استضافت قاعة "فكر وإبداع" ببلازا 1 ضمن محور "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، ندوة لمناقشة كتاب "فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة" للباحث الدكتور سعد الدين الهلالي، والصادر عن دار المعارف، وشارك في المناقشة الدكتور جابر نصار أستاذ القانون الدستوري، ورئيس قسم القانون العام بحقوق بكلية الحقوق، ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، الدكتور عبد الحي عزب أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والناقد عادل نعمان، وأدار الندوة الإعلامي طارق علام.

فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة

في البداية؛ رحب الإعلامي طارق علام بحضور ندوة مناقشة كتاب الدكتور سعد الدين الهلالي، معرباً عن سعادته للمشاركة لأول مرة في إدارة إحدى ندوات معرض القاهرة للكتاب.

وأضاف: تعد من الندوات المهمة التي يعتبرها فرصة لأدعو الله أن يعم السلام على أمتنا العربية وشعبنا المصري، مع قرب ليلة 27 رجب، التي ستبدأ من مغرب اليوم وحتى غدا الإثنين.

وأوضح أن كتاب "فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة" يمثل فكرا نحتاج إليه في الوقت الحالي، حيث يطرح أكثر من رأي عن الاسلام الحق، ومحتاجين نطبق تعاليم ديننا الحنيف لأنه أسلوب حياة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الموضوع عن تقديم فكر مستنير، حيث تضمن عدة رسائل فقهية مهمة، عن المواريث والحديث وكيفية الكلام.

وواصل: بعتبر "الميراث" إنسانية وجدعنة، ومليء بالأفكار والآراء المتعددة، لذا فنحن بحاجة إلى تقديم ديننا بجلال هذه الرسالة.

ومن جهته؛ أعرب الدكتور سعد الدين الهلالي عن سعادته بمناقشة كتابه "فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، مستطردا: أحب أن أبدأ الندوة بحمد الله على وجودنا اليوم لتقديم فكر مستنير، فالكثير من الدول حولنا تتمنى أن تنام آمنة، ونحن بفضل الله وفضل جيشنا العظيم هكذا تروا هذا الأمان الذي نعيش فيه.

ونوه بأن أهمية الكتاب تتمثل في أنه يعالج "شقى العمر" على حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن المحاكم مليئة بقضايا متعددة حول المواريث بسبب الإشكاليات، لذا يجب التوافق لحل هذه الأمور لتجنب المقاطعات، والوصول إلى حلول ترضي الجميع.

وأوضح أن الكتاب يلعب دورا كبيرا في معالجة مشاكل المواريث، إذ يجمع كل الآراء والأقوال المتعلقة بأحكام الميراث، ويقدم رؤية انفتاحية متعددة تتيح العديد من الاحتمالات والمواقف والترجيحات، ما يوفر سبلًا للخروج من الأزمات والمشكلات التي تعترض الناس في معاملاتهم المتعلقة بالميراث والوصية والتقسيم والتركة.

أشاد الدكتور عبدالحي عزب، بالمجهود الكبير الذي بذله "الهلالي" ليقدم دراسة استقرائية واستنتاجية في أقوال الصحابة والتابعين، ومذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والإمامية، فهو عالم كبير وفقيه موسوعي، مستطردا: باعتباري متخصص في الشريعة والقانون أرى أن هذا الكتاب تأخر كثيرا، إلا أنه علامة مضيئة في عالم الفقه الإسلامي، فإن ٩٥ ٪؜ منه مبني على الاجتهاد المبني على الظن، لذا فهذا الكتاب يحلق في سماء الفكر الإسلامي، فقد أجاد مؤلفه في اختيار العنوان.

وتابع: عندما قرأت الكتاب وجدت علامات اجتهاد بارزة وموجودة في هذا الفكر، في اجتهادات السابقين، معبرا عن أسفه لوجود جدار عازل يعزل المجتمع عن الفكر والفكر الآخر، رغم أن العقل لم يشبع إلا بالفكر والفكر الآخر.

كشف الدكتور جابر نصار، أن كتاب "فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة" للباحث الدكتور سعد الدين الهلالي يقدم موضوعا بالغ الأهمية؛ لأنه يمس حياة الناس سواء الفقير أو الغني، مستطردا: الكتاب يرد فكرة التدين إلى أصلها، فالدين لله، أما التدين شيء خاص بكل إنسان، وكل مسلم، لكنه لا ينفع الله.

وأضاف أن القراءة المهمة لهذا الكتاب تؤكد أن الدكتور سعد الدين الهلالي استطاع أن يميز جيدا بين الدين والتدين، من خلال طرحه لآراء الصحابة والتابعين المختلفة، كما أن هذا الكتاب يتعلق بمنهج للتفكير وهذا المطلوب كما ظهر في جميع كتب "الهلالي"، وليس هذا الكتاب فقط.

أما الناقد عادل نعمان، فقد ذكر خلال كلمته، وقائع عديدة تتعلق بفقه المواريث، بعرضه أمرين؛ الأول يتعلق بفكرة المواريث ذاتها، والثاني حول حكم المواريث، مؤكدا أننا ليس تحت رحمة الفقهاء أو غيرهم.