لعل من اولى حسنات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهو يتقلد منصبه في دورته الرئاسية الثانية والاخيرة، قراراته الاجتماعية والاخلاقية، ورفضه زواج المثليين والاجهاض، وقوله في اميركا يوجد جنسان، ومنع الرجل من ارتداء البنطال الضيق.
ترامب الذي يقترب من الثمانين لم يعد مراهقاً، ولن يكون متهماً بالتحرش والاعتداء الجنسي، فالزمن تغير، وما كان مقبولاً في عمر الشباب بات مرفوضاً، بل عيباً في الشيخوخة.
اي قرار يتخذه رئيس اميركي، اكان ترامب او غيره من الرؤساء القادمين، سينعكس علينا مثلما انعكست علينا قرارات الرؤساء السابقين.
فالفساتين القصيرة او البنطال الضيق من الازياء الشاذة، ولا يليق الا بالعناصر الشاذة او من المعتوهين والمغرمين بتقليد الاخرين، والذين بلا عقل وخارج الذوق العام.
موضة الفساتين القصيرة والكعب العالي التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية، وكادت تهلك البشرية برمتها، هي استجابة لوضع عالمي استجد بعد الحرب.
الاخلاق لا تتغير من بيئة لبيئة، او من مجتمع لآخر، لكن ثمة امور اخرى، بخلاف العادات والتقاليد تؤثرة على العقل، وتالياً الذوق، ولا شك للدين، دور مهم، وللطبيعة والطقس الدور الاهم في تحديد او اختيار نوع من الملابس، الذي ينبغي ارتداؤه في المنزل، او في خارجه، او في دور العبادة (مساجد وكنائس وغيرها).
ان تحديد نوع الملابس هو مقياس لذوق الانسان، فليس من الذوق، مثلاً، دخول المساجد في سروال قصير، ولا من الذوق ارتداء النساء ملابس قصيرة، والاكتاف والصدر المكشوفين، او سراويل قصيرة، سواء في الاسواق وفي المناسبات الرسمية او الاجتماعية، فلا علاقة بالحرية الشخصية، لان حريتك في منزلك، وبين نفسك، وحتى هنا انت ملزم التقيد بالذوق العام، بين ابنائك وزوجتك او اخرين.
لا شك الدين تهذيب للنفس البشرية، فالله سبحانه وتعالى عندما ازل ابليس ادم وزوجه وكشفا عن سوأتهما لم يشأ ان يتركهما بهذا الوضع المزري، لكن جعلهما ان يغطيا سوءاتهما من ورق الجنة ستراً لعورتهما، وان تكون تلك اولى قواعد الاخلاق والذوق، وما ينبعث بعد ذلك من ستر للجسد، لانهما بشران وليسا حيوانين، وقد امرنا الله بستر العورة.
الخلاصة: مهما تقدم الانسان من العلم يبقى الذوق والجمال والشخصية الانسانية واحدة لا تتغير، وقيل في الامثال "اكل ما تشتهي والبس ما يشتهي الناس".
لعلنا ينبغي ان نشكر السيد دونالد ترامب على قرارته الاخلاقية، فتلك لا شك تنعكس على المجتمعات الاخرى وعلى دور الازياء، كي لا ينزلقوا الى العري او يكونوا خارج الذوق العام.
صحافي كويتي
0 تعليق