دشن مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المرحلة الأولى من مشروع مكتبات المساجد، والذي يهدف إلى توفير مصادر معرفية إسلامية موثوقة بلغات متعددة داخل المساجد، وذلك بالتعاون مع كل من إدارة الشؤون الهندسية وإدارة المساجد بالوزارة.
وأكد الدكتور صالح بن علي الأخن المري، مدير مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن المشروع يأتي ضمن رؤية الوزارة الهادفة إلى الوصول إلى الفئات المستهدفة ببرامجها، ونشر الوعي الشرعي وفق منهج وسطي معتدل يستند إلى كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، مع التركيز على تلبية الاحتياجات الفعلية للجاليات المسلمة المقيمة في قطر.
وأضاف أن مشروع مكتبات المساجد يمثل خطوة نوعية في دعم التوعية الدينية للجاليات المسلمة الناطقة بغير اللغة العربية، حيث يتيح لهم الوصول إلى مصادر معرفية موثوقة بلغاتهم الأصلية، مما يسهم في تعزيز فهمهم الصحيح للدين الإسلامي وفق منهج وسطي بعيد عن الغلو.. متوقعا أن يسهم المشروع بإثراء تجربة رواد المساجد من الجاليات المسلمة، وتعزيز التواصل بين مختلف الثقافات، بما يتماشى مع جهود دولة قطر في دعم التعددية الثقافية والانفتاح على مختلف الشعوب.
وأوضح الدكتور صالح المري أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي ينفذها مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي بالتعاون مع إدارة المساجد، والتي تشمل: ترجمة خطب الجمعة بعدة لغات لتمكين الجاليات من فهمها والاستفادة منها.
وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع 500 مكتبة تحوي نحو (13.000) كتاب، تم توزيعها في المساجد بمدينة الدوحة والمناطق الخارجية مثل مدينة مسيعيد، مدينة دخان، مدينة الخور، ورأس لفان، وتحتوي كل مكتبة على مجموعة من الكتب التي تلبي احتياجات المسلمين الناطقين بغير اللغة العربية من المعلومات الأساسية ومبادئ العلوم الشرعية الهامة، حيث تشمل كتاب ترجمة لمعاني القرآن الكريم، لمساعدتهم على زيادة فهم لمعاني كتاب الله، وكتاب "ما لا يسع المسلم جهله"، والذي يوضح أساسيات العقيدة والعبادات، ويتوفر الكتابان باثنتي عشرة لغة، وهي: الإنجليزية، الفرنسية، الملايوية، الفلبينية، الأمهرية، الأوردية، البنغالية، السنهالية، التاميلية، الملبارية، الهندية، والنيبالية، وذلك لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المسلمين الناطقين بغير اللغة العربية.
كما تضم كل مكتبة كتاب "رياض الصالحين" من كلام سيد المرسلين، والذي يضم عددا كبيرا من الأحاديث النبوية في أبواب الأخلاق والآداب والترغيب والترهيب، وتم تضمينه باللغة الأوردية؛ نظرا لانتشارها الواسع بين الجاليات.
جدير بالذكر أن مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي يُعد واحداً من المنشآت الوقفية الهامة، ويتجلى دوره الرائد في رسالته الحضارية العالمية، وفي طرازه المعماري وموقعه الفريد، ومئذنته التي تعانق السماء، ويقوم المركز بجهود كبيرة منها: إبلاغ رسالة الإسلام بمنظورها الصحيح إلى غير المسلمين، بكافة الوسائل العصرية المتاحة، ونشر الثقافة الإسلامية عقيدة وسلوكا وحضارة للجاليات المقيمة على أرض قطر، فضلا عن التعريف بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع القطري، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
كما يقوم المركز بدور مهم بإبراز الثقافة الإسلامية، والتأكيد على المعاني الثقافية والحضارية للإسلام، ومبادئه العالمية، وقيمه الإنسانية، لجمهور واسع من غير المسلمين ينتمون إلى أعراق وثقافات شتى، إلى جانب التعريف بالثقافة القطرية، والتراث العربي الأصيل لدولة قطر، وهو دور يتكامل مع الأدوار الحضارية العالمية لدولة قطر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها من الأدوار التي تعزز السلام والتعايش والحوار بين الشعوب.
0 تعليق