نظم عشرات الآلاف من المصريين وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطينى، أمام معبر رفح الحدودى، للإعلان عن رفض الشعب المصرى، بكل فئاته وطوائفه وقواه السياسية والحزبية، كل المخططات الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه.
وأكد المصريون المشاركون فى الوقفة الحاشدة، بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم، أن مصر لن تسمح بتمرير أى مخططات تهدد استقرار المنطقة، أو تُهدر حقوق الشعب الفلسطينى، أو تمس الأمن القومى المصرى والعربى.
وأعلن المشاركون عن تأييدهم الكامل ودعمهم سياسات الدولة المصرية وقيادتها السياسية، فى مواقفها الداعمة للفلسطينيين، والداعية إلى إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
ورفع المشاركون فى الوقفة، من ممثلى الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية المختلفة، والمشاركين من شتى محافظات الجمهورية، علمى مصر وفلسطين، حاملين لافتات التأييد للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، لتأكيد أن الشعب المصرى يصطف على قلب رجل واحد، خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أى إجراء يراه مناسبًا للحفاظ على الأمن القومى المصرى، والحقوق التاريخية للفلسطينيين.
ووجه آلاف المصريين، من أمام معبر رفح، رسالة واضحة للعالم أجمع، تؤكد أن مخطط تهجير الفلسطينيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى، وتهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأكملها، وأن الشعب المصرى، وكما أكد الرئيس السيسى، لن يشارك فى أى ظلم يمارس ضد الأشقاء الفلسطينيين.
مسيرات حاشدة من مختلف المحافظات: لن نقبل تصفية القضية الفلسطينية
احتشد الآلاف من المواطنين، من مختلف القوى السياسية والأحزاب والنقابات والمجتمع المدنى، فى العديد من محافظات الجمهورية، صباح اليوم، كلٌ فى محافظته، قبل التوجه نحو معبر رفح الحدودى مع قطاع غزة، للمشاركة فى وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية، وإعلان رفضهم القاطع تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر.
وعبر المشاركون من مختلف محافظات الجمهورية عن تأييدهم موقف الرئيس السيسى الرافض للتهجير، مؤكدين أن التهجير هو تصفية للقضية الفلسطينية وليس حلًا لها، ويعد انتهاكًا صريحًا لحق تقرير المصير الفلسطينى، مطالبين بتنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية الدولية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
ورفضت الدكتورة هناء سرور، عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، حل القضية الفلسطينية على حساب تهجير الفلسطينيين إلى مصر، مؤكدة أن مصر قيادة وشعبًا ترفض تمامًا مثل هذه الأفكار، التى تعد جريمة حرب ضد الفلسطينيين.
وأضافت: «مصر تساند الفلسطينيين وتأخذ على عاتقها دائمًا وأبدًا نصرة القضية الفلسطينية، وترى أن تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أراضيهم يشكل تهديدًا واضحًا لأمن واستقرار المنطقة، ويتناقض تمامًا مع قرارات الأمم المتحدة التى تعترف بدولة فلسطين».
ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، تجمع الآلاف من المواطنين المصريين من أبناء محافظة شمال سيناء، عند معبر رفح، للتعبير عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطينى، ورفضهم مخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ونظم عدد من القوى السياسية والشعبية، ومشايخ القبائل والعواقل، وقفة خاصة تؤكد رفض التهجير، معربين عن تأييدهم الكامل موقف القيادة السياسية الرافض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وشهدت ميادين محافظة شمال سيناء، منذ فجر اليوم، تحرك عدد كبير من الحافلات والأتوبيسات، التى تسيّرها قوى وأحزاب سياسية، متجهة إلى معبر رفح البرى، للمشاركة فى الوقفة الاحتجاجية.
ومن أمام معبر رفح، قال الشيخ خالد صلاح القمبز، أحد مشايخ رفح، إن الوقفة الاحتجاجية تأتى للتعبير عن الرفض الشعبى المصرى دعوات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن جميع المصريين يرفضون هذا المخطط.
وأضاف «القمبز» أن الوقفة الاحتجاجية تأتى بمشاركة واسعة من الأحزاب السياسية والشخصيات العامة والقوى المدنية والمؤسسات الأهلية بمحافظة شمال سيناء، بالإضافة إلى مشايخ القبائل والعواقل والقيادات التنفيذية بالمحافظة.
وأعلنت عايدة السواركة، عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، عن مشاركة عدد كبير من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ فى الوقفة الاحتجاجية أمام معبر رفح البرى، لدعم القضية الفلسطينية، وتأييد القيادة السياسية فى رفضها مخططات تصفية القضية.
وقال المهندس هيثم رحمى، الأمين العام لحزب «حماة الوطن» بشمال سيناء، إن الوقفة الاحتجاجية أمام معبر رفح البرى تستهدف توصيل رسالة قوية، تؤكد أن القوى السياسية والشعبية المصرية ترفض تهجير الفلسطينيين، وتدعم القيادة السياسية فى قرارها بهذا الخصوص.
وأكد حميد لافى، عضو حزب «حماة الوطن» فى شمال سيناء، أن أمانة قسم رمانة تحركت مع أول ضوء إلى معبر رفح، دعمًا للقيادة السياسية، وموقفها الرافض مخططات تهجير الفلسطينيين.
وأفاد يسرى جاسر، أمين التنظيم بحزب «مستقبل وطن» فى شمال سيناء، بأن الحافلات استمرت فى التوافد منذ الصباح الباكر، من ميادين الرفاعى والنصر وأبوبكر الصديق وأبوصقل والمساعيد، وبئر العبد ورمانة والشيخ زويد ونخل والحسنة، لنقل أعضاء الحزب والمواطنين للمشاركة فى الوقفة الاحتجاجية أمام معبر رفح البرى.
قوى سياسية: التهجير غير مقبول.. ولا نخشى أى تهديدات
أعلن عضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، أحمد رفعت، عن وقوف جميع طوائف الشعب المصرى خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة المصرية بمختلف أجهزتها، فى الرفض التام لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر.
وأضاف «رفعت»: «الفكرة يستحيل قبولها، لما تشكله من خطر كبير على الأمن القومى المصرى والعربى»، مشددًا على أن «القضية الفلسطينية ستظل تمثل الأولوية للقيادة السياسية المصرية وكل القيادات العربية».
وأكد «تحالف الأحزاب المصرية»، الذى يضم ٤٢ حزبًا سياسيًا، رفضه المطلق محاولات الابتزاز ومخططات التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم، مشددًا على أن «مئات الآلاف من المصريين قالوا كلمتهم من أمام معبر رفح، فى تأييد كل القرارات التى يراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مناسبة للحفاظ على الأمن القومى للبلاد، وتأكيد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية».
وأضاف التحالف: «الحشد التلقائى رسالة لإرادة شعبية من المصريين بكل أطيافهم، تؤكد أنهم على قلب رجل واحد، ولا يقبلون المساس بحقوق الفلسطينيين التاريخية، مع توجيه رسالة إلى المجتمع الدولى بضرورة الوفاء بالتزاماته تجاه احترام المواثيق الدولية، وتحمل مسئولياته القانونية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطينى، ورفض المخططات التى تهدف إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية».
وقال تيسير مطر، الأمين العام لـ«تحالف الأحزاب المصرية»، إن مصر بمواقفها التاريخية ستظل حامية للقضية الفلسطينية، ولا تقبل التفريط فى ذرة تراب واحدة من أراضيها، وتدرك حجم المؤامرات التى تهدف إلى محاولة زعرعة استقرار الشرق الأوسط على حساب حقوق الفلسطينيين، مضيفًا: «نحن على ثقة مطلقة فى قيادتنا السياسية، وقدرتها على التعامل مع مثل هذه القضايا».
وقال المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس حزب «مصر القومى»، إن احتشاد الآلاف من المصريين أمام معبر رفح لتأكيد دعم الرئيس بشأن الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية والرافض محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم- ليس مجرد تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطينى، بل رسالة قوية لكل الأطراف الفاعلة بأن مصر لن تسمح بأى سيناريوهات من شأنها تغيير معادلة الصراع لصالح الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
وأضاف «روفائيل»: «هذا التماسك بين الموقف الرسمى والشعبى يعكس مدى وعى الشعب المصرى بمخاطر أى محاولات لفرض واقع جديد فى المنطقة، ويؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية محورية فى الضمير العربى، وأن مصر ستبقى فى طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين فى كل المحافل».
وواصل: «ما نشهده اليوم من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال مخططات التهجير القسرى، هو امتداد لسياسات استعمارية لم تتوقف منذ عقود، غير أن الرهان على كسر إرادة الشعب الفلسطينى، أو إجباره على مغادرة أرضه، هو رهان خاسر، وهو ما تدركه مصر جيدًا، بحكم خبرتها العميقة فى إدارة الصراعات الإقليمية».
وأكمل: «الشعب الفلسطينى، الذى صمد لعقود فى وجه الاحتلال والاستيطان، لن يقبل بأى حال أن يكون ضحية لمؤامرات تستهدف وجوده وهويته، والموقف المصرى الواضح والصريح هو تأكيد جديد أن الحل الوحيد المقبول والمشروع هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وليس تهجير الفلسطينيين أو فرض حلول تتجاهل حقوقهم التاريخية».
وتابع: «المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الضغوط السياسية والدبلوماسية من قبل مصر لوقف أى محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض حلول غير عادلة، وستواصل القاهرة تحركاتها لحشد الدعم الدولى لرفض هذه المخططات».
وأكد شباب كيان «يلا سيسى» اصطفافهم الكامل خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورفضهم القاطع أى مخططات تمس السيادة المصرية والأمن القومى، مشددين على أن مصر كانت- وستظل- داعمة للقضية الفلسطينية، دون السماح بأى تجاوزات تهدد استقرار المنطقة، وستظل خطًا أحمر، ولن تقبل بفرض أى واقع جديد عليها، أو على القضية الفلسطينية.
وقال حسين أحمد، نائب رئيس «يلا سيسى»، إن احتشاد المصريين أمام معبر رفح، يأتى تأكيدًا لدعم الرئيس والدولة المصرية فى الموقف التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف «أحمد»: «هذا الاحتشاد رسالة تحذير شديدة اللهجة من قبل المصريين للعالم أجمع، والرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشكل خاص، مفادها أن مصر لن تسمح بالمساس بأمنها القومى، ولن ترضى بظلم الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة التى أقرتها لهم المواثيق الدولية، والتاريخ العربى الذى لطالما سجل معاناة وويلات الشعب الفلسطينى فى استرداد أرضه».
وواصل: «التصريحات القوية للرئيس السيسى، والتحركات الشعبية الحاشدة، ليست سوى جزء من معركة طويلة تخوضها مصر دفاعًا عن فلسطين، ولتعزيز مكانة القاهرة كطرف رئيسى فى أى جهود تسوية عادلة وشاملة».
وأكمل: «هذا الموقف يؤكد أن مصر ستظل صمام الأمان الذى يحول دون فرض أى حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين، أو تحاول تغيير هوية الصراع التاريخى»، مؤكدًا أن هناك حالة من الانزعاج الإسرائيلى تجاه الدور المصرى فى حماية الحقوق الفلسطينية، ومنع تصفية القضية عبر تهجير أهلها قسرًا.
وشدد نائب رئيس «يلا سيسى» على ضرورة وجود موقف عربى ودولى حازم لمنع إسرائيل من التمادى فى سياساتها العدوانية، التى تجاوزت كل الخطوط الحمراء، مضيفًا: «مصر التى لم تتخل يومًا عن مسئولياتها تجاه أشقائها الفلسطينيين، لن تسمح بتمرير هذه المخططات، ولن تقبل بأى شكل أن يكون أمنها القومى محل مساومة أو تهديد».
وواصل: «مَن يراهن على الضغط السياسى أو الإعلامى لتغيير الموقف المصرى، هو واهم تمامًا، لأن الإرادة المصرية تستند إلى عمق استراتيجى، وإجماع شعبى ووطنى على رفض التهجير، ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفق قرارات الشرعية الدولية».
0 تعليق