الأمير: مستقبل «الخليجي» بالتكامل الاقتصادي

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أن «القمة الخليجية الـ 45 في الكويت تعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مهددة تنمية شعوبنا ورخاءها، مما يتطلب منا تسريع وتيرة عملنا الهادف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي».

وافتتح سمو الأمير القمة بحضور قادة دول مجلس التعاون وممثليهم لمناقشة عدد من القضايا الاستراتيجية في مقدمتها الأمن الإقليمي وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، والسعي إلى الخروج بقرارات تخدم الأهداف الاستراتيجية للمجلس وتدفع مسيرة العمل الخليجي المشترك إلى آفاق جديدة إضافة إلى تأكيد الالتزام المستمر للدول الأعضاء بتحقيق التكامل المشترك بما يضمن تعزيز مكانة دول المجلس على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقال سموه، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة في قصر بيان أمس، إن ذلك يأتي من خلال توحيد السياسات وتنويع مصادر الدخل غير التقليدية وتسهيل حركة التجارة والاستثمار ودعم الصناعات المحلية وتوسيع قواعد الابتكار وريادة الأعمال خاصة في المجالات المستحدثة مثل مجالات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتعزيز تنافسية اقتصاد بلداننا على الساحتين الإقليمية والدولية.

قمتنا تجسيد لوحدة الصف ومثال لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل وإيمان بأهمية توحيد العمل الخليجي

وفي وقت اعتبر سموه ـن القمة تمثل تجسيدا مشرفا لوحدة الصف ومثالا مشرقا لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، دعا الى خلق اقتصاد خليجي متكامل مرن «قادر على تلبية تطلعات شبابنا من منطلقات أهمها التعليم».

وجدد صاحب السمو إدانة الاحتلال الإسرائيلي والإبادات الجماعية بحق الفلسطينيين، وأكد دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبرا ان ازدواجية معايير القرارات الدولية انتجت استشراء اسرائيل لزعزعة أمن المنطقة في لبنان وسوريا وايران.

وثمن سموه البوادر الايرانية البناءة نحو مجلس التعاون وأعرب عن أمله ان تنعكس على الملفات العالقة بين الطرفين.

وجدد سموه دعوة العراق لتصحيح الوضع القانوني لاتفاقية الملاحة البحرية واستكمال ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وفيما يلي نص كلمة سمو أمير البلاد:

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواني أصحاب السمو قادة دول مجلس التعاون..

أصحاب السمو والمعالي والسعادة...

الحضور الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،

يطيب لي في مستهل أعمال الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أرحب بكم إخوة أعزاء في دولة الكويت.. كما يسرني أن أتقدم بجزيل الشكر إلى أخي العزيز صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، على إدارته الحكيمة وجهوده المبذولة طيلة ترؤس سموه لأعمال الدورة السابقة.

إخواني أصحاب السمو، ، ،

يجسد جمعنا المبارك الذي تستضيفه دولة الكويت تجسيدا مشرفا لوحدة الصف، ومثالا مشرقا لقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، وانعكاسا دقيقا لإيماننا الراسخ بضرورة تعزيز وتوحيد العمل الخليجي المشترك، من أجل مواكبة التحديات الناجمة عن تسارع الأحداث الإقليمية والدولية وانعكاساتها، والارتقاء بمجالات التعاون نحو آفاق أوسع تلبي تطلعات شعوبنا وطموحاتها، وتحقق هدفنا المنشود، ألا وهو ضمان ازدهار دولنا في محيط يعمه الأمن والأمان والاستقرار.

منطلقات الاقتصاد المتكامل القادر على تلبية التطلعات التعليم وصقل مواهب الشباب

ونجتمع اليوم في ظل ظروف بالغة التعقيد باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مهددة تنمية شعوبنا ورخاءها... الأمر الذي يتطلب منا تسريع وتيرة عملنا الهادف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي، من خلال توحيد السياسات، وتنويع مصادر الدخل غير التقليدية، وتسهيل حركة التجارة والاستثمار، ودعم الصناعات المحلية، وتوسيع قواعد الابتكار وريادة الأعمال خاصة في المجالات المستحدثة، مثل مجالات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتعزيز تنافسية اقتصاد بلداننا على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتنطلق مسيرة عملنا نحو خلق اقتصاد خليجي متكامل مرن قادر على تلبية تطلعات شبابنا، من منطلقات أساسية أهمها التعليم، وصقل مواهبهم وشد هممهم نحو المساهمة في تحقيق الاقتصاد الخليجي المتكامل الذي ننشده، وبلوغ طموحاتنا باستدامة نماء ورخاء شعوبنا، من خلال ضمان جودة عناصرها البشرية، وتنويع مصادر دخل دولنا الشقيقة.

إخواني أصحاب السمو، ، ،

أثبت مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انطلاقه في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة (أبوظبي) عام 1981، بفكرة من أخي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح (طيب الله ثراه) أن دولنا قادرة من خلال تكاتفها وتلاحمها على تحقيق رخاء شعوبنا، وصون استقرارها، وتحقيق أمنها، فها هو مجلسنا اليوم وبعد مضي أكثر من أربعة عقود من الزمن لا يزال شامخا في وحدته، ثابتا في مواقفه، صلبا في إرادته، صامدا في سعيه لإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين، عبر دفاعه عن كافة القضايا العادلة أينما كانت.

ومن هذا المنطلق، نجدد إدانتنا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وندعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن - على وجه الخصوص - لممارسة دوره، من خلال ضمان تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة..

ونؤكد ثبات موقفنا المبدئي التاريخي المساند للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة، ونيل حقوقه السياسية كافة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه في حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها (القدس الشرقية) وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة.

إخواني أصحاب السمو، ، ،

نتج عن ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، فها نحن نشهد ما تتعرض له كل من الجمهورية اللبنانية الشقيقة، والجمهورية العربية السورية الشقيقة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة من اعتداءات متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ونجدد دعمنا التام لكافة إسهامات دول المجلس لاستقرار المنطقة، ومنها قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة للجهود الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطين في إطار التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، بالإضافة إلى استضافتها لقمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة... ودور الوساطة الذي تقوم به دولة قطر الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة، والولايات المتحدة الأميركية الصديقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستبشرين خيرا بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية، مما يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة.

إخواني أصحاب السمو، ، ،

نشيد بالبوادر الإيجابية البناءة التي عبرت عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونتطلع إلى أن تنعكس على الملفات العالقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة ودول المجلس كافة، والارتقاء بمجالات التعاون إلى آفاق أوسع، في ظل ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وإيماناً بمبدأ حسن الجوار، وأن الحوار ركيزة محورية لتجاوز العقبات والتحديات، نجدد دعوتنا للأشقاء في جمهورية العراق لتصحيح الوضع القانوني لاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، واستئناف اجتماعات الفرق الفنية التابعة لها، والعودة إلى العمل وفقا لما نص عليه بروتوكول المبادلة الأمني لعام 2008، واستئناف اجتماعات الفرق الفنية القانونية المشتركة لاستكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة رقم (162)، وذلك وفقاً لقواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام (1982).

ولا يفوتني كذلك التأكيد على تطلعنا إلى دعم إخواني أصحاب الجلالة والسمو لضمان استمرارية متابعة مجلس الأمن دون غيره من أجهزة الأمم المتحدة، لملفي الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية، بما فيها الأرشيف الوطني، وذلك بعد انتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وختاما، ، ، نعيد التأكيد على التزامنا باستكمال مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو كل ما من شأنه تلبية طموحات شعوبنا وتحقيق تطلعاتها إلى مستقبل مشرق، تنعم فيه بالرفعة والنماء والرخاء.. وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح، وأن يديم على دولنا وشعوبنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

صاحب السمو يبعث ببرقيات شكر إلى عدد من المسؤولين

بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية شكر إلى كل من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، ورئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ووزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ووزير الصحة د. أحمد العوضي، وزير الخارجية عبدالله اليحيا، ووزيرة الأشغال العامة نورة المشعان، ووزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة محمود بوشهري، ووزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري، ووزيرة المالية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصام.

وعبّر فيها سموه عن بالغ شكره وتقديره لكل الوزارات والجهات الحكومية المشاركة في التحضير والإعداد والترتيب للدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، التي استضافتها دولة الكويت، وعلى ما بذلوه من جهود مقدرة وترتيب متميز وتنظيم عالي المستوى ساهم في إنجاح هذه الدورة وإظهار الوجه الحضاري للوطن العزيز والمكانة المرموقة التي يستحقها، متمنيا سموه للجميع كل التوفيق لخدمة الوطن الغالي ورفع رايته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق