اختُتمت مساء اليوم، الفعاليات المصاحبة لـمهرجان كتارا الدولي للخيل العربية 2025، التي أقيمت على كورنيش كتارا، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين من دولة قطر ومختلف أنحاء العالم .
وقد شكلت هذه الفعاليات منصة إبداعية مميزة، حيث اندمجت الفنون البصرية مع جمال الخيل العربية، في مشهد يعكس الموروث الثقافي الغني بلمسات فنية معاصرة.
وأكد الفنانون المشاركون أن الحدث لم يكن مجرد عرض للأعمال الفنية، بل كان مساحة تفاعلية لتعزيز الحوار الثقافي والفني، حيث التقى الجمهور بالفنانين مباشرة، وتعرف على أساليب وتقنيات متنوعة في الرسم الجداري والرسم على السروج.
وتألقت الفنانة التشكيلية القطرية مريم خليفة السادة بعمل فني يجمع بين الواقعية والتراث من خلال فعالية بعنوان "الرسم على السرج"، حيث رسمت أناملها الخيل العربية محاطة بالنخيل والمزارع القطرية، مستخدمة الألوان الزيتية لإبراز التفاصيل بأسلوب يعكس مهارتها الفريدة في هذا الفن التقليدي. أما الفنان التشكيلي القطري حسن جسوم، فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة بهذه الفعالية للعام الثاني على التوالي، حيث أضاف خبرات جديدة إلى أسلوبه، مقدما عملا متطورا يعكس التطور التقني في الرسم على الجلد، ما ساهم في إبراز تفاصيل الخيل بأسلوب أكثر نضجا واحترافية.
وشهدت فعالية "جداريات" أعمالا فنية أبدعها فنانون محترفون بأساليب متنوعة، حيث جسد الفنان التشكيلي معمر تازي من الجزائر، مشهدا لمزرعة قديمة تعود إلى قرن من الزمن، تعيش فيها الخيول بحرية، محاطة بعناصر تراثية قطرية مثل المزارع التقليدية وأبراج الحمام، بأسلوب أكريليكي متقن يعكس أصالة المشهد ، أما الفنان التشكيلي مكي دفاس من الجزائر، فقد أضفى بصمته الجرافيكية المميزة، مقدما لوحة تصور الخيل العربية بأسلوب مستوحى من الفن الإغريقي والروماني، حيث برزت تفاصيل العمل باللونين الأبيض والأسود مع لمسات ذهبية تعزز البعد التاريخي والجمالي للجدارية ، فيما قدم الفنان التشكيلي علي النظير من المغرب عملا يجمع بين الخط العربي والزخارف الإسلامية، حيث تضمنت جداريته حديثا نبويا شريفا يعكس قيم الحضارة العربية وتفوقها العلمي والثقافي، مؤكدا على أهمية الحفاظ على الهوية العربية والتراث في المشهد الفني المعاصر.
يشار إلى أن مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية رسخ مكانته كحدث عالمي يجمع بين الأصالة والإبداع، مسلطا الضوء على الجوانب الفنية والتراثية المرتبطة بالخيل العربية، فيما تواصل "كتارا "دورها في دعم الفنون والمبدعين، وتعزيز مكانة الدوحة كوجهة ثقافية رائدة تحتفي بالفن والتراث العربي الأصيل.
0 تعليق