حكومة لبنان تبصر النور بـ 24 وزيراً... ونواف سلام يتعهد استعادة ثقة العالم

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
حكومة لبنان تبصر النور بـ 24 وزيراً... ونواف سلام يتعهد استعادة ثقة العالم
play icon

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام

مكي حل العقدة الشيعية... وبري: إسرائيل شر مطلق

بيروت، عواصم - وكالات: فيما أبصرت الحكومة اللبنانية الجديدة النور بـ24 وزيراً ليل أمس، تعهد رئيسها نواف سلام استعادة ثقة المجتمع الدولي في بلاده وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، مما يقرب البلاد من الوصول إلى أموال إعادة الإعمار والاستثمارات في أعقاب الحرب المدمرة التي دارت العام الماضي بين إسرائيل و"حزب الله"، قائلا عقب إعلان تشكيل حكومته رسميا، إن لبنان سينفذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حربا سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل في عام 2006.

وقال سلام في كلمته عقب إعلان التشكيل "أما وقد أعلنا الحكومة التي أتمنى أن تكون حكومة الإصلاح والإنقاذ.. يهمني أن أؤكد على النقاط التالية.. أولا أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي"، مضيفا "ستسعى الحكومة إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي وبين لبنان والمجتمع الدولي"، متابعا أن الحكومة ستعمل على تأمين الأمن والاستقرار عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.

وبينما أعلنت الرئاسة اللبنانية أن رئيس الجمهورية جوزاف عون وقّع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة من 24 وزيراً، حيث وقع ثلاثة مراسيم هي مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ومرسوم تكليف الرئيس تميم سلام بتشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف نواف سلام مرسوم تشكيل الحكومة من 24 وزيرًا، أكدت مصادر حل العقدة التي كانت تقف عائقا في وجه تشكيل الحكومة، قائلة إنه تم الاتفاق خلال اجتماع ثلاثي ضم الرئيس جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة الجديدة نواف سلام، على اسم الوزير الشيعي الخامس الذي كان يشكّل عقدة وعقبة أمام تشكيل الحكومة، ووقع الاختيار الموحَّد حسب المصادر على فادي مكي.

وتنتظر حكومة سلام تحديات كبرى، أبرزها إعادة الإعمار وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في الجنوب ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله من الحدود، ونزع سلاح المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وجوب انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية التي تحتلّها، مؤكْداً أن إسرائيل شرّ مطلق واستمرار احتلالها للأراضي اللبنانية يستوجب مقاومته، مشددا خلال استقباله في عين التينة في بيروت، نائبة الموفد الأميركي للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس على وجوب أن تلتزم الإدارة الأميركية كضامنة لتطبيق الاتفاق مع إسرائيل كاملا، كما بنود القرار الأممي 1701 وفي مقدمها الانسحاب من كامل التراب الوطني اللبناني، مشيدا بدور الجيش اللبناني وحرفيته بانتشاره وفقا لما نص عليه الاتفاق.

من جانبه، جدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطالبة الولايات المتحدة الأميركية باتمام انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الجاري، داعيا خلال استقباله أورتاجوس، لوقف التدمير الممنهج للبلدات والقرى والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الأزرق، مشددا على أن الالتزام بتطبيق القرارات الدولية سيؤدي إلى استقرار الوضع في المنطقة والجنوب بشكل خاص.

بدوره، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، مشددا خلال استقباله أورتاغوس على أن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط أيضا بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكل مندرجاته بما في ذلك بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي، لافتا إلى أن إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزء لا يتجزأ من الاتفاق، مؤكدا ضرورة إيقاف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها، مشيرا لجاهزية الجيش اللبناني للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على أن ينجز الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري، لافتا إلى أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها.

في المقابل، أعربت أورتاجوس خلال استقبال رئيس الحكومة الجديدة نواف سلام لها عن دعم بلادها للعهد وللحكومة المرتقبة في ضوء الرؤية القائمة على الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية، واكدت التزام بلادها بتوطيد العلاقات الوثيقة مع لبنان مشيرة إلى أهمية الصداقة والشراكة القائمة بين الشعبين الأميركي واللبناني، قائلة "نحن ملتزمون بتاريخ 18 فبراير الجاري لإعادة الانتشار عندما تنتهي قوات الاحتلال الإسرائيلي من انسحابها ويعيد الجيش اللبناني انتشاره، مؤكدة أنها تأمل في أن تلتزم السلطات اللبنانية بالتأكد من أن "حزب الله" لن يكون جزءا من الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزومًا عسكريًا، قائلة "نحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله"، مضيفة "وضعنا خطوطا حمر واضحة من جانب الولايات المتحدة تحول دون تمكن حزب الله من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك كونه جزءا من الحكومة، وهذا يبدأ، بطبيعة الحال، بالضغط الذي يفرضه الرئيس ترامب الآن على إيران لمنعها من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة".

ورد زعيم الطائفة الشيعية المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان على المبعوثة الأميركية، قائلا إن "لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوناته الوطنية، وحزب الله لم يهزم ولن يهزم"، مضيفا أنه "لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الخلاص من حزب الله، والسيادة فقط للبنان ومكوناته الوطنية وليس لأميركا ومشاريع الإقصاء والخراب"، متابعا أن "لبنان لن يكون مستعمرة لأميركا أو إسرائيل، ولعبة التهديد والوعيد فارغة، والمشروع الأميركي الإسرائيلي الذي انكسر على تخوم بلدة الخيام لن يكون له وجود بقلب النظام السيادي في لبنان".

إلى ذلك، أعرب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس عن أمله في أن يكون لبنان شاهدًا على قيم الحوار والمصالحة والتضامن الأخوي، قائلا: في رسالة وجهها إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون ونقلها إليه السفير البابوي في بيروت الكاردينال باولو بورجيا "أعبر عن قربي الروحي من الشعب اللبناني العزيز، وأسأل الله أن يحفظه كنزًا للحضارة والحياة الروحية، حتى يكون دائمًا رسالة سلام وانسجام مع التنوع".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق