تمسك الفلسطينيين بأرضهم يُفشل أحلام ترامب

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

‏تابعت بعض المقتطفات لتسليم الاسرى، خصوصا في المرة الاخيرة، ورأيت الشباب الفلسطيني، لا سيما المقاتلين من "حماس"، وكمية العتاد والاسلحة التي يحملونها، وتفاجأت بالحشد الكبير منهم، فالعدد كبير جداً، يعد بالالاف، وهذا يؤكد ان كل المزاعم الاسرائيلية عن قتل عدد كبير من مقاتلي "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية، مجرد اوهام.

الأرقام التي رأيتها كبيرة، ما يعني ان المقاومة الفلسطينية، رغم الالام والخسائر، بخير، بل هي في افضل حالاتها، وبالتالي فإن المزاعم عن اليوم التالي بعد المقاومة في غزة، ليس اكثر من ترهات، فهؤلاء، رغم كل المصاعب لم ينكسروا، ولذلك فإن اسرائيل لن تستطيع انهاء القضية، كما تخطط، بل عليها ان تعيد حساباتها، وتقبل بدولة فلسطينية مستقلة.

كذلك، لن تمر محاولات التهجير، اكان من غزة او الضفة الغربية، لان شعباً من هذا النوع لا يمكن لاحد، مهما كانت قوته كسره، وفرض التهجير عليه، خصوصا انه عش نكبة النزوح منذ عام 1948، وكيف تشرد في مخيمات، وعانى طوال 75 عاما من ذل فقدان الامان والوطن.

ان هذه الروح الفدائية لم تخبُ طوال تلك السنين، وهنا نذكر مقولة ديفيد بن غوريون "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكنه مات ولم يشهد نسيان الفلسطيني ارضه وتاريخه.

وحين قالت غولدا مائير عام 1969: "لم يكن هناك شيء اسمه الفلسطينيون"، في انكارها لحق الوجود الفلسطيني، كان الرد في عمليات خاضتها المقاومة الفلسطينية، ما دفع مائير نفسها بعد سنة من ذلك التصريح الى القول: "أنا مستعدة لسماع ما إذا كان هناك بصيص أمل بالنسبة لدولة عربية مستقلة في يهودا والسامرة (مستخدمة الاسم التوراتي للضفة الغربية)، وربما في غزة أيضا، إذا أطلقوا عليها اسم فلسطين فليكن، ما الذي أهتم به"؟

طوال العقود السبعة الماضية حاول الاسرائيليون، ومعهم القوى الغربية الكبرى تصفية القضية في الفلسطينية، الا ان الرد كان دائما اكثر ايلاما، وفي السابع من اكتوبر عام 2023، ولد جيل فلسطيني لا يؤمن بالتسويات، لذلك فإن هذه الروح الوقادة، هي من يصنع معجزات التاريخ الفلسطيني، وهي كذلك من ستأتي بالدولة المستقلة.

في مجال اخر، لكن في السياق نفسه، لم ينس العرب فلسطين، ولهذا حين تابعت ما حدث في لبنان، بعد وقف اطلاق النار بين المقاومة واسرائيل، وبدء فرق من المقاومة تقييم الاضرار، ودفع بدل إيواء للنازحين، وتعويض المتضررين، وبدء الناس ترميم منازلها، ايقنت ان المقاومة ليست ضعيفة، وان النكسة التي تعرضت لها لم تسكرها، كما ان ذلك يدل على ان المقاتلين لا يزالون، رغم الخسائر الكبيرة، عددهم كبير، وايمانهم لم يفتر بعدالة القضية.

فإذا كانت كل الأحلام عن نزع السلاح، لم تفد، ولم تنه القضية الفلسطينية، ولا الحقوق العربية، فهي لن تمحو وجود شعوب في هذه المنطقة منذ مئات السنين، لذا علينا ان نشعر بالفخر انه لايزال الدم العربي يغلي في مقاومة عمليات التهجير الممنهجة، وان هكذا شعوب لا يمكن ان تكسرها احلام وترهات ترامب او غيره، ولا قادة العدو الصهيوني الذين اتوا من شتات الارض كي يستولوا على حقوق شعب كل تاريخه النضال، والتمسك بأرضه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق