الإلحاد والتشدد الديني والنزاع الأسري.. ركن الفتوى بجناح الأزهر سبيل النجاة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت الواعظة وأمينة الفتوى وفاء عز الدين أحمد، أن جناح الأزهر في معرض الكتاب يضم سنويًا "ركن الفتوى"، والذي يقدم خدمة مجانية للجمهور للإجابة عن الأسئلة الدينية المتنوعة التي قد تحيرهم، بالإضافة إلى مهمة الوعظ والإرشاد لرفع الوعي الديني للمسلمين.

ركن الفتوى بجناج الأزهر.. دليل للحائرين

وأوضحت وفاء أن الركن يضم مجموعة من الوعاظ والواعظات المؤهلين للإفتاء، مشيرة إلى أن وجود الواعظات للسنة الثالثة على التوالي إلى ركن الفتوى قد لاقى نجاح كبير، لأنه دور أساسي يُتيح فرصة أكبر للسيدات اللواتي يشعرن بالخجل أو الحرج عند طرح أسئلتهن.

وأضافت أن الركن من واعظين وواعظات يستقبل الكثير من الاستفسارات لدى الرجال واغلبها تتعلق بالمعاملات المالية والبنوك والأحوال الشخصية والميراث.

دور ركن الفتوى في مواجهة الإلحاد والنزاع الأسري

كما أكدت أن الركن يستقبل يوميًا عددًا كبيرًا من الزوار، ومن بينهم أشخاص يواجهون مشكلات أسرية معقدة، فيتم توجيههم إلى لجنة "لمّ الشمل" بالمشيخة، بينما يُحال الشباب الذين يعانون من الشكوك الفكرية أو التساؤلات حول الإلحاد إلى وحدة "بيان" المختصة بمواجهة هذه القضايا.

وأضافت وفاء: "نجد أحيانًا أسئلة ناتجة عن فهم خاطئ للدين، لذا لا يقتصر دورنا على الإجابة فقط، بل يشمل التوجيه والوعظ والإرشاد، لأننا في الأساس وعاظ وواعظات إلى جانب دورنا في الفتوى".

وأشارت إلى أن هناك بعض الأسئلة الشائعة التي تتكرر باستمرار، ولذلك يتم معالجتها من خلال نشر إجابات موسعة عنها في الكتب أو المقالات لضمان وصول الفائدة إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

إقبال الرواد على ركن الفتوى يوميًا

وعن عدد المستفتين يوميًا، أوضحت وفاء أن الإقبال يختلف من يوم لآخر، فمثلًا يوم الجمعة الماضي تجاوز عدد الأسئلة في كل مكتب 360 سؤالًا، بينما في أيام أخرى قد يصل العدد إلى 250 سؤالًا.

 

دور الواعظين والواعظات مع أصحاب التشدد الديني 

وحول التعامل مع أصحاب التوجهات المختلفة، أكدت وفاء أنها لم تواجه سوى حالات قليلة جدًا تعاني من صعوبة في تقبل الرأي الآخر، حيث يكون الشخص متشبثًا بوجهة نظره بناءً على أدلة معينة يعتقد أنها الصحيحة الوحيدة. 

ومع ذلك، يتم التعامل مع هذه الحالات بالحوار والإقناع وسرد الأدلة المختلفة، موضحة أن الأغلبية العظمى من المستفتين لديهم وعي ديني، حتى لو لم يكونوا من خلفية تعليمية أزهرية، لكنهم يتقبلون النقاش في إطار الفكر الوسطي المعتدل.

 

وأشارت وفاء إلى أن من بين القضايا التي طُرحت للنقاش كانت مسألة فرضية النقاب، حيث جاء بعض الأشخاص مقتنعين تمامًا بأن النقاب فرض، مستندين إلى آيات قرآنية يفسرونها على هذا الأساس. 

ومع ذلك، عند توضيح التفسيرات الصحيحة، كان هناك من يتقبل الرأي الآخر ويريد معرفة الأدلة الشرعية الصحيحة.

وأكدت وفاء في ختام حديثها أن ركن الفتوى في جناح الأزهر لا يقتصر فقط على تقديم الإجابات، بل يسعى أيضًا لنشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز الحوار البناء الذي يساعد الناس على الفهم الصحيح للدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق