الضبع المرقط تم توثيق وجوده بشكل جيد خلال العصر الفرعوني كما يظهر في النقوش الأثرية، فمنذ آلاف السنين كانت مصر موطنا للضبع المرقط ، فهذا النوع من الضباع انقرض في مصر ولم يعد موجودا منذ أكثر من 5 آلاف عام.
ففي فبراير 2024، قتل ضبع مرقط اثنين من الماعز المملوكة للسكان المحليين على مدار يومين، داخل منطقة علبة المحمية، على بعد 30 كيلومترًا شمال الحدود السودانية
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن علماء مصريين رصدوا عودة الضبع المرقط إلى مصر لأول مرة منذ 5 آلاف عام، على بعد 480 كيلومترا شمال أقرب موطن معروف له في السودان .
أخبار تهمك
وأكد عبد الله ناجي، عالم الحيوان بجامعة الأزهر، عبر مجلة ماماليا العلمية، أن الظهور المفاجئ للحيوان في محمية علبة الطبيعية، والذي انتهى بمقتله على يد سكان محليين بعد افتراسه لرأسين من الماعز.
وأشار إلى إن هناك عوامل متعددة يعتقد أنها أدت إلى ظهور الضبع المرقط في مصر، منها الحرب الدائرة بالسودان والتي أدت إلى تدمير عدد من البيئات التي قد تؤوي أفرادا من هذا النوع من الضباع مما أدى إلى طرده من مناطق كان يسكنها.
كذلك فإن الحرب بالسودان تحدّ من الحركة الطبيعية للناس مما يؤمن مسارات مرور الحياة البرية، ومن الممكن أن تكون الحرب قد خلفت جثثا غير مدفونة أثارت شهية الضبع وحثته على الانتقال.
عودة الضبع المرقط
وغير الحرب، فإن التغيرات البيئية المرصودة بمناطق الممرات الإيكولوجية على سواحل مصر والسودان من الممكن أن تكون قد مهدت الممرات بجعلها مناطق أقل قحولة وأكثر غنى بالنباتات ومن ثم بباقي السلسلة الغذائية التي تحتاج إلى النبات للصمود والبقاء.
كذلك يفرض التغير المناخي على كثير من الحيوانات الهجرة شمالا، وهي ظاهرة موثقة في العلوم الإيكولوجية ووثقت من قبل في عام 2014 عندما تسلل نمر أفريقي إلى مصر.
وعن إمكانية تسلل أفراد أخرى من هذا النوع من الضباع أو حيوانات أخرى مختلفة في المستقبل إلى مصر، يقول ناجي إن هذا قد يحدث ولكن لا ينبغي أن يثير أي قلق؛ فهذه تفاعلات طبيعية للكائنات مع الطبيعة كما خلقها الله عز وجل بحثا عن الطعام والغذاء والبيئة المناسبة.
فالضبع المرقط يعد أحد أشهر الحيوانات المفترسة في إفريقيا، حيث يتميز بقوته، وذكائه، وقدرته على التكيف مع البيئات المختلفة. ورغم سمعته السيئة باعتباره حيوانًا انتهازيًا يعتمد على سرقة فرائس الحيوانات الأخرى، إلا أنه في الواقع صياد ماهر يمتلك تكتيكات فريدة أثناء الصيد.
وينتمي الضبع المرقط إلى فصيلة الضبعيات، وهو أكبر أنواع الضباع وأكثرها انتشارًا. يتميز بجسم قوي وأرجل أمامية أطول من الخلفية، مما يمنحه مظهرًا مائلًا للأمام. كما أن فراءه قصير ويمتلك بقعًا سوداء تمنحه مظهرًا مميزًا.
الطول: يتراوح بين 95 و165 سم.
الوزن: من 45 إلى 90 كجم، حيث تكون الإناث أكبر حجمًا من الذكور.
العمر الافتراضي: يصل إلى 25 عامًا في الأسر، وأقل في البرية.
اللون: بني مائل إلى الرمادي مع بقع داكنة.
تعيش الضباع المرقطة في مجموعات تُعرف بـالعشائر، وقد يصل عدد أفراد العشيرة إلى 80 فردًا. تمتلك هذه العشائر نظامًا اجتماعيًا متراتبًا تقوده الإناث، حيث تسيطر الأنثى القائدة على باقي الأفراد، بما في ذلك الذكور.
يعتمد الضبع المرقط على أسلوب الصيد الجماعي، ويشتهر بقدرته على استغلال الفرص والانقضاض على الفرائس الجريحة أو الضعيفة. كما أنه يستطيع الجري لمسافات طويلة بسرعة تصل إلى 60 كم/ساعة.
النظام الغذائي
يعتبر الضبع المرقط حيوانًا قارتًا، أي أنه يتغذى على اللحوم بشكل أساسي لكنه قد يستهلك أحيانًا الفواكه والجيف. يتميز بفكوك قوية قادرة على سحق العظام، مما يتيح له الاستفادة من الكالسيوم والمواد المغذية الموجودة داخل العظام. كما أن جهازه الهضمي قادر على تكسير وهضم العظام والجلد والأوتار بكفاءة عالية.
تتمتع أنثى الضبع المرقط بسيطرة كاملة على عملية التزاوج والإنجاب، حيث تلد عادةً 2-3 جراء بعد فترة حمل تستمر حوالي 110 أيام. تولد الجراء بعيون مفتوحة وأسنان نامية، وتتنافس فيما بينها على الغذاء منذ الولادة. تبقى الجراء في الجحور لمدة قد تصل إلى عامين قبل أن تصبح مستقلة.
التفاعل مع البشر
لطالما ارتبط الضبع المرقط بالخرافات والمعتقدات الشعبية، حيث يُنظر إليه في بعض الثقافات على أنه رمز للخيانة والجبن، بينما يُقدس في ثقافات أخرى.
لكن الدراسات الحديثة أثبتت أنه حيوان ذكي يلعب دورًا مهمًا في التوازن البيئي من خلال التخلص من الجيف.
يعتبر الضبع المرقط منظفًا طبيعيًا للبيئة، حيث يساهم في منع انتشار الأمراض من خلال استهلاك الجيف الميته.
كما أنه يتنافس مع الأسود والنمور على الفرائس، مما يساعد في تحقيق التوازن بين أعداد الحيوانات المفترسة والفرائس.
0 تعليق