لكل منْ يهمه الأمر... اكتفينا منه.. الوليمة جاهزة للانقضاض عليها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 08/فبراير/2025 - 06:02 م 2/8/2025 6:02:21 PM

توقعت مقتل «سلوان موميكا»، منذ أن رفعت الحكومة السويدية، الحماية عنه، بعد حرقه للقرآن، فى يونيو 2023، وقيام المسلمين هناك بالاحتجاجات الغاضبة. ولهذا السبب فإننى أرى أن الحكومة السويدية، متورطة بشكل رئيسى، فى تصفية «سلوان موميكا». 
إن الحكومة السويدية من أكثر البلاد الأوروبية، التى يمكنها خرق مواثيق حقوق الإنسان الدولية، التى وقّعت عليها، إذا تحققت لها مصلحة سياسية. والمراوغة والتقلب والتناقض، كروت تستخدمها، فى علاقاتها على المستوى العالمى. 
فى البداية، ضمنت الحكومة السويدية، حق وحرية «سلوان موميكا»، فى إحراق القرآن علنًا، فى ستوكهولم العاصمة، وأمام مسجد ستوكهولم المركزى، فى أول أيام عيد الأضحى. بالموافقة على طلبه، وتأمين المنطقة حوله بقوات الأمن. لم يكن باستطاعتها الرفض، ليس إيمانًا بالحرية، أو حبًا فى «موميكا». لكنها لم تكن تدرك المشاكل التى ستسببها فعلته، مع المسلمين فى السويد، أو فى بلاد أخرى.
بعد تسعة شهور من الواقعة، فى فبراير 2024، أصدرت محكمة الهجرة السويدية، قرار ترحيل «موميكا» إلى النرويج. وفى مارس 2024، أعلن عن أنه غادر السويد، إلى النرويج، طلبًا للحصول على حق اللجوء. لكن النرويج، رضخت إلى مطالبة السويد، بإعادة «موميكا» إليها، بموجب اتفاقية دبلن بشأن اللاجئين. 
فى أكتوبر 2024، أوقفت مصلحة الهجرة السويدية، تصريح الإقامة الخاص بـ«موميكا»، معلنة عن أنه قدم لها بيانات كاذبة، ليحصل على اللجوء فى المرة الأولى. 
وكان «سلوان موميكا»، طوال هذه الفترة، يتهم السويد، بالتراخى، والضعف، وعدم الجدية، فى حمايته، وتوفير الأمن. قال: «إن حقوق الانسان والحرية، فى البلاد الأسكندنافية أكذوبة كبيرة». 
وتم اتهام «موميكا» بـ«التحريض ضد مجموعة عِرقية»، وكانت المحاكمة يوم الخميس 30 يناير 2025، وهو يوم مقتله، ما يزيد الشك فى تورط الحكومة السويدية، التى أدركت المأزق الذى يحيط بها. فمنذ حادث حرق القرآن، تعرضت السويد، إلى ردود أفعال غاضبة، من العالم الإسلامى، ومن بلاد أخرى مثل الولايات المتحدة وروسيا. وتم إشعال سفارتها بالعراق، وكانت هناك دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية. وعندما أحرق «موميكا» القرآن مرة أخرى، فى مدينة مالمو، قام المسلمون بحرق إطارات السيارات، وتكسير أعمدة الشوارع، وإلقاء الحجارة على واجهات المحلات. 
هكذا تعرضت السويد، بسبب «موميكا»، إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وتدريجيًا، كانت قد حسمت أمرها، للتخلى عن «مصدر الشغب والتخريب والاضطرابات»، «موميكا». 
إن انعقاد محاكمة «سلوان موميكا»، والتى تحددت الخميس 30 يناير 2025، معناه فتح كل أبعاد القضية، والتركيز على وقائع، وإثارة ملفات، لا تريد السويد كشفها، أو تبريرها، أو التعليق عليها. الأمر الذى «يحرج» الحكومة السويدية، محليًا، ودوليًا. 
إذن فالحل الأمثل الوحيد، بعد أن قررت السويد، رفع الحماية عن «موميكا»، هو ألا يكون «موجودًا» قبل عقد المحاكمة. وهذا فعلًا، ما حدث. 
منذ حرق القرآن أول مرة فى يونيو 2023، فى ستوكهولم العاصمة، ثم فى مدينة مالمو، وهى ثالث أكبر مدن السويد، توقعت مقتل «سلوان موميكا» فى أى وقت قريب. 
وجاء قرار الحكومة السويدية، برفع الحماية عن «موميكا»، كأنها بالضبط تقول:
«اقتلوه».. «لكل منْ يهمه الأمر، موميكا لكم».. «تفضلوا الوليمة جاهزة للانقضاض عليها».. «اكتفينا منه.. خذوه». 
وفعلًا، قبل أن تشرق شمس يوم المحاكمة، قُتل الرجل، فى بيته، وهو يقوم بإرسال بث مباشر.. وقد أعلن عن هذا البث، ودعا الناس إلى متابعته، بالقول: «أنا غير نادم» على أفعالى، وأن منْ يؤمن بأفكار، عليه أن يكون مستعدًا للموت من أجلها.. انتظرونى بعد قليل. بعض المسلمات والمسلمين، خاصة الذين فرحوا وشمتوا، فى إحلال دم «موميكا»، وبالأخص أكثر، منْ تلطخت أيديهم بالدم، يعتقدون أن مقتل حارق القرآن، فى بيته، وفى أكبر بلاد العالم الحر، سيكون «عِظة»، رادعة لمنْ يفكر مثل «سلوان». 
لكننى أعتقد أن اطلاق النار على «سلوان موميكا»، فى حصن أمانه، فى بيته، سوف يثير إما حرق القرآن مرات أخرى، أو الإتيان بأعمال مشابهة، فى السويد، وأماكن أخرى، احتجاجًا على أسلوب، «الدم والقتل والتصفية مقابل النقد والرأى والتعبير السلمى». 
من بستان قصائدى 
============== 
قالت الأم لابنها: أنا لا أعرفك
لست ابنى الذى حملته فى بطنى
وأطعمته من مائى ودمى ولبنى
منْ أنت؟ ولماذا أنت فى بيتى؟ 
نظراتك غريبة عن عيونى
حركاتك مريبة تثير جنونى 
أنت لست ابنى أنا لا أعرفك
منْ أنت؟ ولماذا أنت فى بيتى؟ 
انتظر الآن أبدأ فى التذكر
رأيت صورتك أمس فى الجريدة
أنت منْ يبحثون عنه خلف الأبواب 
أنت منْ أطلق الرصاص
وزرع القنابل وذبح الرقاب
أيها المهووس بسفك الدماء
باسم الله وسنة الأنبياء
اذهب واختبئ بعيدًا عنى
لست ابنى ولست أعرفك
لا تشبه ابنى لا تشبهنى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق