العرب والتحديات المقبلة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أحدث العدوان الإسرائيلي على غزة صدمة كبيرة في الوجدان، على امتداد المنطقة العربية، ذلك أنه فاق بكثير أحداث ونتائج هجوم "حماس"، في السابع من أكتوبر2023، في النطاق والكم والكيف، رغم النداءات والمواقف المناهظة لذلك العدوان الذي دمر الحجر والبشر على نحو لا مثيل له.

لا شك أن نتائج ذلك، والتغيير المرتقب في سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، والتصور المطروح لشرق أوسط جديد، سوف تشكل تحديات كبيرة ليس أمام الشعب الفلسطيني فقط، إنما أيضا أمام الدول العربية والنظام الإقليمي العربي الذي يعاني أصلا من ضعف، يجدر العمل على مواجهته بهدف تعزيز الأمن الإقليمي العربي، وحماية المصالح والقضايا العربية، ومنها القضية الفلسطينية.

في ظل ذلك، وفي ظل ما يمكن أن يجلبه شرق أوسط جديد من مخاطر وتحديات، ليس أمام العرب إلا التعاون، والتكامل، والعمل المشترك، لكن بصيغ وترتيبات وأساليب مختلفة عن السابق، وعلى نحو يؤدي إلى تضامن عربي فعال، ولا شك أن هذا التضامن هو مطلب شعبي عربي ولا بديل عنه.

لقد بينت المرحلة السابقة أن إقحام غير العرب في القضايا العربية له نتائج خطيرة، حين غلبت المصالح الخارجية على المصالح والقضايا العربية، وكانت النتائج ما نراه اليوم بعد وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو وقف قد يكون موقتا ربما تواصله إسرائيل في سبيل تحقيق أهدافها، وتقويض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

إن النماذج الناجحة للتعاون والتكامل الإقليمي عديدة، وفي مختلف أقاليم العالم، ومنها "مجلس التعاون" الخليجي الذي يعتبر مثالا فريدا في التعاون والتكامل شبه الإقليمي، من حيث التنظيم والتماسك، والالتزام والإنجاز، وهو نموذج جدير بالتمعن والدراسة، في محاولة الوصول إلى صيغة جديدة للتعاون والعمل العربي المشترك.

إن العودة إلى العمق الستراتيجي العربي هو مصدر قوة، وتشييد نظام عربي إقليمي جديد سيكون حصانة للقضايا ومصالح الدول العربية، وهو بالتأكيد لا يتعارض مع المصالح الوطنية لكل دولة، كما لا يحد من مرونة علاقاتها الدولية.

إن الاستعداد لمواجهة التحديات القائمة والمقبلة لا يحتمل التأخير، ويتطلب في هذه المرحلة حوارا عربيا - عربيا جادا وفعالا للوصول لصيغة جديدة للتضامن العربي، وأساليب فعالة للعمل العربي المشترك، والله ولي التوفيق.

محام وكاتب كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق