الأنسولين المصرى حلم يتحقق

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

10 ملايين مواطن بينهم 55 ألف طفل مصابون بالسكر:

المنتج المحلى ينافس المستورد.. بسعر أرخص 50% 

الدولار ونقص الدواء أزمات واجهت المرضى.. والإنتاج المحلى هو الحل 

خبراء: الأنسولين المصرى بنفس جودة الأجنبى.. والتصدير للخارج وتوافره المستمر أهم المميزات

 

أعلنت وزارة الصحة مؤخراً عن إطلاق أول دفعة من الأنسولين المحلى «جلارجين» ممتد المفعول، بالتعاون بين شركة «إيفا فارما» المصرية وشركة «إيلى ليلى» العالمية، فى إطار التحول نحو توطين صناعة الأنسولين فى مصر خاصة أن نحو 15% من المصريين مصابون بمرض السكرى وهو أحد الأمراض المزمنة الشائعة بين الأطفال والكبار على السواء، ويصل عدد الأطفال المصابين بالمرض إلى 55 ألف طفل يعانون النوع الأول منه، ما يجعل توافر عقار الأنسولين أمراً حتمياً وضرورياً، ليكون متاحاً طوال الوقت وبسعر فى متناول أيدى المواطنين، مع تأكيد الأطباء على أن مرضى السكرى بأنواعه المختلفة بحاجة إلى رعاية طبية وعلاج دوائى خوفاً من مضاعفاته بسبب عدم توافر الأنسولين بشكل دورى، كما أن العدد المتزايد من المصابين يؤدى إلى زيادة الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، ومن ثم يصبح توطين صناعة الأنسولين فى مصر ضرورة حتمية لحل الأزمة التى يعانى منها أكثر من 10 ملايين مصاب بمرض السكرى وفقاً للاتحاد الدولى للسكرى.\

881.jpg

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، إن الوزير أشار إلى أن إنتاج الأدوية محلياً بجودة عالمية مكن مصر من تصديرها إلى عشرات الدول، ما عزز ريادتها فى تصنيع الأدوية المنقذة للحياة، كما أثنى الوزير على جهود الشركات الوطنية العاملة فى هذا المجال، مؤكداً أن توطين صناعة الدواء يمثل قضية أمن قومى، حيث يتم إنتاج 90% من احتياجات الأدوية محلياً، فيما يتم استيراد 10% فقط. 

وتابع عبدالغفار أن الوزير ذكر أن 15.5% من المصريين مصابون بالسكرى، وهو ما يتوافق مع المعدلات العالمية، لافتاً إلى أنه تم تأسيس 175 مركزاً متخصصاً لعلاج السكر بجانب المعهد القومى للسكر، موضحاً أن تزايد أعداد المصابين فى أفريقيا، الذين تصل أعدادهم حالياً إلى 24 مليون حالة، ومرشحة للارتفاع إلى 55 مليوناً بحلول 2045، يعكس الحاجة الملحة لتوفير الأدوية بأسعار مناسبة. 

884.jpg
الدكتور على عوف

وفى هذا الصدد أكد الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أنه منذ عام 2014 وهناك اتجاه لتوطين الصناعات الاستراتيجية التى يتم استيرادها من الخارج ومنها صناعة الأنسولين لإحداث توازن بين المنتج المحلى والمستورد، وبالتالى كانت الخطة أن يتم إنتاج الأنسولين محلياً فى مصنع المهن الطبية التابع للدولة، على أن يتم إنتاج النوعين: قصير وطويل المفعول، وتتم تغطية الاستهلاك لنحو 90% من المستشفيات عبر الشراء الموحد، بعد أن كانت تغطية استهلاك الأنسولين تتم من خلال المستورد بنسبة 98% قبل 7 سنوات. 

وأضاف رئيس شعبة الأدوية، أنه منذ 3 سنوات بدأت نفس الشركة إنتاج خراطيش الأنسولين وهذه خطوة كبيرة فى تلك الصناعة، ومؤخراً تم الإعلان عن توطين صناعة الأنسولين التكنولوجى الحديث، أى أحدث تصنيع له داخل مصر، ولا يوجد فارق بين الأنسولين المصرى والمستورد، ولكن ما يحدث أن المريض بعد فترة من استخدام نوع معين، يكون الجسم مناعة من الأنسولين، وبالتالى فى حالة تغييره لابد من التواصل مع الطبيب لتحديد الجرعات والكميات التى يحصل عليها المريض، ولذلك أيضاً يحرص الأطباء على تغيير نوع الأنسولين من وقت لآخر، ومن الممكن فى تلك الفترة أن يشعر المريض ببعض التعب والإرهاق ولكن بعد فترة يشعر المريض بتحسن. 

وأضاف عوف أن جودة تصنيع الأنسولين المصرى الجديد لا تختلف عن المستورد، حيث تم إصدار أحدث منتج للأنسولين فى مصر بشراكة مع أحدى الشركات الأمريكية، وهو ما يسهم فى تغطية الجانب المحلى مع وجود فائض للتصدير، لتصبح مصر بوابة افريقيا لتصدير الأنسولين، وهى نقلة صناعية كبيرة وأيضاً سعره سيصبح نصف سعر المستورد تقريباً. 

وأشار رئيس شعبة الأدوية فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن الأنسولين يتمتع بسمعة جيدة ويتم صرف 10 ملايين عبوة سنوياً للمستشفيات عبر الشراء الموحد، وبعد فترة من الاستخدام أصبح المنتج المحلى يتمتع بسمعة جيدة وعليه طلب كبير، وهو ما يؤكد أن فاعليته جيدة جداً. 

سمعة الدواء المصرى 

وأكد محمود فؤاد الرئيس التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء، أن هناك نقطة إيجابية أخرى وهى سمعة الدواء المصرى فى المنطقة خاصة فى حالة دخولنا مجال التصدير للدول المحيطة، مما يسهم فى توفير العملة الأجنبية، بالإضافة لتوفير فرص عمل خاصة أن الأيدى العاملة متوافرة فى مصر بشكل كبير خاصة فى مجال الأدوية، وجاءت تقديرات البنك الدولى لعام 2022 بإجمالى استثمارات 210 مليارات جنيه وهو سوق ضخم للعمل به، وبالتالى عندما تستثمر هذه المليارات فى أفاق صناعة مثل الأنسولين فسيكون لها مردود كبير، خاصة أن نحو 12 مليون مصرى مصابون بالسكرى على اختلاف درجاته، و22% منهم من النوع الثانى. 

وأوضح رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء أننا نستورد نحو 65% من الأنسولين، ونغطى النسبة الباقية من شركة تابعة للمهن الطبية وأحد شركات قطاع الأعمال، ومع الشراكة لشركتين أو ثلاثة تابعة للقطاع الخاص سنصل إلى نسب جيدة جداً فى تلبية احتياجات السوق، كما سيصبح الأنسولين متاحاً للجميع، وستنتهى الأوقات التى كان المرضى يعانون فيها من نقص الأنسولين حتى عبر العلاج على نفقة الدولة وفى التأمين الصحى، كما أن الإنتاج المحلى سيسهم فى خفض تكاليف علاج المرضى، وكل هذا يجعل توطين صناعة الأنسولين خطوة عملاقة فى مجال تصنيع الأدوية وتساعد بشكل كبير فى تطوير ذلك المجال وفتح سبل جديدة فى تطوير الصناعات الدوائية فى مصر. 

وأشار رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء إلى أن الأنسولين المصرى والأجنبى لهما نفس التأثير، وطالما تم اعتماده طبياً يصبح فى نفس الجودة ولا يوجد اختلاف بينهما بالنسبة للمريض، ولكن هناك ميزة للأنسولين المصرى ستكون فى السعر الذى سيصبح نصف سعر المستورد تقريباً، وهى ميزة تنافسية جيدة للأنسولين المصرى، ولكن أحياناً تكون هناك حرب شائعات من الشركات الأجنبية لتشكيك المواطنين فى المنتج المصرى خاصة أنه متواجد منذ فترة، فعند شراء عبوة الأنسولين المصرى يخسر الأجنبى عبوة من نسبة مبيعاته خاصة أنه يستخدم لعلاج أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعا ولا بديل عنه بالنسبة للمرضى، ولكن فى الفترة المقبلة بعد خطوة توطين الصناعة سنشهد تطوير وزيادة انتاج الانسولين المصرى. 

885.jpg

إنجاز عظيم

وأكدت الدكتورة أيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن توطين صناعة الأنسولين فى مصر يمثل إنجازاً عظيماً فى ظل الحاجة الضرورية لنقل هذه الصناعة إلى داخل البلاد، بالتزامن مع وجود نحو 15 مليون مريض فى مصر يحتاجون إلى الأنسولين بشكل دورى ومنتظم، ما يجعل هذه الخطوة ضرورية لتحسين النظام الصحى وتقليل التكاليف المرتبطة بالاستيراد، وهذه الخطوة ستسهم بشكل كبير فى تحسين جودة الرعاية الصحية، وتوفير العلاج لملايين المرضى بأسعار معقولة، ما يعزز جودة النظام الصحى. 

886.jpg
الدكتورة أيرين سعيد

وأوضحت «سعيد» أن مصر كانت تعتمد بشكل كامل على استيراد الأنسولين، مع اقتصار الدور المحلى على تعبئته، وتأتى خطوة توطين صناعة الأنسولين كاستراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المستورد، الذى كان يمثل عبئاً كبيراً على الموازنة، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية التى تشمل التضخم وصعوبة تأمين العملة الصعبة. 

وأشارت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أن الشركة التى تقوم بتعبئة وتصنيع الأنسولين فى مصر المحلى بالتعاون مع شركات عالمية توفر المادة الفعالة تحت إشراف هيئة الدواء المصرية، قد بدأت بالفعل فى إنتاج الأنسولين، وتلك الشراكة تضمن أن الأنسولين المصرى سيكون مطابقاً للمعايير العالمية، ما يعزز الثقة فى جودة المنتج المحلى ويعطيه القدرة على منافسة الأنسولين المستورد. 

وأضافت عضو لجنة الصحة، أن مشروع توطين صناعة الأنسولين لا يقتصر على تلبية احتياجات السوق المحلى فقط، بل يمتد إلى التوسع فى تصديره إلى الأسواق الدولية، بما فى ذلك قارة إفريقيا، مما يسهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى وتصبح مصر أكبر مصدر له داخل القارة، وأشارت إلى أن خطط التوسع تشمل أيضاً تصنيع أقلام حقن الأنسولين، والمساعدة فى ضمان توفير الأدوية اللازمة للمستشفيات الحكومية والتعامل مع أى اضطرابات فى الأسعار نتيجة الأزمات الاقتصادية أو تقلبات السوق العالمية، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الأدوية الحيوية لعلاج الأمراض المزمنة، والمساهمة فى توفر عقار الأنسولين بشكل مستمر ومتاح وبأسعار جيدة لجميع الفئات، خاصة أنه عقار لا يتم الاستغناء عنه. 

واختتمت سعيد حديثها قائلة: أن توطين صناعة الأنسولين، خطوة ضرورية لاسيما فى حالة النقص الشديد الذى عانى منها المواطنون خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن توطين الصناعات الدوائية كان مطلبا شعبياً وبرلمانياً تمت المناداة به كثيراً، لما له من تأثير مباشر على جودة الخدمة الصحية للمواطنين، مشيرة إلى أن صناعة الدواء لها أهمية كبيرة وعدة مميزات ومنها أن 95% من مدخلات الأدوية تأتى من الخارج وبالتالى تشكل ضغطاً كبيراً على العملة الصعبة، وتصنيعها فى مصر يوفر النقد الأجنبى، ويؤمن تواجد الدواء لمرضى الأمراض المزمنة وعلى رأسها مرض السكرى، خاصة أن الشركات المصرية فى مجال الدواء تقوم بتأمين نسبة 85% من احتياجات الدواء للمواطنين، وبالنسبة للأدوية الاستراتيجية الكبرى لمرض السكرى وعقار الأنسولين فالحكومة لديها أكثر من مشروع لتصنيعه داخل مصر لتقليل فاتورة الاستيراد، والقضاء على المشكلات التى ظهرت من قبل بسبب عدم توافر العملة الصعبة لاستيراد مدخلات الإنتاج من الخارج. 

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولى للسكرى، إلى ارتفاع ملحوظ بأعداد المصابين بهذا المرض، لا سيما فى السنوات الخمس الأخيرة، مع توقعات مخيفة بزيادة مضاعفة لهذه الأرقام، وتضم المنظمة أكثر من 230 جمعية وطنية لمرض السكرى فى أكثر من 160 دولة وإقليم، وهناك أكثر من نصف مليار شخص مصابين بهذا المرض حول العالم، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه يتواجد بها أعلى معدل انتشار إقليمى بنسبة 16.2٪، كما تضم ثانى أعلى زيادة متوقعة فى عدد المصابين بنسبة (86٪)، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم 136 مليوناً بحلول عام 2045، وجاءت مصر بين الدول العربية الأعلى بعدد المصابين بمرض السكرى والذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و79 عاماً ويصل عددهم إلى إلى 10. 9 مليون شخص خلال عام 2021، وعربياً تلتها السعودية فى المرتبة الثانية بنسبة بلغت٪18.7 بإجمالى 4.3 مليون شخص، ثم السودان بنسبة٪18.9 ومجموع 3.5 مليون شخص. 

 

إنفوجراف:

73 مليون شخص مصاب بمرض السكرى فى الشرق الأوسط طبقاً للاتحاد الدولى للسكرى لعام 2021

27 مليون شخص مصاب بالسكرى فى الشرق الأوسط لم يتم تشخيصهم طبقاً للاتحاد الدولى للسكرى لعام 2021

11 مليون شخص مصاب فى مصر بمرض السكرى طبقاً للاتحاد الدولى

3 مليارات جنيه يتم إنفاقها سنوياً على مرض السكرى طبقاً لوزارة الصحة لعام 2024

17 مليون جرعة أنسولين يتم استهلاكها سنوياً فى مصر 

55 ألف طفل مصاب بمرض السكرى من النوع الأول

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق