ترامب... رهان الشباب الرابح

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"الحقبة الذهبية لأميركا قد بدأت للتو..." بهذه الجملة الافتتاحية لخطاب توليه الحكم، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خططه وتوجهاته في فترة ولايته الأولى، في إدارة أقوى دولة عرفها التاريخ البشري.

أراد ترامب أن يبدأ خطابه بجملة تشويقية، ونبرة ثقة استثنائية، وكأنه يريد أن يلفت الانتباه إلى الخلل الذي أصاب المجتمع الأميركي تحت حكم الحزب الديمقراطي، وما يدور في فلكه من تيارات اليسار، التي انتهجت في السنوات الأخيرة "الصوابية السياسية" التي أدت إلى اختلال موازين العدالة، وتدمير الكفاءات، وتكميم الأفواه، بحجة تقبل الآخرين في المجتمع، ومكافحة العنصرية!

والحقيقة أن "الصوابية السياسية" للتيار اليساري العلماني في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية هي الوجه الآخر لعملة التطرف، وتكميم الأفواه، فكما يحاول "الداعشيون" استخدام القوة والترهيب بالسلاح، فإن التيار اليساري العلماني في الغرب يستخدم الترهيب القضائي والحقوقي لمنع نقد مجتمعات "الميم" والحركات النسوية المتطرفة، وتقبل كل أفعال وأقوال أصحاب الأصول الأفريقية والآسيوية، حتى وإن أخطأوا بحجة مكافحة التنمر والعنصرية.

هذا غيض من فيض هذه السياسة الكارثية التي انتشرت في المجتمعات الغربية، تحت رعاية الأحزاب والمنظمات اليسارية العلمانية، التي نتج عنها انتشار المثليين، والاعتراف بحقوقهم المزعومة، واختلال معايير العدل في اختيار الكفاءات، بحجة منح الحقوق للمختلفين في العرق والدين، والنوع، حتى وإن كانوا عديمي الكفاءة واللياقة الذهنية.

ما يميز الرئيس الأميركي ترامب هي البراغماتية السياسية الحازمة، والاشتباك المباشر مع المشكلات لإيجاد الحلول الناجزة، وعدم اللف والدوران.

هو يعرف جيدا مواطن الخلل التي أفسدت تركيبة النجاح للحضارة الأميركية فى العصر الحديث، هو يعلم جيدا أن التيار اليساري العلماني هو الداعم الأكبر للمتطرفين دينيا في الشرق الأوسط، والمتطرفين حقوقيا في الغرب، وهو يعلم أن الصوابية السياسية شرطة "داعشية "، لكن في ثياب مدنية.

من وجهة نظري أن ترامب هو الشخص الأنسب لحكم أقوى دولة في العالم، وهو الأنسب لجيل الشباب المتحمس للعمل والإنتاج، وحرية الرأى والتعبير، وهو المنقذ لهم من محاولات تغيير الفطرة الإنسانية السوية، وكما قال في خطابه أن الله أنقذه من محاولة اغتياله لكي يجعل من الولايات المتحدة الأميركية أمة عظيمة.

هذه البراغماتية السياسية المملوءة بالثقة والتحفز التي تميز ترامب جعلته يوقع على العديد من القرارات التي وعد بها في خطابه، وذلك في أول أيام حكمه، وكم أتمنى أن نستغل حماسته هذه باتفاقيات ومصالح اقتصادية متبادلة، خصوصا أنه يحب التعامل بمبدأ المصالح المشتركة. لقد أعلن دونالد ترامب في خطابه حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين المتسللين، وعصابات المخدرات، وأنه سيدرجهم على قوائم المنظمات الإرهابية، وسيستعيد قناة بنما، وأن هناك محاولات لضم كندا وشراء غرينلاند من الدانمارك، لزيادة موارد الدولة اقتصاديا وبخاصة في مجال الطاقة.

وعد أيضا باستئناف إنتاج السيارات، واهتمامه بملف التأمين الصحي، وفي اعتقادي أن جيل الشباب في الولايات المتحدة هو الفائز الأكبر بعودة دونالد ترامب الى البيت الإبيض.

لكن أكثر ما تميز به خطابه التاريخي هو تصريحه بأن السياسة الرسمية للدولة تحت إدارته هي وجود جنسين فقط (ذكر وأنثى)، وأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في مناطق الحروب والنزاع، هي أن تكون العقيدة العسكرية لإنهاء الحروب، وإحلال السلام.

أعتقد أنه سينجح بجدارة وبخاصة بين أوساط الشباب، وقد تحدث بلسان كل ذي فطرة سوية، فهو مناهض لكل العادات السيئة، وما حرمته الأديان، والتي انتشرت في المجتمع الغربي من رسم للوشوم، والمثلية، وعمليات التحويل.

دونالد ترامب يعلم جيدا أن الشباب هم الثروة الحقيقية، والحفاظ عليهم أمن قومي، وأن الفطرة السوية، وما أقرته الأديان هو المنهج السديد، وأن صنع السلام ليس مجرد شعارات، لكن أفعال، وأن القائد الحازم النزيه هو القائد المتسلح بما أقرته الأديان والشرائع، بضرورة الحفاظ على النفس البشرية، وعلى الفطرة السوية وتحقيق العدل للجميع.

كاتبة كويتية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق