتوبر 2023 كانت بمثابة جرس إنذار للجيش الإسرائيلي. فقد كشفت عن هشاشة القيادة وفشل الاستراتيجية، وأثارت تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على مكانته كواحد من أقوى الجيوش في العالم.

المرحلة القادمة ستحدد ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قادرًا على تجاوز هذه الأزمة وإعادة بناء نفسه، أم أنه سيظل غارقًا في أزماته الداخلية التي تهدد استقراره ووجوده.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق