"هآرتس" لترامب: لماذا لا تنقل الفلسطينيين من غزة إلى أمريكا؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال جاكي حوجي، محلل الشئون العربية لدى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يهتم كثيرًا بالفلسطينيين الموجودين في قطاع غزة المحاصر، فلما لا يتم نقلهم إلى أمريكا؟.

وأوضح حوجي، في مقاله الذي نشر في "هآرتس" اليوم الأربعاء، أن فكرة ترامب بنقل أكثر من مليون لاجئ من قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن، مع التوقع، وربما الطلب، بأن يتعاون قادة هذين البلدين معها، تثبت مدى اهتمام الرئيس الأمريكي ترامب.

وأضاف: "العدد الكبير من مستشاريه في البيت الأبيض، وربما الهامسون في آذانهم في دوائر صنع القرار الأمريكية في إسرائيل، وفي إسرائيل أيضًا يتفحصون خطواتهم من منظور استعماري كلاسيكي".

تصور ترامب ضمن صفقة القرن

وتابع: "في نهاية المطاف، يريد رئيس القوة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية، أن يريح جموع الفلسطينيين المتعبين والمرهقين، وينقلهم من أنقاض غزة إلى منطقة طبيعية، ويتأكد من توفير السكن لهم في مكان آخر.. خيمة أو مقطورة وطعام وماء، قطيع آخر من الفلسطينيين بقيادة رعاة البقر ترامب، لماذا لا يفعل ذلك أيضًا أسلاف الأمة الأمريكية، كما فعلت العديد من الإمبراطوريات الأخرى في العالم".

وقال: "التاريخ يمكن أن يعيد نفسه.. وإذا نجحت في غزة، فإنها ستكون تجربة ناجحة للضفة الغربية وربما لوادي عارة أيضا، حيث سبق أن اقترحت، في نهاية (صفقة القرن) في ولايته السابقة، نقل سكان الفلسطينيين إلى مناطق أخرى، في هذه المنطقة بالضفة الغربية، فهو الذي بنى نصف حملته الانتخابية على كراهية اللاجئين، يتوقع من الدول العربية أن تستقبل اللاجئين".

وأشار حوجي إلى أنه من وجهة نظر الفلسطينيين، كان الأمر سيكون أكثر إثارة للاهتمام لو عرض ترامب جلب أسطول جيشه إلى شواطئ غزة، ونقل مليون ونصف المليون من سكانها إلى ما وصفها بـ"الأرض الموعودة / الولايات المتحدة الأمريكية"، ولكن شيء من هذا القبيل لا يمكن تصوره.

تهجير الفلسطينيين لسيناء "غير واقعي"

وشدد على أن تصور أن تتعاون مصر نقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء،و كذلك الأردن، هو سيناريو غير واقعي، حتى لو احتفلت أوساط اليمين في إسرائيل بتصريح ترامب.

وأوضح أن الصور التي تم بثها من ممر نتساريم لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يسعون للعودة إلى شمال قطاع غزة رغم الدمار الشامل الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي هناك، تثبت أن هذا ليس أمة من البدو الرحل الذين ينتظرون فرصة للهجرة جنوبا أو الشرق، ولكنهم ما زالوا يؤمنون بحقهم في العيش بكرامة، مثل أي مواطن في العالم، على أرضهم في دولتهم ذات السيادة.

وأضاف: "إذا كان ترامب يعتقد أن اللاجئين يشكلون ضررًا للولايات المتحدة لأن نوعية حياة مواطنيها تتضرر، فمن وجهة نظر مصر والأردن، فإن استقبال مئات الآلاف من اللاجئين يشكل تهديدًا استراتيجيًا للأمن القومي.. وإذا كان الأمر كذلك، فلا عجب أن ردت القاهرة وعمان على الفور بالنفي".

وختم حوجي مقاله قائلًأا: "ترامب يحب الصفقات، وينظر إلى الشرق الأوسط بعين رجل العقارات، لكن من الأفضل له في هذا الأمر أن يستمع إلى نصيحة الآخرين، لأن مثل هذه «الصفقة» السيئة ليس لها مستقبل".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق