جنون البلطجة!

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أوراق مسافرة

الثلاثاء 04/فبراير/2025 - 07:58 م 2/4/2025 7:58:52 PM

فى الملمات الكبرى التى مرت بها مصر أو لا تزال تواجهها بعد، تطل علينا رؤوس بأفواه وأقلام ما أنزل الله بها من سلطان لتنشر الذعر وتحاول زعزعة الثوابت فى الوطن، بالطبع لا يفعلون هذا عن جهل، بل عن علم وخطط خطيرة ليس للصيد فى الماء العكر فقط، بل لتحقيق مصالح وأهداف أهمها تفكيك إرادة هذا الوطن وجعله نهباً للشكوك والشائعات ونشر أفكار التخوين السامة، ومنذ أن أطلق ترامب تصريحاته حول تهجير أهل غزة لمصر والأردن فى بلطجة عالمية بلغت حد الجنون، إلا وانطلقت الأفواه والأقلام لتنفث سمومها، وزعم أن ما قاله ترامب لا يشكل مفاجأة للقادة العرب، بل سبق هذا التصريح ترتيبات واتفاقات سياسية، ومنهم من روج أن عملية التهجير تتم فعليا على قدم وساق بصورة سرية على عدة محاور منها نقل جرحى ومرضى لمصر، ومن ثم عدم عودتهم لفلسطين بعد الشفاء، بجانب قيام شركة تابعة لشخص معروف فى سيناء بتهريب الفلسطينيين إلى سيناء مقابل مبلغ من عشرة إلى عشرين ألف دولار، وأن هؤلاء يتم تسريبهم إلى مدن الدلتا ولمحافظات أخرى داخل مصر حتى لا يكشف تركزهم فى سيناء حقيقة ما يحدث. 
ومنهم من زعم ما هو أكثر من ذلك أن مصر ليس لديها مانع فى استقبال نسبة محددة من أهل غزة، ليكون شأنهم شأن اللاجئين السوريين والعراقيين والسودانيين الذى استوطنوا فى مصر، واشتروا بيوتاً وعقارات وأقاموا مشاريع وشركات، وأصبحوا يتحكمون فى عمل وأرزاق فئات من المصريين خاصة فى المدن الجديدة، وتسببوا فى رفع أسعار الخدمات وأسعار العقارات...الخ من هذا الرصد، حيث يوجد فى مصر أكثر من تسعه ملايين من غير المصريين بينهم نسبة لا تصل إلى ١٠%يطلق عليهم لاجئين والباقى قدموا لمصر وأقاموا دون هذا المسمى، وذلك وفقاً لإحصائيات مجلس الوزراء نهاية العام الماضى، رغم أن المؤشرات المجتمعية تشير إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير وقد يتجاوز عشرة ملايين، ويزعم هؤلاء أصحاب الأفواه والأقلام المروجة للأكاذيب أن مصر ترى لا ضير فى أن يزداد هذا العدد مليون أخرى أو أكثر، فأرض مصر واسعة، وشعب مصر كريم مضياف حتى لو كان "يسف التراب"، وسيكون الأمر بمثابة مهاجرين يستقبلهم الأنصار لإيوائهم وتضميد مأساتهم، وهنا أقول وبكل حسم لكل هؤلاء اخرسوا، كفى هرتلة وترويجاً للأكاذيب، موقف مصر واضح وضوح الشمس من القضية الفلسطينية منذ اشتجارها على يد البلطجى بلفور الذى لم يكن يهودياً ولا صهيونياً، بل كان يكره اليهود ويرغب فى تخليص كاهل أوروبا من فسادهم وأعبائهم، وما تبع وعد بلفور من وعود صامتة أطلق عليها "العقد الصامت بين الحضارة الغربية والحركة الصهيونية"، كوعد روسيا التى تخلصت من جميع اليهود الفقراء والمُعدمين وطردتهم إلى أراضى فلسطين، والوعد الألمانى الذى حصل عليه هرتزل من القيصر "غليوم الثاني" لتوطين اليهود فى فلسطين بالإتفاق مع السلطان العثمانى، ولكن الوعد لم يتم بسبب رفض السلطان، فلم يكن بلفور الوحيد الذى وعد بأرض لليهود على أرض فلسطين، لذا معلوم أن اليهود الذين على أرض فلسطين هم مطاريد من أوروبا وأمريكا وبلدان أخرى، لا يجمعهم سوى حلم دولة آمنة لهم لا يطردهم منها أحد، يروج لهم كبار الملاعين من بلطجية الساسة المتوشحين باليهودية أنها أرض الميعاد، لكن أغلب اليهود على الأراضى المحتلة لا يهتمون كثيرا بقصة أرض الميعاد، بل كل ما يهمهم أن يكون لهم أرض لا يطردهم منها أحد، ولا يتعامل معهم أحد فوقها كفئات منبوذة غير مرغوب بها، لكنهم لا ينسون ابدا أنها ليست أرضهم، وأنهم محتلون بدفع ودعم من دول لا تريدهم فوق أراضيها، لذا يتشبث هؤلاء اليهود المطاريد بالأراضى المحتلة، واستمرار المقاومة الفلسطينية ترهبهم، تفقدهم حلمهم فى الأمان والإستقرار على أرض الغير، وكلما سقط أحدهم على يد بطل مقاومة فلسطينية إزداد رعبهم، ولعنوا سرا وعلانية كل من جاء بهم إلى فلسطين، وودوا لو عادوا من حيث أتوا. 
لذا ما يجب أن نركز عليه ساسة وإعلام هو مواجهة جنون البلطجة الأمريكية بحملات عالمية قوية منظمة للمطالبة باستعادة أوروبا وكل دول العالم لمن طردتهم من اليهود، فالهجوم غير وسيلة للدفاع، نطالب أن يعود إلى بيوتهم وترد لهم ممتلكاتهم، نركز حملاتنا الدولية على أن فلسطين لن تكون أبدا وطنهم الآمن الذى يعيشون فيه بسلام، نركز على الإحصائيات من قتلاهم على أيدى رجال المقاومة، نركز على أعداد جرحاهم ومن انتحروا من جنودهم تحت الضغوط النفسية للخوف من محاربة الفلسطينيين ومن رجال المقاومة، نركز على مَن أعلنوا رغبتهم الكاملة فى مغادرة أراضى فلسطين والعودة إلى الدول التى نزحوا منها، أعتقد أن هذا ما يجب أن تكون عليه حملاتنا الإعلامية بكل اللغات ونداءاتنا السياسية فى كل المحافل العالمية وبصورة رسمية رفيعة المستوى، هذا فقط ما يمكن أن يخلخل الأرض تحت أقدام ساسة إسرائيل ويثير الخوف لدى أمريكا وأوروبا، وبدلا من حشد الحناجر للدفاع، نمارس سياسة الهجوم على إسرائيل ونطالب اليهود بسرعة النجاة بأنفسهم وطرق أبواب العودة لبلدانهم، لأن فلسطينين لن تكون يوما ما وطنا آمنا خالصا لهم، نركز على إحصائيات خسائرهم المادية منذ ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، وفى نفس الوقت " وهى أمنيات أكثر منها واقع" أن تبادر جميع الدول العربية والإسلامية بإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وعمل خيام سريعة إنسانية مؤقتة لهم فوق أراضيهم بسرعة لحين إعادة إعمار غزة وإعادتهم لبيوتهم بها فلا تتمدد حجة عدم وجود ملاجئ لهم ومأوى فيطرح ترحيلهم خارج أراضيهم نفسه بقوة تحت زعم الرحمة بهم وأنه ترحيل مؤقت لحين الإنتهاء من الإعمار، هذه هى الطرق العملية التى يجب أن نواجه بها مخطط نسف القضية الفلسطينية وتهجير أهلها إلى أراضى الغير ليستحوذ مطاريد اليهود من أوروبا وأمريكا على غزة وطل فلسطين. 

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق