أمريكيون يستكشفون التراث القطري في «مجلس التميمي»

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

4

24 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ محمد العقيدي

تحظى المجالس القطرية بمكانة خاصة كونها رمزا للعراقة والأصالة، حيث لا تخلو من اللمسات التراثية التي تعكس الهوية القطرية. ومن بين هذه المجالس، يبرز مجلس السيد فيصل التميمي، الذي يوصف بأنه متحف مصغر يعكس تراث وثقافة أهل قطر، ليكون وجهة مميزة للضيوف من مختلف دول العالم.

ويستقبل المجلس باستمرار سياحا يبدون إعجابهم بما يشاهدونه في المجلس من أدوات تراثية تعكس جوانب من الثقافة القطرية، حيث استقبل المجلس منذ يومين سياحا من الجنسية الأمريكية عاشوا ساعات جميلة قضوها بصحبة التميمي ورفقاء المجلس، وأبدى السياح إعجابهم الشديد بتفاصيل المجلس التراثية وأجوائه الأصيلة.

«الشرق» التقت السياح الأمريكيين في مجلس التميمي، وأعربوا عن دهشتهم بجمال المجلس وكرم الضيافة القطرية، معتبرين أن التجربة لم تكن مجرد زيارة، بل نافذة حقيقية لاستكشاف جزء مهم من الثقافة القطرية.

   - مجالس قطر.. رمز العراقة

وقال السيد فيصل التميمي صاحب المجلس: عرف عن أهل قطر منذ قديم الزمن فتح مجالسهم التي ترمز إلى العراقة والأصالة، كما أن مجالسهم لا تخلو من اللمسات التراثية والعراقة القطرية، وتستقبل الضيوف على مدار العام من مختلف البلدان حيث كرم الضيافة، وتقديم لهم القهوة العربية والتمر والفوالة، وغيرها كرمز لكرم الضيافة.

وأضاف: إن استقبال الضيوف من مختلف الجنسيات هو جزء من العادات القطرية الأصيلة، حيث تتمحور الثقافة القطرية حول قيم الضيافة والتواصل الاجتماعي.

وأكد على أن شعب قطر يعتز بتراثه وثقافته الأصيلة، التي يرغب بمشاركتها مع الآخرين، خاصة وأن المجالس القطرية لم تكن مجرد أماكن للجلوس فقط، بل هي رمز للتواصل والتعارف ونقل القيم والعادات، فكما تعلمت منها الأجيال ستواصل ذلك حتى الأجيال القادمة أيضا.

ولفت التميمي إلى أنه حرص منذ سنوات على أن يجعل المجلس بمثابة متحف صغير يعكس الهوية القطرية، لذلك جمع العديد من القطع التراثية النادرة، مثل السيوف التقليدية، وأواني القهوة القديمة، والسجاد المصنوع يدويًا، إضافة إلى صور قديمة توثق تاريخ قطر، ودلال القهوة بأنواعها، إذ إن هذه التفاصيل تمنح المجلس طابعا خاصا وتجعل الجالسين فيه لا يكلون ولا يملون.

وتابع أن حرص السياح واهتمامهم بزيارة المجالس القطرية التي لا تخلو من اللمسات التراثية يعكس اهتمام العالم لاكتشاف الثقافات الأصيلة، مشيرا إلى أن مثل هذه الزيارات تعزز من التقارب الثقافي بين الشعوب.

وتابع: أشعر بالفخر عندما أرى السياح ينبهرون بالتفاصيل التراثية، وألاحظ حماسهم لمعرفة المزيد عن العادات والتقاليد القطرية، منوها أن السياح استمتعوا بتلبية دعوة تناول العشاء في المجلس وتجربة الأكل باليدين، حيث إنهم انبهروا بالعادات في المجالس القطرية.

20250124_1737685822-31300.jpg?1737685822

    - تجربة استثنائية

وقال السائح روليند: لم نكن نتوقع هذا المستوى من الحفاوة والترحاب، لقد كانت تجربة استثنائية أن نشعر وكأننا جزء من الثقافة المحلية، حيث تناولنا القهوة العربية وتعرفنا على بعض العادات والتقاليد القطرية. من أكثر الأمور التي لفتت انتباهي هو طريقة تقديم القهوة، حيث تُسكب بكميات صغيرة في الفنجان كعلامة على الكرم، ويتم تقديمها جنبًا إلى جنب مع التمر، وهو أمر لم أكن معتادًا عليه ولكنه أعجبني جدًا”.

وأضاف: المجلس ليس مجرد مكان للجلوس، بل هو مساحة تروي تاريخًا غنيًا. كل قطعة في هذا المكان لها قصة، سواء كانت سجادًا يدويًا مزخرفًا أو دلالًا نحاسية لامعة أو حتى المقاعد التقليدية المزينة بنقوش تراثية. عندما تجلس في هذا المجلس، تشعر وكأنك تعود بالزمن إلى الوراء، وتعيش جزءًا من تاريخ قطر الحي”.

أما رولاند فقال: أعجبت كثيرا بما شاهدت من تصاميم تراثية داخل مجلس السيد فيصل التميمي، حيث إن كل زاوية في هذا المكان تحكي قصة، من الأدوات التراثية إلى الدلال النحاسية، إذ إن هذا المجلس أشبه بمتحف حي يجسد التراث القطري بشكل رائع.

ولفت إلى أنه زار العديد من الدول في الشرق الأوسط، ولكنه لم يرَ مثل هذه المجالس التي تحتفظ بأصالتها وتستخدم في الحياة اليومية بنفس الطريقة التي كانت تستخدم بها منذ عقود.

وتابع: ما أثار الاهتمام دور المجالس في المجتمع القطري، فهي ليست مجرد أماكن للجلوس أو الاسترخاء، بل هي مراكز للحوار والتواصل الاجتماعي، حيث إننا استمعنا من صاحب المجلس إلى شروحات واسعة عن كيفية استخدام المجلس لعقد الاجتماعات ومناقشة القضايا المهمة، وهو ما يختلف تماما عن الطرق في البلدان الغربية.

   - كرم الضيافة القطري

وقال كين: إن هذه الزيارة الأولى لي إلى دولة قطر، وكنت أسمع كثيرا عن كرم الضيافة العربي بشكل عام والقطري خاصة، لكنني لم أكن أتخيل أنه بهذه الحفاوة، حيث الترحيب الواسع، وشعرنا كأننا من أهل المجلس عندما دخلنا المجلس، والجميع كان مرحبا بنا، وإلى جانب ذلك تلقينا شرحا مفصلا عن تاريخ المجلس ودوره في الحياة القطرية. وأضاف: من الأمور التي لفتت انتباهي هي العلاقة الوثيقة بين المجالس والثقافة القطرية. في الغرب، نميل إلى قضاء وقتنا في المقاهي والمطاعم عند الالتقاء بالأصدقاء، بينما في قطر المجالس هي المكان الرئيسي للتجمعات، وهي أكثر جمالا مما نسمع، وأتمنى لو كانت لدينا أماكن مشابهة في ثقافتنا.

ولفت إلى أن هذه الزيارة جعلته يدرك أن الثقافة ليست مجرد متاحف أو كتب تاريخ، بل هي تفاعل وتجربة حية، خاصة وأنه تعلم الكثير عن قطر خلال هذه الساعات القليلة التي قضاها في المجلس.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق