الجمعة 07/فبراير/2025 - 08:12 م 2/7/2025 8:12:55 PM
واهم من يظن أن الدولة المصرية يستطيع أحد، كائنًا من كان، أن يفرض عليها أى قرار أو فعل أو وصاية، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها، يجب أن يعلم الرئيس الأمريكى المتهور دونالد ترامب أن مصر خط أحمر ولن ترضخ لأى استفزازات أو تهديدات من هنا أو هناك، وأن ما يتحدث عنه بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن هى مجرد أحلام وأوهام فى خياله المريض، فعليه أن يتوقف عن غرور القوة والبلطجة والتصريحات العنترية التى لا تتوقف لحظة منذ تنصيبه رئيساً لأمريكا.
مصر قيادة وشعباً يرفضون مخطط التهجير للفلسطينيين لا قسرياً ولا طوعياً، ولن يتم تنفيذه، والشعب الفلسطينى الشقيق لن يترك أرضه أياً كان الثمن، هذه عقيدة راسخة لديهم، والموقف الآن يتطلب توحيد الموقف العربى وأن تكون هناك وقفة حازمة وصارمة من جميع الدول العربية لرفض تصريحات الرئيس الأمريكى وإعلان رفض التهجير للفلسطينيين بأى شكل من الأشكال، وأهمس فى أذن ترامب: «مصر لا تتراجع عن مواقفها وقراراتها وكلمتها ثابتة ولا تحيد عن مبادئها ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية».
تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عقب لقائه مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى تثير العنصرية وتكشف الوجه الحقيقى لأمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلى، فهذا التوجه يقوض إرساء السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، ويخالف جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فكيف فى الوقت الذى يرفض فيه ترامب الهجرة إلى أمريكا يطلب تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وكيف يتم إقرار السلام والاستقرار وأنت تنتهك حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة وتريد إخراج الفلسطينيين من بلدهم وأرضهم فى انتهاك صارخ وعدم احترام لأدنى حقوق الإنسان الأساسية.
الحقيقة أن كل دول العالم الحر يجب أن تنتفض للتصدى لهذا المخطط الصهيونى البغيض وأن يتم العمل على إعادة إعمار قطاع غزة لتوفير حياة آدمية للفلسطينيين، وأن يتم العمل بكل جهد وقوة من أجل إتمام تنفيذ مراحل وقف إطلاق النار واستدامته، وأن يتم دعم جهود الدولة المصرية الدبلوماسية من أجل وقف النزاعات فى المنطقة لإرساء دعائم السلام والاستقرار، فخطوة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة جاءت بعد جهود مضنية وحثيثة من الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبالتنسيق والتعاون مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لتكون أول الغيث فى إعادة الهدوء لقطاع غزة الذى دمره الاحتلال الإسرائيلى ودمر بنيته التحتية ومنشآته ومدارسه ومستشفياته.
ويجب أن يكون الشاغل الشاغل الآن هو تثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، وأن تتم إعادة إعمار قطاع غزة من جديد لتعود الحياة إلى الأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون كارثة إنسانية، وعلى المجتمع الدولى أن يتوقف عن صمته وموقفه المتخاذل تجاه الشعب الفلسطينى الشقيق، وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية مسئولية العالم أجمع والمنظمات والمؤسسات الدولية، هناك ضرورة ملحة الآن لوضع خطة عاجلة لعملية شاملة لإعمار قطاع غزة، وضمان نفاذ الدعم الإنسانى إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كل المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافى وإعادة التأهيل.
إن مصر تبذل جهوداً كبيرة على جميع الأصعدة والمستويات من أجل إيجاد حلول وتسويات للأزمات والنزاعات فى المنطقة حتى يعود الهدوء والاستقرار وحرصاً على عدم توسيع دائرة الصراعات، وتقوم مصر بجهود دبلوماسية كبيرة لوقف النزاعات والصراعات فى المنطقة ومن أجل التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وعلى المجتمع الدولى لاسيما القوى الدولية والإقليمية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الضغط من أجل بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور التوتر فى الشرق الأوسط، لا سيما من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما فى ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطنى وفى سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما فى ذلك القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.
0 تعليق