الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع متقدماً مستقبلي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في مطار دمشق الدولي أمس (أب)
خادم الحرمين وولي العهد السعودي يهنئان ... والدوحة تعهدت إعادة الإعمار... والاحتفالات تعمُّ المدن السورية
دمشق، عواصم - وكالات: وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى العاصمة "دمشق" في زيارة رسمية هي الأولى التي يجريها زعيم عربي أو دولي إلى سورية عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وتسلم أحمد الشرع رئاسة سورية لمرحلة انتقالية، حيث كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي، الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ورئيس الحكومة محمد البشير ووزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق، وتوجه الزعيمان إلى قصر الشعب في دمشق، حيث عقدا محادثات تناولت المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الديوان الأميري القطري إن الأمير تميم بن حمد هنأ الرئيس السوري بمناسبة انتصار الثورة السورية واختياره رئيساً للمرحلة الانتقالية، وجدد موقف قطر الداعم لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، مشيدا بالجهود التي تبذلها الإدارة الجديدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري".
وشدد أمير قطر على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدماً في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار، وأكد أن قطر ستواصل وقوفها مع الأشقاء السوريين لتحقيق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها وصولا إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، بينما رحب الشرع بزيارة الشيخ تميم بن حمد، مؤكدا أنها تعكس مواقف قطر الثابتة والداعمة في كل المراحل للشعب السوري وحرصها على تعزيز العلاقات بين البلدين، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا ستراتيجيا بين البلدين في مختلف المجالات، منوها بتطلع بلاده للاستفادة من الخبرات القطرية لتحقيق النهضة المنشودة في سورية.
من جانبه، أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي أن محادثات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مع القيادة السورية شملت ملفات عدة أبرزها الإنسانية والتنموية والاقتصادية، مؤكدا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، حرص القيادة القطرية على المزيد من العمل للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارة أمير قطر تأتي في إطار التعاون الثنائي الستراتيجي بين البلدين، مشددا حرص الدوحة على توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز الشراكة الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، مشيرا الى أن السفارة القطرية في دمشق عادت لاستئناف أعمالها من جديد، مثمنا إعلان القيادة السورية انتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى تأسيس الدولة والبناء والتوحد مع جميع أبناء الشعب السوري لبناء سورية، مؤكدا موقف قطر الداعم للشعب السوري وأحقية مطالبه والذي قدم درسا في عدم الاستسلام والرضوخ والمطالبة بحقوقه المشروعة كاملة.
بدوره، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن قطر دعمت الشعب السوري بثبات طوال الفترة الماضية والتي كانت الأكثر تحديا ولن ينسى الشعب السوري الدور القطري، معتبرا زيارة أمير قطر تفتح فصلا جديدا في سورية الجديدة، كاشفا أنه تمت مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالإطار الشامل للتعاون المشترك بين الجانبين، وخصوصا إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية وضمان اعادة الأسس للمجتمع والاستثمار وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحي والتعليمي لضمان وصول الخدمات للسوريين كافة، معربا عن تطلعه لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتعميق الروابط المشتركة، مشيدا بالدعم والمساندة المبذولة من قبل قطر تجاه سورية.
وكأول دولة تتفاعل مع تعيين الشرع رئيسا، وهو أمر كان متوقعا، شددت الخارجية القطرية على أن المرحلة المفصلية الحالية في سورية تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن المكونات كافة دون إقصاء، حفاظا على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها وبما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة، مجددة دعم قطر الكامل لسورية في كل المجالات، ومساهمتها الفعالة في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم.
من جانبهما، هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الشرع، بمناسبة توليه رئاسة سورية في المرحلة الانتقالية، وبعث الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان برقيتي تهنئة للشرع وتمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة، بينما شهدت أغلب المدن السورية احتفالات بتعيين الشرع رئيساً، حيث شهدت ساحة الأمويين أكبر ميادين العاصمة دمشق تجمعاً احتفاليا لآلاف يرفعون العلم السوري ويرددون شعارات مؤيدة للشرع وضد حكم الأسد، وقال زياد علي الذي شارك في مسيرة بالسيارات في دمشق "المئات من السيارات كانت تتجول في أحياء العاصمة دمشق وهم يرفعون العلم السوري وسط حالة من الفرح والابتهاج"، مضيفا ان جميع سكان حي البرامكة الذي يقطنه كانوا يتبادلون المباركات عبر مواقع التواصل ونزل المئات منهم الى ساحة البرامكة للاحتفال وعقد حلقات الدبكة رغم برودة الجو.
وفي مدينة جديدة عرطوز غرب العاصمة دمشق، خرج المئات من أبناء المدينة بمسيرات بواسطة سيارات وراجلين، وقال مصطفى عبدالله من محافظة الرقة وهو يحمل العلم السوري ويهتف "ارفع راسك فوق انت سوري حر - وندوسهم ندوسهم بيت الأسد ندوسهم"، "نطلب من الرئيس الشرع العمل على تحرير محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وطرد قوات سورية الديمقراطية /قسد/ الذي يحتل مناطق الجزيرة وتشهد تلك المناطق الآن احتفالات بتعيين الشرع لأنها جزء من سورية ولن نقبل تقسيمها".
0 تعليق