علّق عدد من الخبراء الفلسطينيين على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة.
قال د.أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مَن تابع تصريحات الولايات المتحدة قبل وبعد لقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وترامب يرى أن هناك مخططًا واضحًا ضد غزة وفلسطين بشكل عام.
وأضاف الرقب لـ"الدستور" أنه قبل لقاء رئيس وزراء الاحتلال ودونالد ترامب كان هناك تصريحات خرجت من مساعدين نتنياهو بأن خطة الهدنة غير مكتملة لأتها وثقت من قبل الإدارة الأمريكية السابقة وبالتالي تحتاج لمعالجات في المرحلة الثانية والثالثة يقال أنها شبه مستحيلة يشير ذلك إلى أن هناك محاولات من قبل الأمريكان للهروب من إكمال الهدنة، لكن هم يرغبون في عودة المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة إلى إسرائيل، ثم بعد ذلك تنفيذ مخططهم لتهجير سكان غزة.
وأوضح الرقب أن تصريحات ترامب بعد لقاء نتنياهو وإصراره على تهجير سكان قطاع غزة وقد يكون غير لهجته بدلا من أن يحدد مصر والأردن، قال نقلهم لمكان آمن، وبناء بيوت جديدة وأن غزة غير مؤهلة للحياة وستقوم الولايات المتحدة بالسيطرة على قطاع غزة، تصريح خطير قد يرغب في تحقيق مخطط نتنياهو السابق بالقناة البحرية البديلة الذى تحدث نتنياهو عنها عام 2023 التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض وتمر عبر غزة ورغبة الإسرائيليين في ذلك ورغبة الأمريكان من خلال أطماعهم التجارية بالسيطرة على غزة وبناء مدينة ساحلية جديدة، يأتي ذلك كأنه لا يوجد شعب وكأنه وعد بلفور جديد وكأن ترامب يستطيع ترحيل اثنين مليون و300 ألف فلسطيني لأي مكان جديد ثم يبني ما يريد وهكذا يعتقد ترامب وهكذا اقنعه نتنياهو.
وأكد الرقب أن الحديث عن دولة فلسطينية لم يكن واردًا في لقاء ترامب ونتنياهو، وكان هناك استخفاف لكل من هو في المنطقة وكان حديث ترامب محاولة للتجميل عن مواقفه تجاه التهجير والحرب، والحديث كأنه إنسان يريد أن يقدم الخير للشعب الفلسطيني.
أشار الرقب إلى أن تكرار تصريحات ترامب حول التهجير في المؤتمر الصحفي لأكثر من 5 مرات له دلالة خطيرة بأنه ينوي ذلك واعتقد أنه سيفشل في ذلك كما فشل في تمرير صفقة القرن ومن سيفشل ذلك الفلسطينيين أولاً، ثم الشعوب وقادة ورؤساء المنطقة، رغم أنه يستخف هذا الأمر، لكنه سيفشل كما فشل سابقا في صفقة القرن.
وأوضح الرقب أن تصريحات نتنياهو وحديثه بأنه لقى رجل قوي "في إشارة إلى ترامب"، وأن المنطقة ستشهد تغييرات مهمة والحديث عن صفقة أسلحة بقرابة مليار دولار لإسرائيل، فهي مجانا وليست صفقة، أيضا الحديث ضد إيران والتحريض ضد إيران كان واضح وترامب أراد أن يوضح ذلك.
وتابع "كانت مجمل اللقاءات تدور حول فلسطين وغزة وبالتأكيد الضفة أخذت حيز كبير وكيف توسع دولة الاحتلال سيطرتها على مناطق جديدة، مستدركا هناك مخطط وقح تم الاتفاق عليه من قبل أمريكا وإسرائيل تجاه غزة وفلسطين بشكل عام ولكن كل ذلك سينكسر أمام صمود الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بشكل عام وقادتها".
من جانبه، قال د.سائد أبو عيطة، المحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة التهجير بمفاهيم سياسية تقترحها الإدارة الأمريكية هو نتيجة لحرب السابع من أكتوبر وقضية مرتبطة بإعادة هيكلة الشرق الأوسط والمصالح المشتركة بين الحلفاء، لافتا إلى أن سكان غزة وجودهم سيكون عقبة لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحماس ستكون عقبة أمام إعادة الإعمار وفقًا لما يراه العالم.
وأضاف أبو عيطة لـ"الدستور" أن غزة غير قابلة للحياة وأي مبرر لوقف المساعدات والإعمار سيكون في صالح تنفيذ رؤية ترامب المرتبطة أساسًا بصفقة القرن واتفاقيات إبراهيم في السابق.
أوضح أبو عيطة أن الإعمار لقطاع غزة سيكون وفق خطة سيشرف عليها ترامب مباشرة، لكن برؤيته الجديدة للشرق الأوسط، وسيكون ذلك بعد تجاوز العقبات التي ستعرقل إعادة الاعمار والعقبات متمثلة بشروط حكومة نتنياهو ورؤيته حول مستقبل غزة، أضف إلى ذلك ضرورة وجود جهة حاكمة موثوق فيها واستعداد دول مانحة وفاتورة ضخمة حتى الآن لم تتضح رؤيتها بعد، قائلا: "احتمال يطفشونا كلنا من غزة"، على حد تعبيره.
ولفت أبو عيطة إلى أن طرح "ترامب" في هذا الوقت ليس عبثي ومهم جدًا بالنسبة له وعلى الرغم من أن البعض قد يراه فكرة خيالية، قد أرها حسب تقديري ليست مستحيلة، لكنها بالتأكيد تفتقر آليات التطبيق مع ضرورة قبول الدول المستضيف التي حددها "ترامب" والتي رفضت العرض جملة وتفصيلًا على مستوى سياسي واعلامي مثلما رفض الفلسطينيين صفقة القرن.
وأكد السياسي الفلسطيني أن مقترح ترامب يُفسر في اتجاهين الأول وفقًا للمقترح القديم الذي طلب فيه التوطين للاجئين الفلسطينيين في بلدان اللجوء وبعد قرار تعطيل أنشطة الأونروا وتحجيم دورها وإحداث التغيير في الشرق أوسط والأراضي الفلسطينية بات الأمر أقرب الى الواقع، باستحالة عودة اللاجىء الفلسطيني بالوراثة درجة ثانية وثالثة وهما جيلين مولدين في بلدان اللجوء وبالتالي يجب توطينهم وفقًا لهذا المبدأ في نظر إدارة ترامب، ونضيف أن قطاع غزة ليس قابلة للحياة وسكانه يحتاجون لإعادة توطين في قطاع غزة بعد هدمه بالكامل وهذا قد يجعل اللاجئين الفلسطينيين في الخارج بين خيارات لا تقبل النقاش، بلد مدمر وسكانه لا يجدون حياة ويحتاج سنوات لإعماره وبلدان لجوء أسوأ حالًا، لا حقوق ولا خدمات ولا عودة، واقع مرعب.
وتابع أبو عيطة "التفسير الثاني هو نقل جزء من الغزيين مؤقتًا الى بلدان مستضيف كما اقترح "ترامب" "مصر والاردن" إلى حين إعادة الاعمار في غزة والذي يتطلب المليارات وهذه الفاتورة لن تُدفع دون مقابل في كل الأحوال، يكفي أن نقول أن عيون الاستثمار والاقتصاد تنظر للشرق الأوسط الجديد ككتلة اقتصادية عالمية واحدة تستحق الاهتمام، ولا يمكن فصل قطاع غزة عن الشرق الأوسط".
وطالب أبو عيطة بأن يكون هناك حراك سياسي على أعلى مستوى من خلال تشكيل تحالف عربي - فلسطيني يضم السعودية وقطر والامارات ومصر والاردن ودولًا عربية والسلطة الفلسطينية وممثلين م.ت.ف، وعقد مؤتمر عربي يدعم حل القضية الفلسطينية سياسيًا في المستقبل القريب، تكون إحدى مخرجاته لجنة عربية - فلسطينية تُدير ملف إنهاء الصراع سياسيًا وتدعم الحق الفلسطيني وتعمل على تهيئة الظروف لإنجاح مطالبها وفقًا لخطة عمل متكاملة، وتفاوض مع الإدارة الامريكية الجديدة ككتله عربية فلسطينية لديها مصالح مشتركة في الشرق الأوسط وداعمه للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
0 تعليق