الجمعة 07/فبراير/2025 - 02:53 م 2/7/2025 2:53:29 PM
في غياب وزير الثقافة ومحافظ الاسماعيلية افتتح المهرجان العريق في دورته السادسة والعشرين للفيلم التسجيلي والقصير في مدينة الاسماعيلية التي تشهد سنويا أحد اهم واعرق المهرجانات السينمائية الدولية المعنية بالفيلم التسجيلي والقصير على مستوى العالم
فمهرجان الاسماعيلية التزم طوال بتاريخه بانحيازه التام للسينما ولا شيء سواها
و يخلو المهرجان على مدار تاريخه ايضًا من اي بهرجة او صخب.. وما يعرف بالسجادة الحمراء حيث تتهافت كاميرات المصورين لالتقاط صورًا للنجوم بأزيائهم الفارهة وملابسهم الصارخة فكل ذلك العرض الخارجي لا نجده في الاسماعيلية ومهرجانها العريق المعني فقط بالسينما والافكار الطازجة ومشاريع وورش صناعة الافلام التي تنبؤ جميعها بمستقبل اجمل لفن السينما الذي يعشقه صناعه..فالاحتفاء بالصناعة ذاتها وبالصناع والمواهب الوليدة ركن أساسي للمهرجان منذ نشأته وذلك ما اكدت عليه رئيسة دورة المهرجان لهذا العام مخرجة الافلام التسجيلية الموهوبة الاستاذة هالة جلال التي اخلصت للفيلم التسجيلي طوال تاريخها الفني والمهني وهي احد الامناء على صناعة الفيلم التسجيلي والقصير والاهتمام به وبإثرائه وتطوره ودعم المواهب الشابة الواعدة كهدف اساسي من اهداف المهرجان لخلق اجيال سينمائية جديدة من خلال التدريب وورش عمل الافلام ودعم وتمويل مشاريع الافلام التسجيلية والقصيرة فالفيلم القصير والتسجيلي لم يكن مشروعًا لفيلم روائي طويل وفشل بل هو فن قائم بذاته وله جمالياته وتكثيفة مما يجعله السهل الممتنع الذي يمنح فرصًا للتحليق في افاق اكثر رحابة تصل به للعالمية وللانفتاح على السينما الاقليمية وجميع التجارب الطازجة وتبادل الرؤى والخبرات وصقل المواهب والتعرف على كل ما هو جديد ومؤثر من خلال الاحتكاك المباشر بتجارب الاخرين لخلق جيل سينمائي جديد بمعطيات جديدة جادة وأخاذة..و تعتبر الدورة السادسة والعشرين من المهرجان بداية جديدة وجادة لدعم السينما في مصر وإثراء صناعة السينما التسجيلية والقصيرة.. ومن أهداف المهرجان الرئيسية ايضًا ربطه بالأهالي ليس فقط كجمهور متلق بل كمشاركين وصناع أفلام مما يعزز التفاعل بين الفن والمجتمع المحلي وتوسيع قاعدة جمهور السينما التسجيلية والقصيرة من خلال تقديم عروض متنوعة في أماكن مختلفة وإقامة فعاليات تفاعلية مع الجمهور تهدف إلى رفع الوعي السينمائي وتشجيع المشاهدين على الانخراط أكثر في هذا النوع من الأفلام الذي يتميز بقدرته على نقل الواقع والتجارب الإنسانية بعمق وصدق دون تجميل او تزييف..و كانت اختيارات الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية تخضع لمعايير دقيقة تركز على الجدة والابتكار إلى جانب التنوع في الأساليب السردية والموضوعات المطروحة ليشهد المهرجان تنافسا قويا بين آلاف الأفلام من مختلف الدول مما يعكس الاهتمام المتزايد بصناعة الأفلام التسجيلية والقصيرة عالميا.. وكانت لجان المشاهدة والتحكيم حريصة على انتقاء الأعمال التي تقدم رؤى جديدة وزوايا غير تقليدية سواء من حيث الأسلوب البصري أو التناول الموضوعي مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف تجارب سينمائية فريدة ومشاهدة أفلام تفتح آفاقا جديدة في عالم السينما فالمهرجان يمثل منصة هامة للتواصل بين الأجيال المختلفة من صناع السينما ويتيح للجيل الجديد من المخرجين فرصة التعلم من كبار المبدعين والاستفادة من تجاربهم في الإخراج والإنتاج والتوزيع بما يسهم في تطوير المشهد السينمائي المصري والإقليمي
ولا يقتصر دور المهرجان على العروض السينمائية فقط بل يشمل أيضا (ملتقى الإسماعيلية ) وهو منصة تهدف إلى دعم المشاريع السينمائية الجديدة حيث يتم تقديم جوائز دعم لمشروعات الأفلام المتميزة مما يساعد صناعها على تحقيق رؤاهم الإبداعية وتحويلها إلى أفلام مكتملة
من خلال التواصل مع المنتجين والممولين مما يسهم في تعزيز إنتاج الأفلام التسجيلية والقصيرة في المنطقة ويفتح المجال أمام المواهب الجديدة لتحقيق مشاريعهم السينمائية بأفضل صورة ممكنة
فالمهرجان جسرا حقيقيًا بين الثقافات المختلفة ويقدم للجمهور نافذة على عوالم وتجارب ثرية من خلال الأفلام التي تعكس قضايا إنسانية واجتماعية وثقافية متنوعة.. فالسينما والمهرجان كانا دومًا بمثابة أداة للتواصل بين الشعوب ومرآة تعكس الواقع وتعبر عن التغيرات المجتمعية.. فالسينما ليست مجرد وسيلة لتوثيق الأحداث والشخوص بل تمثل نافذة لفهم الماضي والحاضر وتسهم في زيادة الوعي وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والبيئية والسياسية وتلعب دورا محوريا في التوعية والتغيير وتساهم في فتح النقاشات وتعزيز التفكير النقدي وتشجع على الإبداع وإيجاد الحلول لمختلف القضايا مما يجعلها أداة قوية لإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات وتغيير تراكمي
فمن خلال السينما ننفتح على عوالم جديدة ونعيش تجارب مختلفة ونتعرف على شخصيات وأماكن لم نكن نعرفها من قبل مما يعزز الشعور بالإنسانية المشتركة ويعمق فهمنا للعالم من حولنا.. والإسماعيلية كانت ولا تزال حاضنة لهذا النوع من الفنون ومكانا مثاليا لاستضافة هذا الحدث السينمائي الكبير على مدار سنوات
وشهد حفل الافتتاح أجواء احتفالية متميزة وسرد لتاريخ التوثيق السينمائي المصري الرائد ورواده الذين تم تكريمهم سواء من الاحياء وممن رحلوا عن عالمنا.. وقدمت تلك الحكاية سردًا على مسرح قصر ثقافة الاسماعيلية من خلال أداء تفاعلي تبادل فيه الحكي الاعلامي المصري المتميز السيد (سمير عمر ) والفنانة المصرية ( سلوى محمد علي )تثم عرض فيلم ( ثريا ) فيلم افتتاح مهرجان الاسماعيلية في دورته ال ٢٦ وسط حضور واسع من الجماهير والمهتمين بصناعة السينما.. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من الفعاليات والعروض السينمائية في المهرجان الذي يستمر حتى الحادي عشر من فبراير بفعاليات عديدة ومختلفة وندوات يومية تعقد في الصباح.. تليها عروض للافلام تستمر لقرابة منتصف الليل لتعيش المدينة الهادئة أجواءً من الزحم والالق الذي تحدثه دومًا.
0 تعليق