من معرض الكتاب.. الفنان التشكيلي محمد كمال يدعو لإحياء الفن والثقافة بالمدارس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تجربة جديدة يشهدها معرض القاهرة للكتاب 2025، في دورته الـ56، تمزج بين الأفكار النظرية، والتطبيق العملي لها علي الأرض، يشارك الفنان التشكيلي، محمد كمال، بورش فن تشكيلي للأطفال، ضمن مبادرة “بستان الإبداع” التي ينظمها قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. 

"الدستور" التقت الفنان محمد كمال، في حديث مستفيض عن جولة “بستان الإبداع” في معرض القاهرة للكتاب 2025.

 وعن المبادرة ومتي بدأت استهل "كمال" حديثه مشيرا إلي أن هذه إحدى جولات بستان الابداع الذى أسسه وأشرف عليه تحت مظلة قطاع الفنون التشكيلية، وأضاف كنت مدعوا مثل بقية المصممين إلى ندوة ضمن فعاليات معرض القاهرة للإبداع للحديث عن علاقة الفن التشكيلي بالمجتمع، وقمنا بمزج إحدى هذه الجولات بشكل تطبيقي يعقبها الندوة، حتى لا تكون الندوة فقط نقاش، تكون نظري وتطبيقى. 

نحن فى حاجة لمواطن مثقف

وتابع الفنان محمد كمال الأطفال المشاركين فى الورشة كانوا ضمن جولة كبيرة داخل المعرض، وأقمنا الورشة وهم نفس الأطفال ممن حضروا الندوة، واكتمال هذه الدائرة مهم فى إعداد المواطن، فليس كل هؤلاء الأطفال سيصبحون فنانين لكن جميعهم مواطنين، ونحن فى حاجة لمواطن مثقف، لأن كمية اللغط والكلام الفارغ كثيرة جدا لذا نريد إعادة المعرفة للطفل فى المدرسة كما فى السابق. فحتى العرض الذى أقيم سبق وأقمنا مثله العديد من المعارض والورش في المدارس.

وأوضح “كمال”: المشروع الخاص بعروض المدارس مقام للعام الثاني حاليا، ونحن ندخل فى هذا المشروع فى صلب الحالة التعليمية لنصدر لها ثقافة فالتعليم من دون ثقافة تكون عملية مهدرة لنصفها. وكل هذه الأعمال نتاج ورشة اليوم صممها الأطفال خلال زيارتهم لــ معرض القاهرة للكتاب 2025.

جانب من الورشة التي عقدت بمعرض الكتاب إشراف الفنان محمد كمال
جانب من الورشة التي عقدت بمعرض الكتاب إشراف الفنان محمد كمال


 إحياء الفن والثقافة في المدارس

وعن غياب ثقافة الفنون الجميلة في المدارس، تابع “كمال”: الذى يجعل العملية الإبداعية فى المدارس تختلف حاليا عن الزمن الماضى، هى أنه للأسف، الأنظمة التعليمية المتتالية فرطت فى هذا الأمر بإرادتها فككت المدرسة من الإبداع والثقافة، لذا فمحاولتنا هذه الآن لعلها تُحدث نوبة إفاقة لعودة الثقافة للمدارس مرة أخرى وهناك محاولة جادة من وزير التعليم الحالي لإعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى، لكن إرهاصاته مليئة بالأخطاء.

 من وجهة نظرى أن الأمر الذى سيعالج كل الأخطاء، أن يعتني وزير التربية والتعليم بالثقافة والإبداع داخل المدارس ومن دون هذا سنظل ندور فى حلقة مفرغة، أنا من جيل كان بالفصل الدراسي لدينا ما يسمي بالمكتبة الطائرة كان هذا قبل حرب 73، كان يعلق على حبل مشدود بعرض الفصل، قصص. وكان هناك حصة مخصصة للقراءة القصصية وهذا ما أتمني أن يعود مرة أخرى بشكل حتمي. مصر كبيرة جدا، وسوف نقلل هذا الاتساع عندما نحرم طفل من الثقافة والإبداع.

الهاتف فى يد الأطفال هو أخطر ما نعيشه من تغول وسائل التواصل الاجتماعي والثورة التكنولوجية


وعن اختلاف الظرف الراهن من تغول وسائل التواصل الاجتماعي والثورة التكنولوجية التي تشغل الجميعة مقارنة بحقب سابقة، أوضح “كمال”: بالنسبة لما نعيش فيه من تكنولوجيا حاليا يعتبر الهاتف فى يد الأطفال هو الأخطر، من الممكن أن يستفيد الطفل منه فى نواحيه الإيجابية ويمكن أيضا أن نتركه لطوفان السلبيات، فهى مثلها مثل ما حدث فى كل التكنولوجيات الجديدة عندما ظهرت، مثل الفيديو، كانت هناك أشرطة فيديو إباحية مثلا، مثلما كانت هناك أشرطة فيديو بها محتوي علمي رائع. 

249.jpeg

وعن دور المثقفين في نشر الوعي الإبداعي والفني في المجتمع تابع “كمال”: يعتبر دور المثقفين جميعا تجاه الطفل المصري مع الأسرة، أكثر تعاظما عما كان عليه من 50 سنة، لم نكن حينها نعرف سوى القنوات التلفزيونية الأولى والثانية ثم ظهرت القنوات الاقليمية وبعدها الفضائية حتى وصلنا إلى الهاتف الذكي الذى أوصلنا للعالم أجمع من خلال جهاز يسعه الجيب الداخلى  للطفل والكبير، ومن أجل هذا كلها علينا تأسيس"جهاز المناعة الثقافية والابداعية".

مصر كلها في خطر إن لم يطل مدارسها فيض من الثقافة والإبداع

 وعن تعميم تجربة “بستان الإبداع” في جميع مدارس مصر، لفت “كمال” إلي: بالنسبة لتعميم التجربة فى كافة مدارس الدولة. كان هناك تجربة فى اليابان اسمها تجربة “الأوز الطائر” بدأت من الصمولة والمسمار، والذى دعاني لتأسيس مشروع بستان الابداع هو الفنان وليد قنوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية ومعي في المشروع 2 أو 3 مدراء متاحف لذا حتى فريق العمل فيه عظيم، وكلنا إصرار وإرادة على اختراق ساحة التعليم، أقصد الاختراق بمعناه الإيجابي وذلك بسبب خلو ساحة التعليم من الثقافة والإبداع كليا. 

وفى السنة الأولى من هذا المشروع كانت فى المتاحف والمصانع والشوارع الحقول الميادين، أما السنة الثانية كانت كلها بداخل المدارس، فالمدرسة إن لم يطلها فيض من الثقافة والإبداع ستصبح الدولة كلها فى خطر، وهذه حقيقة مؤكدة، والدليل هو بعض الوقائع التى حدثت فى الأيام الماضية فى المدارس من وقائع  عنف، والسؤال بعد هذه الحوادث لماذا كل هذا العنف؟ لذا عندما يطل الإبداع والثقافة على طالب المدرسة نضمن أن ينتهي العنف والتطرف الدينى. 

الفنان محم كمال والشاعر مسعود شومان
الفنان محمد كمال والشاعر مسعود شومان

مشروعنا بكل تكاليفه لم يتعد 20 ألف جنيه خلال العامين


وإن كانت الحجة فى عدم فعل ذلك هو الإمكانيات المادية فالرد بسيط جدا، انظروا لهذه الورشة تكلفتها الإجمالية لا تتعدى الـ 50 جنيها، فالألوان نشتريها من محلات الحدايد والبويات، مادة أكريليك تحل بالماء، فالأمر كله هو إرادة وتفكير والثقافة التى لا تعد مكلفة على الإطلاق لكن من يقدم هذه الحجة فهو لا يريد وجود ثقافة ولا يريد العمل، فمثلا مشروعنا بكل تكاليفه لم يتعد 20 ألف جنيه خلال العامين.
 

وعن مدى تجاول الأطفال مع المبادرة أكد “كمال”: الطفل المصري بالتحديد، وهذا على مسؤوليتى، هو أعظم طفل فى العالم على مستوى الاستيعاب المعرفي ورد الفعل الإبداعي، فقط ضع البصمة الإبداعية والمتمثلة فى تاريخ المشرفين والقائمين على العمل خاصة عند إقامة الورش، التحضير جيدا.

 ففي الورش مثلا نقيم محاضرة مع الطفل طوال ساعة ونصف أو أكثر وهو ما يتحمله الطفل المصري جيدا، وتكون هذه المحاضرات فى الفن التشكيلي والموسيقى والتاريخ تاريخ مصر بتشعباته، تعريفهم الأعداء التاريخين لمصر والاستعماريين وتاريخهم رغم معرفتهم المسبقة بهؤلاء، لكن مصادر المعرفة هذه لا بد وأن تكون صادقة غير مزيفة، فبدلا من أن يستقى الطفل معرفته من المصادر الخاطئة المضللة لا بد وأن نقدمها له من الطريق الصائب.

الفان محمد كمال خلال الندوة
الفان محمد كمال خلال الندوة

 مثلا هناك سؤال أطرحه على الأطفال كل ورشة، ما هى مشاعركم تجاه فلسطين؟ وبما أن الفطرة نقية وسليمة فهم يعرفون العدو الصهيوني وأنه أحقر عدو فى العالم، ودورنا هنا التأكيد على ذلك بالمعلومة والصورة التى يراها أصلا من كل ما يحيط به من وسائل المعرفة، وهذا ما يجعل طفل العالم الحالي فى خطر وليس بالسهولة أبدا إذا أردنا تمرير أى معرفة إليه، فلا بد من التحضير لمخاطبة عقل طفل اليوم جيدا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق