التأليف يواجه عقبات... وبيروت تشكو إسرائيل إلى مجلس الأمن
بيروت، عواصم - وكالات: فيما يواصل رئيس الحكومة اللبناني المكلف نواف سلام جهوده لتذليل العقبات والعراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة، وبينما كانت الأنباء في الساعات الماضية تشير إلى قرب تشكيلها، تبددت الأجواء الإيجابية في ظل استمرار وجود عقبات حزبية تعترض المسار، حيث كشفت معلومات أن الرئيس المكلف لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق، إلا مع الثنائي الشيعي، حول أسماء وزراء "حزب الله" وحركة أمل، باستثناء الاسم الخامس الذي سيتم تعيينه لاحقا بالتوافق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية جوزاف عون، بينما أبدى حزب "القوات اللبنانية" تحفظات تتعلق بجوهر الحكومة وبيانها الوزاري.
وكشفت مصادر من حزب القوات أن الحزب قد لا يمنح ثقته للحكومة إذا استمر مسار التشاور دون مراعاة المعايير المتفق عليها، وفيما تتواصل المفاوضات مع "القوات"، لا تزال مسألة تمثيل الحزب المسيحي الآخر "التيار الوطني الحر" تشكل عقدة أساسية، بينما كان مقررا أن يحسم جبران باسيل موقف تياره من المشاركة في الحكومة في مؤتمر صحفي أمس.
وكان سلام أكد ليل أول من أمس، أن عملية تشكيل الحكومة تسير إيجاباً وفق النهج الإصلاحي الإنقاذي الذي تعهد به، بالتفاهم مع الرئيس عون، وطبقاً للمعايير التي سبق أن أعلنها، نافيا بشدة فرض أسماء وزارية عليه، مؤكداً أنه من يختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، بهدف تشكيل حكومة تنسجم مع رؤيته، كما نفى وجود خلافات بينه وبين القوى والأحزاب، مشيرا إلى استمرار التواصل الإيجابي مع جميع الأطراف.
من جانبه، دعا الرئيس اللبناني جوزف عون إلى التقدم خطوة الى الأمام لإظهار الجهوزية للقيام بالإصلاحات المطلوبة وبناء الدولة، قائلا "لدينا فرص كثيرة، كما لدينا أمل كبير جداً، ونأمل ألا يدخلنا السياسيون في زواريبهم السياسية والمذهبية ولا في مصالحهم الشخصية"، مضيفاً "سنكمل مسيرتنا حسب قناعتنا، ورسالتنا أن يعيش كل لبناني بكرامته، بحيث يبقى الشباب في أرضهم، ومن بينهم أبنائي وأحفادي الذين لا أريد أن أراهم يسافرون. هذه مهمتنا أن نعمل كل ما في وسعنا لكي يبقوا هنا".
في غضون ذلك، أعلن لبنان تقديمه شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي ردا على خرقه القرار رقم 1701 وإعلان إيقاف الأعمال العدائية، وتجاهله التام لالتزاماته ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار، وقالت الخارجية اللبنانية إن الشكوى التي قدمتها بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، فندت انتهاكات الاحتلال المستمرة لإعلان إيقاف الأعمال العدائية منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، ومواصلة اعتداءاته البرية والجوية وتدميره المنازل والأحياء السكنية، مضيفة أن الشكوى رفضت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات جسيمة تمثلت في عمليات خطف لمواطنين لبنانيين والاعتداء على مدنيين عائدين إلى قراهم الحدودية، ما أدى الى مقتل نحو 24 مدنيا وإصابة نحو 124، ودعا لبنان مجلس الأمن لا سيما الدول الراعية لترتيبات إيقاف الأعمال العدائية الى موقف حازم.
0 تعليق